الرئيسية > محافظات > عدن والعيد.. إصرار على الفرح وبسمة أم ابنها شهيد

عدن والعيد.. إصرار على الفرح وبسمة أم ابنها شهيد

تستقبل عدن، العاصمة المؤقتة لليمن، مجدداً وكعادتها «عيد الأضحى»، ببهجة كبيرة، ومساحة «فرح» غامرة، رغم «الفجيعة» المحيطة بها منذ فترة ليست بالقصيرة، جراء حوادث القتل والتفجيرات، التي طالت كل شيء فيها، إلا «قدسيتها»، التي تؤكد بقاءها كمشتلٍ «ودوحة» كبيرة تحوي كل أزاهير ورياحين العالم. 
شوارعها، أزقتها، نواصيها، جدرانها، لا تعرف الا الفرح، وبالعيد يتسع المرح، هكذا هو لسان حال سكانها، وهي تفرش أمام أهلها وزائريها «سجاد» السعادة، لعلمها أن «عراك» الناس حولها، وصراعهم على منافعها، ليست قضيتها الأهم، بقدر أن تبقى في نظرهم، ونظر القادمين إليها موئل «فرح»، وترياق سعادة يستظل في كنفها الجميع. 
في شارع «الحب»، بمدينة الشيخ عثمان، حيث يزدحم الباعة والمتسوقون ليشكلوا معا، شلال «حياة» متدفقا، ينطق بفصيح «بهجتها»، يقول عبده عوض هبيري (48 عاماً): «للعيد في عدن هذه المرة خصوصية، قد لا تجدها في بقية المناطق، فمع فرحة الناس باستقباله، هناك المئات من الأسر، التي لم تشعر بقدومه، بسبب أدوات الموت التي تحصد العشرات من أبناء المدينة الباسلة، أو لظروف تأخر صرف المعاشات، وتدني الخدمات، وصرخات الأطفال الذين لا يعرفون في العيد، الا«لبس الجديد». 

 

وترى الشابة زهراء فضل المرفدي ( 20 عاماً) من حي خور مكسر: «أن العيد هذا العام رغم ما يحمله من أوجاع شتى، في ظل الظروف التي تمر بها البلاد، إلا أن إرادة العيش، والتمسك بكل ما هو جميل في الحياة أكبر، من حقد الحاقدين، الذين لا يريدون لعدن العودة إلى ماضيها، يوم أن كانت«ميداناً» تركض فيه البسمة، وتتسابق على جنباته البهجة». 
في شوارع مدينة كريتر العتيقة، اشهر أسواق عدن على الإطلاق، بدأ المشهد مزيجاً من تراتيل العشق الأبدي للأرض والحياة، وتحدي الظروف القاهرة، فصور الألم والمعاناة، لم تحل دون خروج الأهالي إلى الشوارع، واقتناء «حاجات» العيد، في صورة من صور التحدي للواقع المرير. تقول امرأة «ستينية»، كنّت عن نفسها ب«أم عمر»: «رغم كل الظروف المحبطة والمؤلمة التي نتجرع مرارتها منذ فترة ليست بالقصيرة، إلا أننا سنفرح بالعيد، كما لم نفرح من قبل، فقد تعودنا على الفرح».
في أحد البيوت المتواضعة «الشعبية»، بحسب تسمية سكان عدن لها، وتحديداً في حي «جولد مور» بمدينة التواهي، حيث يقع ميناء عدن الشهير، تجلس حليمة أحمد المرزوقي (52 عاماً) وبجانبها بعض النسوة من أهالي الحي، وقد فقدت ابنها الوحيد «أحمد» (26 عاماً) في حادث التفجير الذي استهدف مركزاً للمجندين بحي السنافر بمدينة الشيخ عثمان، وذهب ضحيته 70 شاباً، قالت بصوت متهدج: عشت لولدي وعانيت كثيراً لأجله، وفور علمه بتسجيل الشباب الراغبين في الالتحاق بالجيش، قرر الذهاب والتسجيل معهم على أمل الحصول على وظيفة». 
تضيف حليمة: «خرج في الصباح الباكر يوم الحادث الأليم، دون أن يتناول شيئاً من الطعام لأنه لا يوجد معنا شيء في البيت تحاول أن تغالب دموعها أثناء الحديث»، وتستطرد:«مات ابني ولا أعلم إن كان قد أكل شيئاً أم لا، كان يتطلع لحياة أفضل ويعدني بتعويض سنوات التعب التي قضيتها في تربيته وتعليمه، ولم أكن أعلم وهو يودعني قبل خروجه من المنزل أن تكون تلك اللحظة هي آخر عهدي به»، مات وهو يرغب في حمل السلاح والدفاع عن دينه وعرضه، وأسال الله أن يتقبله مع الشهداء والصالحين». 
وعن العيد، تقول:«الحزن يلف كل ما حولي، لكنني سأفرح بالعيد، ليعلم الذين أرادوا سرقة الفرحة من قلوبنا، أننا لن ننكسر، وحتما سننتصر، والله غالب على أمره».

 أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)