الرئيسية > تحقيقات وحوارات > موسم "الانتصارات الاستراتيجية" في اليمن: قراءة بمكاسب السهم الذهبي

موسم "الانتصارات الاستراتيجية" في اليمن: قراءة بمكاسب السهم الذهبي

موسم "الانتصارات الاستراتيجية" في اليمن: قراءة بمكاسب السهم الذهبي

نجحت الشرعية اليمنية، المدعومة من التحالف العربي، في تحقيق انتصارات استراتيجية متتالية خلال الأشهر الثلاثة الماضية، مرجحة كفة الشرعية ميدانياً عبر السيطرة على أهم المناطق والمواقع العسكرية في البلاد، فضلاً عن تعزيز موقفها السياسي والدبلوماسي. فقد مثّلت الأشهر الثلاثة الأخيرة لحظة بدء الحرب المعكوسة من قبل قوات الشرعية وداعميها، وبدأت تتبدل الأحداث لصالحها بعد أن كانت ضدها. ومهّد انطلاق أول عملية عسكرية برّية لقوات الشرعية ودول التحالف، والتي أفضت إلى تحرير عدن، إلى توالي الانتصارات العسكرية. كانت البداية من غرب عدن تحديداً، بعد إطلاق عملية السهم الذهبي، لتبدأ منذ ذلك الحين مكاسب قيادة الشرعية في التزايد.

"غزوة عدن"... هل تغيّر مجرى الحرب؟

"
باتت قوات الشرعية تسيطر على أغلب المناطق العسكرية في اليمن

" باتت قوات الشرعية اليوم تسيطر على المساحة الكبرى من مناطق اليمن وأغلب المناطق العسكرية في البلاد، وهي المنطقة العسكرية الأولى والثانية والثالثة والرابعة، فضلاً عن أجزاء من السادسة، وذلك من أصل سبع مناطق عسكرية في اليمن. كما أن عدن، العاصمة المؤقتة للدولة، باتت محررة وتم تأمينها عسكرياً على الرغم من بعض الحوادث الأمنية التي سجلت فيها أخيراً، بما في ذلك الهجمات المتزامنة يوم الثلاثاء الماضي، التي تبناها تنظيم "داعش" ووجهت أصابع اتهام للرئيس المخلوع، علي عبدالله صالح بالوقوف خلفها.

كما تم تحرير قاعدة العند في لحج، والتي تعد أهم قاعدة عسكرية في اليمن.
ويتضح من العمليات العسكرية، التي تقوم بها قوات الشرعية والتحالف، أن المناطق المستهدفة وتغييرها من الشرق إلى الغرب والوسط والشمال كانت مناطق ومواقع استراتيجية مختارة بعناية.

وبعد أن كانت الشرعية تفتقر إلى جيش وأمن يساندها ميدانياً، يتوفر لديها اليوم أكثر من خمسين ألف جندي تم تدريبهم بفترة قياسية من قبل دول التحالف العربي، التي لا تزال تدرب مجموعات إضافية، ويجري الاعتماد عليهم لإسقاط الانقلاب، ولا سيما بعد تزويدهم بأسلحة متطورة لخوض المعارك. كما أن قيادة التحالف دعمت قوات الشرعية و"المقاومة" بمروحيات الآباتشي، التي تنطلق من أراضي اليمن، سواء من عدن أو العند أو مأرب. يضاف إلى ذلك، أنّ قوات الشرعية تتفوق على مليشيات الحوثيين والرئيس المخلوع من حيث الأسلحة، فضلاً عن السيطرة والتحكم الميدانيين، إلى جانب استخدام الجو والبحر ضد المليشيات التي باتت محاصرة، فيما اقتربت قوات الشرعية والتحالف من معاقلها في إقليم ازال. وعلى الرغم من أنّ تحرير خمس محافظات واتخاذها من قبل قوات الشرعية، منطلقاً لها لتحرير باقي مناطق اليمن، يعتقد أن مأرب وقاعدة العند هما مركزا القيادة العسكرية في إدارة الحرب لتحرير المناطق المتبقية، ولا سيما تحرير صنعاء.

اليمن... ضحايا بلا إنصاف

لم تكن المكاسب السياسية وحدها حاضرة خلال الأشهر الماضية، إذ حققت الشرعية مكاسب اقتصادية أيضاً. فقد تمكنت من بسط يدها على أغلب ثروات البلد، من خلال التحكم بمحافظات الثروة النفطية والغاز، وهي حضرموت ومأرب وشبوة.
"
تمكنت الشرعية من بسط يدها على أغلب ثروات البلد، من خلال التحكم بمحافظات الثروة النفطية والغاز

" حضرموت تعد أكثر المحافظات التي توجد فيها الثروة النفطية وهي بيد الشرعية. كما أن مأرب التي تعد الأهم في اليمن، أصبحت هي الأخرى في أجزاء كبيرة منها بقبضة الشرعية، ولا سيما أن مأرب تعد المنطقة الأولى في إنتاج الغاز الطبيعي، إضافة إلى أنها ثاني محافظة لإنتاج النفط. كما أن محطة الكهرباء الغازية التي تغطي كافة اليمن توجد فيها، فضلاً عن أن مأرب أهم محافظة تاريخية سياحية.

وإلى جانب حضرموت ومأرب تعد شبوة ثالث محافظات الثروة، فهي محافظة نفطية وتحتضن أكبر مشروع استثماري في اليمن، ممثلاً في شركة الغاز الطبيعي الذي تديره شركة توتال الفرنسية في منطقة وميناء بلحاف على بحر العرب. كما أن الثروة البحرية أصبحت تحت سيطرة قوات الشرعية، إضافة إلى أن أهم المنافذ البحرية بات في يدها، بما في ذلك مضيق باب المندب وجزيرة ميون، وموانئ عدن الثلاثة ومطارها ومصافي عدن إضافة إلى موانئ حضرموت والمهرة وسقطرى، سواء الموانئ النفطية أو الصيد أو التجارية. ويضاف إليها ميناء بلحاف في شبوة وهو ميناء تصدير الغاز وميناء شقرة في أبين.

ولم يتبق بيد المليشيات إلا موانئ الحديدة، والتي من بينها ميناء رأس عيسى لتصدير نفط مأرب، وهو محاصر إلى جانب موانئ الحديدة الأخرى، والتي تتجه إليها القوات المشتركة وصولاً إلى ميناء ميدي في حجة غرب اليمن. وتسيطر قوات الشرعية، وبدعم من التحالف، على أكثر من ألفي كليومتر من السواحل اليمنية، من أصل 2500 كيلومتر، فضلاً عن السيطرة على ثماني محافظات تطل على البحر من أصل عشر محافظات. كما أن الجزر اليمنية في المحيط الهندي وبحر العرب وخليج عدن، فضلاً عن أغلب الجزر في البحر الأحمر، باتت تحت قبضة السلطات الشرعية. كذلك، فإن السلطات الشرعية ساعدتها الحرب الحالية في السيطرة على الشركات والأراضي والمؤسسات والمباني والمنازل التي نهبتها قيادات نظام الرئيس المخلوع، بعد تورط تلك القيادات والمخلوع في الانقلاب.

 أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)