الرئيسية > تحقيقات وحوارات > اللواء البحسني يتحدث عن تفاصيل معركة المكلا مع القاعدة

اللواء البحسني يتحدث عن تفاصيل معركة المكلا مع القاعدة

اللواء البحسني يتحدث عن تفاصيل معركة المكلا مع القاعدة

شكل كسر شوكة القاعدة في حضرموت بإنهاء سيطرتها على المكلا واختطاف إرادة المواطنين هناك، تحولا نوعيا في إدارة الصراع مع التنظيم ومثيله «الداعشي».

 

ويمتدان التنظيمان كالأخطبوط في الفضاء السياسي والاجتماعي اليمني ويهددان أمنه وسلامته والتحول يعتبر نوعيا من منطلق أن الذي دحر القاعدة هنا قوات عسكرية يمنية تابعة للحكومة الشرعية من أبناء حضرموت تم تدريبها وإسنادها بدعم من قبل المملكة والإمارات.

 

المصدر أونلاين ينشر حواراً أجرته صحيفة "المدينة" مع قائد المنطقة العسكرية الثانية اللواء فرج سالمين البحسني الذي فصل تفاصيل العملية النوعية والأوضاع في المنطقة:

 

*هل لديكم أي معتقلين من عناصر القاعدة ؟

- لدينا قيادات قاعدية مهمة وخطرة جدا في قبضتنا - سنكشف عن الأسماء للمدينة لاحقا - كما لدينا أعداد كبيرة تم القبض عليها من عناصر القاعدة تفوق الـ100 عنصر ونحن نمشط المدينة يوميا ونلقى القبض على عناصر جديدة وجمعيهم «محلية»، يأتي هذا فيما لقيت قيادات من الجنسيات غير اليمنية حتفها في ضربات التحالف العربي.

 

*تحرير المكلا ولد ارتياحا يمنيا عربيا إقليميا ودوليا ما السر في هذا الإنجاز الباهر والارتياح العام؟

- الحرب على الإرهاب مسألة دولية مثلما هي يمنية وعربية وإقليمية وتحريرنا للمكلا يعتبر إسهاما في محاربة الإرهاب، لقد تم إعداد القوة الحضرمية بشكل جيد وفي وقت قياسي وقمنا بتقييم مرحلة الإعداد والتدريب والتأهيل التي أظهرت لنا نتائج إيجابية ودقيقة كانت الكفيلة بإحراز هذا النصر العظيم والفريد من نوعه حيث اعتمدنا على المقاومة الشعبية في البداية، وبعد ذلك تم الترتيب والانتشار والدفع بالقوة العسكرية في المكلا والشحر والغيل وهى قوات يبلغ قوامها 20 ألف جندي وبالمقابل لدينا في المعسكرات الاحتياطية 10 آلاف مقاتل على أهبة الاستعداد للانخراط في القتال متى ما طلب منهم ذلك.

 

إن الدعم السخي من المملكة العربية السعودية باعتبارها قائدة التحالف ودولة الإمارات العربية المتحدة أسهم في تحقيق النصر ولولاه - بعد التوفيق من عند الله - لما كان هذا الانتصار، وأعتقد أن العامل الأساسي لهذا النصر هو الدعم السخي الذي قدمته المملكة والدور الجريء والصريح لدولة الإمارات العربية المتحدة، ونشكر في هذا المقام المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة لأنهما مصدر هذا الإنجاز.

 

يكمن سر النجاح المهم جدا للقوة الحضرمية التي جمعت بعدد كاف وأظهرت نتائج التدريب والتأهيل أن هذه القوة كفيلة بالنجاح ونحن ما عزمنا وأقدمنا على هذه الخطوة، إلا بعد أن أجرينا تمارين وتدريبات وفحصا دقيقا جدا أثبت وأقنعنا شخصيا والإخوان في التحالف أن هذه القوة كفيلة بتحقيق نصر في هذه المعركة.

 

الشرطة تنتشر قريبا

* مواطن حضرموت متى سيرى رجال الأمن والشرطة في الشوارع؟

-المواطن الحضرمي الآن يرى قوات جيش وسيرى في الأيام القليلة المقبلة قوات الشرطة، حيث قمنا بفتح مركز لتدريب قوات الشرطة والأمن. لقد بدأ العمل في فتح المؤسسات مثل الجوازات والأحوال المدنية وبدأ العمل والشروع في تجميع أفراد الشرطة المنتسبين في الأمن سابقا لفتح مراكز الشرطة خاصة في مدينة المكلا، ويعمل مدير الأمن في حضرموت بشكل مكثف جدا لإنجاز هذه المهمة. لقد أعطيت لهم التوجيهات الصريحة بأن يشرع في تجنيد دماء جديدة من الشباب والمقاومة الشعبية للمشاركة في حفظ الأمن.

