الرئيسية > عيون الصحافة > أزمة اليمن تسلك مسارا جديدا نحو الحل السلمي

أزمة اليمن تسلك مسارا جديدا نحو الحل السلمي

	 أزمة اليمن تسلك مسارا جديدا نحو الحل السلمي

أعلن الأربعاء عن تحقيق أكبر اختراق باتجاه حلّ الأزمة اليمنية سلميا، بعد أن ظل الصراع العسكري مشتعلا منذ انقلاب الحوثيين على السلطات الشرعية بالتعاون مع الرئيس السابق علي عبدالله صالح.

وأعلن المبعوث الأممى إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد الأربعاء عن موافقة الأطراف المتصارعة في اليمن على وقف الأعمال العدائية اعتبارا من 10 أبريل المقبل، وبدء مباحثات السلام فى 18 من نفس الشهر، مؤكّدا بذلك بشكل رسمي ما ظلّت المصادر السياسية تتناقله خلال الأيام الماضية، منذ قيام ولد الشيخ بزيارة إلى العاصمة اليمنية صنعاء ولقائه هناك كبار قادة الحوثيين حيث رشحت أخبار عن «أجواء إيجابية» أعقبها قول مسؤولين يمنيين إنّ المتمرّدين أبدوا استجابة لجهود البحث عن مخرج سلمي للأزمة.

وقال الوسيط الأممي لصحافيين في نيويورك إنّ وقف الأعمال القتالية سيشمل كل أنحاء البلاد وكافة أنواع القتال.

وجاء هذا الإعلان إثر عودة ولد الشيخ أحمد إلى نيويورك من جولة اجتماعات مكثفة عقدها في السعودية ودول خليجية أخرى تدعم الرئيس اليمني المعترف به دوليا عبدربه منصور هادي.

وقال ولد الشيخ إنه أجرى اتصالات أيضا مع الرئيس هادي، بالإضافة إلى المتمردين الحوثيين، مشيرا إلى أن القرار الأممي رقم 2216 سوف يكون أحد ركائز المفاوضات المقبلة.

وأشار إلى أن الأمم المتحدة سيكون لديها الآلية للتحقق من وقف القتال في اليمن، كما طالب كل الأطراف اليمنية بالامتناع عن أي عمل يزيد التوتر.

وأضاف أن المفاوضات الأخيرة ستكون واحدة من الفرص الأخيرة لإنهاء حرب اليمن. وأوضح أن إجراءات بناء الثقة بين الأطراف في اليمن ستكون صعبة.

السلام في اليمن يمثل هزيمة لإيران المهتمة بإدامة التوتر في المنطقة بهدف مشاغلة خصومها وعلى رأسهم السعودية

وتحوّلت الحرب في اليمن إلى كارثة كبرى، ما جعل الأصوات ترتفع داعية إلى وجوب وقفها. ووصف منسق الشؤون الإنسانية في اليمن، جيمي ماكغولدريك، العام 2015 بـ»الرهيب» في البلد قائلا واحدا من كل عشرة يمنيين، أي نحو مليونين و500 ألف، أصبحوا مشردين، فيما قتل نحو 6 آلاف شخص وأصيب أكثر من 30 ألفا آخرين، نصفهم من المدنيين.

ويبدو المسار السلمي الذي يوشك على الانطلاق في اليمن أكثر جدّية من جولات سابقة يتهم المتمرّدون الحوثيون بتفجيرها بتعنتهم، غير أن حالة لإرهاق الشديد الذي طال آلتهم الحربية، وساهم في تقليص مساحة سيطرتهم على الأرض لمصلحة الحكومة الشرعية المدعومة من التحالف العربي، دفعهم إلى الاستجابة لدعوات السلام.

وعبّروا عن توجّههم الجديد من خلال مدّ اليد للمملكة العربية السعودية والتواصل معها بشأن وقف للقتال على الحدود بين المملكة واليمن وإنجاز تبادل محدود للأسرى.

وفي المقابل أوحى الحوثيون بأخذ مسافة عن إيران التي يؤكّد مراقبون أن إيجاد مخرج سلمي للأزمة اليمنية لا يخدم مصلحتها التي تقوم على إدامة التوتر في المنطقة بهدف مشاغلة خصومها ومنافسيها وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية.

وقد فشلت المفاوضات السابقة التي رعتها الأمم المتحدة بين المتمردين والمسؤولين الحكوميين في تحقيق اختراق، في حين تعرض وقف لإطلاق النار دخل حيز التنفيذ في 15 ديسمبر للانتهاك مرارا وتكرارا.

والشهر الماضي، حذر مبعوث الامم المتحدة من ان الاطراف المتحاربة لم تتمكن من الاتفاق على شروط جولة جديدة من محادثات السلام، لكن يبدو انه تم تجاوز تلك الانقسام.

 

شريط الأخبار