الرئيسية > اقتصاد > الجراد يغزو اليمن ويهدد بتدمير إنتاجه الغذائي

الجراد يغزو اليمن ويهدد بتدمير إنتاجه الغذائي

الجراد يغزو اليمن ويهدد بتدمير إنتاجه الغذائي

كشف المهندس، أمين عبدالله باقادر وكيل وزارة الزراعة والري والقائم بإعمال الوزير في الحكومة اليمنية الشرعية، بان الوزارة في العاصمة المؤقتة عدن تجري استعدادات كبيرة للقيام بحملة مكافحة واسعة لحشرة الجراد في عدد من المحافظات اليمنية.

 

وأوضح القائم بأعمال وزير الزراعة في حديث خاص وحصري مع "إيلاف" بان وزارة الزراعة قد نفذت خلال الثلاثة الأشهر الماضية حملات عديدة للمسح والتقييم والمكافحة في عدد من مناطق التكاثر الشتوي والصيفي في محافظات شبوة وأبين وحضرموت ولحج، مناشدا منظمة الاغذية والزراعة - الفاو - وكذالك المنظمات المانحة تقديم الدعم العاجل لمكافحة الجراد الصحراوي الذي يهدد عدد من المحافظات اليمنية.

 

وأكد باقادر انتشار الجراد في عدة محافظات يمنية، وفي مقدمتها محافظة حضرموت، بالإضافة الى عدد من مناطق ومديريات محافظة شبوة، وهي بيحان – مرخة السفلى – والشريط الساحلي، وبعض مناطق ميفعة، وفي محافظة ابين في كلا من الطرية، تمحن، سلا، بغثة، خبر المراقشة.

 

واستعرض القائم بأعمال وزير الزراعة جملة من الصعوبات التي تواجه عمل فرق مكافحة الجراد، ومنها شح الامكانيات المادية واللوجستية، وعدم توفر آلات الميكرونير المحمولة على السيارات، بالإضافة الى انتشار خلايا النحل في كثير من المناطق المستهدفة، وعدم تعاون النحالين مع فرق المكافحة، واتساع الرقعة الجغرافية للمحافظات التي تعاني من الجراد.

 

حضرموت في الصدارة

افصح القائم بأعمال وزير الزراعة في حديثه "إيلاف" عن استعدادات كبيرة تقوم بها الوزارة من خلال مركز مراقبة ومكافحة الجراد الصحراوي للقيام بحملة رش كبيرة في محافظة حضرموت اكبر محافظات اليمن مساحة، مشيرا إلى اجتياح أسراب كبيره من الجراد الصحراوي لمناطق في محافظة حضرموت خلال اليومين الماضيين، وخاصة في وادي سر بمديرية القطن ومنطقة جعيمه بمديرية شبام ومناطق أخرى في سيئون.

 

وأضاف قائلا: "تواصلنا مع السلطة المحلية ومكتب الزراعة في مديرية سيئون بوادي حضرموت، بشان هذا الانتشار الواسع للجراد في حضرموت، وبالفعل تم التأكيد على سرعة التحرك لمواجهة اسراب الجراد ومكافحتها، نظرا للخطر الكبير الذي يسببه الجراد بتهديده بالقضاء على المحاصيل الزراعية في المحافظة".

 

وأشار المهندس باقادر الى ان مديريات الوادي و الصحراء في محافظة حضرموت سبق وان شهدت ثلاث حملات لمكافحة الجراد منذ مطلع شهر مايو الماضي وحتى الان، في كلا من وادي الخون في مديريه السوم، وفي قف العوامر، وفي وادي هينن، داعيا السلطة المحلية ومنظمات المجتمع المدني إلى التعاون مع فريق المكافحة لإنجاح الحملة الرابعة من خلال رفع خلايا النحل والحيوانات من المناطق المستهدفة.

 

خبير: الجراد لا تعترف بالحدود

من جهته، قال المهندس الزراعي وضابط الجراد في مكتب الزراعة والري بمحافظة شبوة، عبدالجليل محمد عثمان، إن الجراد من اقدم الحشرات التي ثبتت ضراوتها على مر السنين والقرون، مشيرا بان الجراد الصحراوي من الافات المهاجرة وبالتالي فهي لا تعترف بالحدود الجغرافية كانت أو السياسية، ولا تميز بلد عن آخر، وتنتقل من منطقة إلي منطقة ومن دولة الي دولة ومن اقليم الي اقليم في فترة زمنية قياسية، مما يزيد من صعوبة التعامل معها في الزمن المناسب، و يؤدي في نهاية المطاف الى حدوث أضرار بالغه بالمزروعات التي يحل بها في مناطق عبوره.

 

محافظة شبوة : جراد وحرب والغام

وأوضح المهندس عثمان في حديثه لـ "إيلاف" بان مكتب الزراعة والري بمحافظة شبوة تلقى عدد من البلاغات من المناطق والمديريات عن تواجد أسراب من الجراد، وعلى ضوء تلك البلاغات قام مكتب الزراعة بالمحافظة بالتواصل مع مركز مكافحة الجراد فرع عدن وإبلاغهم بوصول أسراب الجراد إلى المحافظة.

