قال وزير التخطيط والتعاون الدولي اليمني? الدكتور محمد عبد الواحد الميتمي? إن اليمن يحتاج خلال السنوات الخمس المقبلة لـ80 مليار دولار لإعادة إعمار البنية التحتية? مؤكًدا أن حجم الدمار والأوضاع الإنسانية جعلت 81 في المائة من السكان بحاجة لمساعدات إنسانية. وأكد الميتمي? في مؤتمر صحافي عقده على هامش الاجتماع السنوي الـ41 لمجموعة البنك الإسلامي للتنمية في العاصمة الإندونيسية? جاكرتا? بأن المرحلة الانتقالية في اليمن كانت موضع إشادة دولية باعتبارها من بين أفضل التجارب في البلدان التي مرت بتجربة الربيع العربي قبل وقوع ما وصفها بالكارثة في سبتمبر (أيلول) ?2014 تاريخ سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء. وأشار الوزير اليمني إلى أن الحرب بدأت عندما قام الذين اشتركوا في الحوار ووقعوا على مخرجاته بالانقلاب عليها? والحرب طبًعا شّكلت دماًرا غير معهود في تاريخ اليمن على امتداد 5 آلاف سنة. وكشف عن أنه وخلال أقل من عام انزلق أكثر من سبعة ملايين شخص تحت خط الفقر? وهو رقم يزداد سنوًيا? موضًحا أن هناك 81 في المائة من نسبة سكان اليمن يحتاجون لمساعدة إنسانية وأربعة ملايين إنسان في وضع مأساوي ومليون طفل يتعرضون للموت بسبب الأمراض والجوع. وأضاف الوزير أن بلاده تعيش «كارثة إنسانية وصنفتها الأمم المتحدة بأنها يمكن أن تكون أكبر كارثة إنسانية على وجه الأرض تصيب بلدا في القرن الواحد والعشرين». ورأى أن الحل الأمثل الذي تعمل لأجله الحكومة اليمنية هو السلام. وقدر الوزير تكلفة الإعمار في اليمن وفق التقديرات الأولية التي تعمل الحكومة اليمنية عليها مع عدد من الشركاء كالبنك الدولي والبنك الإسلامي للتنمية والاتحاد الأوروبي بـ80 – 100 مليار دولار خلال خمس سنوات قادمة ستحتاجها اليمن لاستعادة البنية إلى ما قبل الحرب. وتابع الميتمي بالقول: «صندوق النقد الدولي قال إن الدمار والهدم الذي حدث في اليمن? أعاد اليمن إلى ما قبل عام 1965 من حيث البناء والبنية الأساسية. يعني الخسائر هائلة جًدا? لكن الأخطر هو النسيج الاجتماعي الذي تفكك وهذا سيحتاج إلى جهد استثنائي وحكومة وطنية وإرادة وطنية وتصالح اجتماعي شامل في اليمن». ورًدا على سؤال عن مدى قدرة شركاء اليمن? وخصوًصا في دول الخليج? على تمويل عمليات إعادة الإعمار في ظل التراجع الحالي بأسعار النفط وتأثير الأزمات المالية الراهنة. قال الميتمي: «هذا السؤال جاد. دول مجلس التعاون الخليجي أطلقت مبادرة لإعادة إعمار اليمن ودعوة لمؤتمر المانحين وهذا قبل انهيار أسعار النفط في اليمن. انهيار النفط طبًعا سيؤثر على القدرات ولكن نحن الآن نتفاءل لأن أسعار النفط بدأت تعود إلى وضع أفضل? وأعتقد أن أهمية السلام في اليمن ليس لليمنيين فقط? ولكن أيًضا للمنطقة? وبالتالي أعتقد أن التزامات المجتمع الدولي والإقليمي بشكل خاص ستكون قوية تجاه اليمن وعندنا أمل أنها ستكون واعدة وقابلة للتنفيذ». وحذر الوزير اليمني من دعوات التقسيم في بلاده قائلا: «كثير من الدول ترى أن في تقسيم اليمن خطًرا حقيقًيا على المجتمع الإقليمي والمجتمع الدولي? وسيمكن الجماعات المسلّحة والميليشيات و(القاعدة) و(داعش) بأن يكون لها موطئ قدم? لأنه ستكون هنالك رحلة صراع قادمة في ظل مشاريع التقسيم التي تتبناها جماعات لا عقل لها ولا منطق».