 

سقوط المكلا بيد القاعدة مريب

*القاعدة عشية سيطرتها على المكلا استولت على كبيرة جدا من الأسلحة ماذا عنها؟

*لا يخفي على أحد أن القاعدة استولت على ترسانة ضخمة هي سلاح المنطقة العسكرية الثانية بطريقة مريبة عرفها الجميع، لقد جرى تسليم الأسلحة الخفيفة والثقيلة والذخائر والمعدات للقاعدة بتعليمات وأوامر من المخلوع علي عبدالله صالح وحلفائه الحوثيين الانقلابيين ومن دار في فلكهم.

 

المنطقة العسكرية كانت على مستوى عال من التسليح والتجهيزات الكبيرة وتسلم بسهولة إلى جماعة القاعدة الإرهابية؟

لقد وجدنا عددا قليلا من الأسلحة الثقيلة وعثرنا في المقابل على كم هائل من الذخائر والمتفجرات والألغام والمفخخات بعد دخولنا للمكلا ونسحب يوميا كميات منها ولم نتمكن إلا من سحب الجزء البسيط، أما الأسلحة الثقيلة مثل الدبابات والمدافع فقد هربتها القاعدة وسلمتها للانقلابيين وفلول صالح وهى الآن بحوزتهم.

 

لماذا لم تستقطب عناصر من المحافظات الجنوبية الأخرى في جيش النخبة؟

أنت تعرف طبيعة الحرب التي تدور منذ أن اجتاح الانقلابيون محافظات الجنوب والمحافظات الأخرى، ولم نر أي جيش وطني، لقد وجدنا جيشا يتبع للمخلوع علي عبدالله صالح وكل الوحدات العسكرية انحازت إليه، لذلك الشعب هو الذي قام بمقارعة هذه الاجتياح وجاءت الانتفاضة لشعبية من عدن ليستعيد المواطنون أرضهم وحقوقهم وحريتهم ونحن لسنا بعيدين عن هذا النموذج، لقد قمنا بجهودنا البشرية والمادية وبالتالي كل يعمل في منطقته وكل يحرر منطقته ووفق هذا المبدأ تشتغل المحافظات.

 

مراقبة تهريب النفط والأسلحة بالبحر

*ما دور قوات النخبة في تأمين الشريط الساحلي ومنع تهريب النفط؟

- شاطئ حضرموت كبير جدا لكننا نعرف هذه المعلومات من قبل وأخذنا في الحسبان ضرورة وقف هذا النزيف عبر استخدام وحدات عسكرية وبالتعاون مع التحالف الذي تنتشر أساطيله في البحر تراقب بشكل دقيق أي خروقات أو محاولات تهريب لأي شيء، وتم فعلا تصفية كثير من القوارب والمراكب والسفن الصغيرة التي كان عناصر القاعدة يريدون عبرها الهروب أو تهريب عناصر أو أسلحة أو نفط، ولذا لابد أن يعرف الجميع أن الشريط الساحلي مراقب بصورة دقيقة من التحالف في البحر ومن القوة العسكرية الحضرمية في البر.

 

شركات النفط آمنة

* متى سيتم تصدير النفط من ميناء الضبة؟

الشركات النفطية منذ فترة في أمان ما عدا منشآت التصدير، لقد تم تدريب المقاتلين في مقر الشركات وهى آمنة الآن، وبمجرد أن نثبت الأمن بصورة نهائية ويقتنع الآخرون بأن الأمور الأمنية جيدة سوف يعود الاستثمار وشركات النفط وسيتم تصدير النفط.

 

نزع الألغام والمتفجرات

* الفرق الهندسية التي تعمل على نزع الألغام هل هي من حضرموت ؟

- لقد بدأنا بفريق حضرمي ولكن حجم الألغام والمتفجرات كبير لذا طلبنا المساعدة من عدن وأرسلوا لنا فريقين، واليوم تعمل في الميدان 3 فرق في المكلا والشحر والغيل وستنجز هذه المهمة على أكمل وجه.

 

* لماذا لم تقم القاعدة بأي ردة فعل؟

- الضربات القاصمة الموجعة والدقيقة التي نفذها الطيران والأساطيل البحرية التابعة للتحالف العربي ضد أهداف ومواقع عناصر القاعدة المتمثلة في المعسكرات والمستودعات والمفخخات والذخائر من المؤكد أنها شلت نهائيا قدرة الإرهابيين على التحرك وولدت حالة من الارتباك والإحباط بين صفوفهم، وما تبقى من هذه العناصر تم القضاء عليه من قبل القوات البرية قوات النخبة «الحضرمية» المنضوية تحت لواء الشرعية اليمنية، حيث تمت السيطرة على أكبر معسكر للقاعدة في منطقة الادواس والاستيلاء عليه.

 أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)