الرئيسية > عيون الصحافة > "مشاورات الكويت" تدخل أسبوعها الثاني وسط تفاؤل اليمنيين الحذر

"مشاورات الكويت" تدخل أسبوعها الثاني وسط تفاؤل اليمنيين الحذر

"مشاورات الكويت" تدخل أسبوعها الثاني وسط تفاؤل اليمنيين الحذر

دخلت مشاورات السلام اليمنية المقامة في دولة الكويت، اليوم الجمعة، أسبوعها الثاني، دون البدء في مناقشة جدول الأعمال الخاص بها، والذي يرتكز على نقاط خمس قدمتها الأمم المتحدة، مستندة على القرار الأممي 2216.

 

ومن المقرر، أن يبدأ المتفاوضون، من وفدي الحكومة اليمنية، و(الحوثيين ـ صالح)، بمناقشة جدول الأعمال والنقاط الخمس، اعتباراً من يوم غدٍ السبت، وفقا لمصادر مقربة من المشاورات، للأناضول.

 

وتنص النقاط الخمس على جدول أعمال المشاورات، المنبثقة عن القرار الأممي 2216 (عام 2015)، بالترتيبـ على: انسحاب الحوثيين وقوات صالح من المدن التي سيطرت عليها منذ الربع الأخير من العام 2014، وبينها العاصمة صنعاء، وتسليم الأسلحة الثقيلة للدولة، واستعادة مؤسسات الدولة، ومعالجة ملف المحتجزين السياسيين والمختطفين والأسرى، والبحث في خطوات استئناف العملية السياسية.

 

وقالت المصادر، للأناضول، إن اليومين الماضيين، شهدا تحركا مكثفا من قبل الأمم المتحدة، وسفراء الدول الـ18 الراعية للمبادرة الخليجية والتسوية السياسية، بهدف إقناع الأطراف اليمنية، بالابتعاد عن العراقيل والتوصل إلى حل عاجل ينهي الأزمة المتصاعدة منذ أكثر من عام.

 

والمبادرة الخليجية هي اتفاق رعته دول الخليج لتسوية الأزمة السياسية في اليمن عقب "الثورة الشعبية" التي اندلعت ضد نظام الرئيس السابق علي عبدالله صالح، عام 2011، وبموجبه تم تنحية الأخير عن الحكم مقابل عدم الملاحقة القانونية، واختيار الرئيس عبد ربه منصور هادي رئيساً للبلاد، عقب انتخابات كانت بمثابة استفتاء عليه في ظل عدم وجود منافسين آخرين.

 

و أشارت المصادر، أن الأمم المتحدة طلبت خلال اليومين الماضيين، تصورات منفردة من قبل الحكومة الشرعية، لآلية تطبيق النقطة الأولى من القرار الدولي 2216 والمتمثلة بـ" انسحاب المليشيا من المدن وتسليم السلاح"، وقدمها الوفد الحكومي، بالإضافة إلى تصور من قبل وفد (الحوثي ـ صالح)، عن المرحلة المقبلة وكيفية تطبيق الإجراءات الأمنية بعد الانسحاب، ولم يتم تقديمه بعد للمبعوث الأممي.

 

ووفقا للمصادر، فإن الأمم المتحدة أرادت بذلك معالجة كل ما يمكن أن يحدث من نقاط اختلاف قد تعيق مناقشة النقاط الخمس، والتي يطالب الحوثيون بالانطلاق فيها من النقطة الخامسة الخاصة بالعملية السياسية وتشكيل حكومة توافقية، وتكون من مهام هذه الحكومة تنفيذ الإجراءات الأمنية للمرحلة القادمة، فيما يطالب الوفد الحكومي بانسحاب الحوثيين، من المدن وتسليم السلاح في المقام الأول.

 

ومنحت الأمم المتحدة المتفاوضين إجازة، اليوم الجمعة، قبيل انطلاق المشاورات المباشرة في جدول الأعمال غدا السبت.

 

وحسب مصادر مقربة من أروقة المشاورات، فإن الأجواء كانت إيجابية حتى مساء أمس، لولا " الخروقات الحوثية" في مدينة تعز، وسط البلاد، والتي جعلت الوفد الحكومي يهدد بـ" تعليق مشاركته" إذا لم تتوقف خروقات قرار وقف إطلاق النار.

 

وفي وقت سابق اليوم، بعث وفد الحكومة رسالة للمبعوث الأممي، هدّد فيها بـ" تعليق" مشاركته في المشاورات، ولم يحصل الوفد حتى الساعة 18:00بتوقيت الكويت، من مساء اليوم، (13.00 ت.غ)، على رد رسمي من المسؤول الأممي.

 

وفي المقابل، يسود تفاؤل حذر في الشارع اليمني حيال المشاورات السياسية، التي دخلت أسبوعها الثاني، دون تحقيق اختراق في جدار الأزمة، ونزع فتيل الحرب التي أسفرت عن مقتل 6400 يمني ونزوح 2.5 مليون يمني، ودخول 80% من السكان تحت خط الفقر، بحسب إحصائيات أممية.

 

وقال عبدالجبار العديني، وهو موظف حكومي يمني للأناضول" حتى يوم الثلاثاء كانت هناك خيبة أمل كبيرة في الشارع اليمني جرّاء الانسداد الحاصل، لكن بعد تدخل أمير الكويت وسفراء الدول الكبرى، شعرنا أن هناك نوايا جادة لإحلال السلام في هذا البلد المنهك".

 

وأضاف "من خلال متابعتي المتواصلة للشأن السياسي اليمني، أرى أن المشاورات قد حققت نقطة جيدة في سبيل انهاء الحرب، فالأعمال القتالية تراجعت والطلعات الجوية للتحالف اختفت بشكل تام خلال اليومين الماضيين، نأمل ألا يعود المتفاوضون لليمن إلا بالسلام".

 

ويأمل السكان أن يحل شهر رمضان المبارك، وقد هدأت طبول الحرب، وعادت الحياة إلى المدن اليمنية التي شهدت دماراً كبيراً، وخصوصًا مدينة تعز، وسط البلاد، التي يتواصل فيها القتال بين القوات الحكومية والحوثيين منذ عام كامل.

 

وأنشأ نشطاء يمنيون، وسمًا في مواقع التواصل الاجتماعي، تحت عنوان " لا تعودوا إلا بالسلام إلى اليمن".

 أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)