 

وأضاف قائلا: "تم نزول فريق زراعي من عدن للقيام بعملية المسح والمكافحة وبمشاركة فريق من مكتب الزراعة والري شبوه، حيث تم النزول الى بيحان مديرية العليا، وتم المسح والمكافحة في منطقة الهجر وشوبان ومنطقة حميض ومطرح ال هذيب وحبان بيحان، حيث كان الجراد في طور الحوريات وفي الاطوار من الثاني الي الطور الخامس، وتمت المكافحة لمساحة تقدر بحوالي 120هكتار، ولمدة ثلاثة ايام".

 

وكشف ضابط الجراد عن عجز الفريق في مكافحة الجراد في مديرية عسيلان والنقوب، بسبب الحرب الدائرة فيها، مشيرا الى ان الفريق الزراعي لم يتمكن من الدخول اليها بسبب الحرب والألغام رغم تلقي بلاغات بوجود حوريات الجراد فيها.

 

ويمضي عثمان في حديثه لـ "ايلاف"، قائلا: "تحرك الفريق عبر طريق البيضاء مأرب العبر، وتم المسح للمناطق الصحراوية بين العبر وعتق، وأثناء المسح وجدنا في مناطق خشم رميد وحراد والمعشار والعقلة ومفرق وادي عرماء، جراد حديث التجنح غير ناضج جنسيا ومشتت، وقليل من الحوريات بشكل انفرادي، وقد اوصي الفريق بمراقبة هذه المناطق، لان الرش في هذه المرحلة غير مجدي، بعد ذلك تابع الفريق عمله في مديرية مرخة السفلى، وتم المسح في وادي مرخة ومنطقة الوهود وذات الجار والظليمين ومناطق أخرى، وتمت المكافحة لمساحة تقدر بحوالي ثلاثون هكتار، بعد ذلك عاد الفريق الي منطقة الساحل باتجاه مناطق ميفعة رضوم حورة، لإجراء عملية المسح في هذه المناطق بعد استلام بلاغ بوجود حوريات الجراد في منطقة حورة".

 

مأرب : أعمال المكافحة تواجه تعقيدات

قال مدير مكتب الزراعة بمحافظة مأرب سيف الولص ان فرق مكافحة الجراد انجزت خلال الايام الثلاث الماضية نحو 40 بالمائة من اعمال الرش والمكافحة في مديرية حريب.

 

وقال الولص في تصريح صحافي إن الحملة التي ينفذها المكتب بالتعاون مع مركز مكافحة الجراد تستهدف على مدى 12 يوما الجراد المنتشر في مديريتي حريب بيحان والجوبة.

 

وأشار الولص الى ان اعمال المكافحة تواجه تعقيدات اكبر كل يوم بسبب سرعة فقس بويضات الجراد وتكاثرها وتطورها من يرقات الى اسراب جراد طائر ينتقل من منطقة الى أخرى يلتهم المحاصيل أسرع من قدرة الفرق على التحرك والمكافحة.

 

ولفت الى ان الفرق ستستكمل عملها في مكافحة الجراد في مديرية حريب خلال الايام الثلاث القادمة وستنتقل بعدها للمكافحة في مديرية الجوبة على مدى ستة ايام.

 

وتكاثرت الجراد في حريب والجوبه خلال الاسابيع الماضية بعد الأمطار الغزيرة التي شهدتها اليمن، ما استدعى تحذيرات منظمة الفاو للأغذية من خطرها على المحاصيل وسرعة التحرك لمكافحتها.

 

الفاو تحذر

وكانت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة – الفاو - قد حذرت من أن أسرابا تتألف من ملايين الجراد تهاجم اليمن وتهدد بتدمير المحاصيل الزراعية وإدخال البلاد في اتون المجاعة وسط الحرب الدائرة في البلاد والتي منعت مكافحة تكاثر الجراد.

 

وقال التقرير الصادر عن منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة- اطلعت عليه "إيلاف"، إن مركز مكافحة الجراد الصحراوي في اليمن أبدى قلقه من أن أعدادا كبيرة من هذه الحشرات قد وصلت إلى مرحلة البلوغ في النمو التي تسمح لها بالطيران، والبقية التي مازالت يافعة يمكن أن تبلغ ذلك خلال أسابيع.

 

ووفقا لتقرير الفاو فإن أحد هذه الأسراب المؤلفة من نحو 80 مليون جرادة قد تشكل على امتداد الساحل الجنوبي، وثمة سربان آخران من الجراد البالغ بدأ بوضع البيض، الأمر الذي يعزز المخاوف من ظهور أسراب جديدة في الأيام القادمة.

 

وأكد التقرير أن اليمن حاليا على حافة المجاعة بعد 14 شهرا من القتال الذي ترك نحو نصف عدد السكان، البالغ 26 مليون نسمة، بحاجة ماسة إلى المساعدات الغذائية.

 

شريط الأخبار