الرئيسية > اخبار وتقارير > نشطاء يروون مشاهد من مأساة حلب المحاصرة

نشطاء يروون مشاهد من مأساة حلب المحاصرة

"أثناء تجوالنا أنا وصديقي داخل أزقّة حي طريق الباب الخالية من كل شيء سوى الدمار، سمعنا صوت أنين يصدر من داخل أحد الأبنية المدمرة، اقتربنا، فإذا بنا أمام رجل مسنّ، وقد نزف الكثير من الدماء على إثر إصابته، منذ خمس ساعات، وقفنا عاجزين، كيف نسعفه وإلى أين؟! فلا عربات تسير في الطرق، ولا مشافي تعمل في الأحياء المحاصرة".

لم يكن ذلك مشهداً مقتطعاً من نص مسرحي، بل هو واحد من المشاهد المأساوية اليومية التي يرويها ناشطون في أحياء حلب الشرقية المحاصرة، حيث تستمر قوات النظام مدعومة بمليشيات "طائفية" بقصف الأحياء الشرقية الجنوبية من مدينة حلب، شمالي سوريا، بعد سيطرتها على القسم الشمالي من الأحياء بمساعدة المليشيات الكردية، وتغطية جوية روسية، ما يتسبب يومياً بسقوط عشرات القتلى والجرحى، فضلاً عن تدمير معظم المرافق العامة والطبية في المدينة.

وقتل الأربعاء 30-11-2016 ما لا يقل عن 50 مدنياً، معظمهم من النساء والأطفال، على إثر قصف بقذائف الهاون والمدفعية من قبل قوات النظام استهدف تجمعاً لهم أثناء نزوحهم إلى حي جب القبة المحاصر بحلب القديمة.

يقول إبراهيم أبو الليث، مدير المكتب الإعلامي للدفاع المدني بمدينة حلب، في حديث لـ"الخليج أونلاين": "نقف في فرق الدفاع المدني عاجزين أمام هول الكارثة في المدينة، بعد تعرّض نحو 70% من معداتنا للتلف نتيجة القصف، كما دُمّرَ مركزان بشكل كامل في الأحياء المحاصرة".

ويوضح أنهم "وثّقوا مقتل ما لا يقل عن 692 مدنياً، بينهم أطفال ونساء، وإصابة نحو ألفي مدني آخرين، في ظل خروج جميع المشافي عن العمل"، مبيناً: "باختصار توقّفت الحياة في الأحياء المحاصرة".

طبياً، يقول ممتاز أبو محمد، عضو مركز حلب الإعلامي، لـ"الخليج أونلاين"، نقلاً عن مصادر طبية في الأحياء المحاصرة، إن الوضع الطبي أكثر سوءاً مما يُتصور، فلم تعد هناك مشافٍ في الأحياء المحاصرة، وكل ما بقي هو عبارة عن نقاط طبية إسعافية لا أكثر، في ظل شح كبير في الأدوية، ونقص كبير في الكوادر من أطباء وممرضين.

ويتابع حديثه بأن "ما يزيد من حجم المعاناة الاستهداف المتكرر للنازحين من الأحياء المحاصرة، وصعوبة نقلهم، ما يرفع باستمرار أعداد القتلى والمصابين من المدنيين".

عسكرياً، وبعد خسارة فصائل المعارضة داخل الأحياء المحاصرة للقسم الشمالي منها (مساكن هنانو، الحيدرية، بستان الباشا)، باتت تتخذ خطوطاً دفاعية في الأحياء الجنوبية الشرقية والغربية منها؛ في الشيخ سعيد، والصاخور، وقرية عزيزة، وحلب القديمة، والسكن الشبابي، حيث تمكّنت ليلة أمس من استعادة عدة نقاط كانت قد تقدمت إليها قوات الأسد والمليشيات، كما تمكّنت من أسر عدة عناصر، والسيطرة على دبابة من طراز T72، وتفجير أخرى.

ونقلاً عن مصادر عسكرية وإعلامية في تلك الأحياء، أُعلن عن تشكيل جيش حلب، الخميس 1-12-2016، وانصهار جميع الفصائل الموجودة ضمن هذا الجيش، وذلك بغية مواجهة الحملة العسكرية لقوات النظام ومليشياته.

وتبدو قوات المعارضة في وضع صعب عسكرياً؛ نتيجة الحصار المطبق عليها، وصعوبة فتح أي ثغرة من أجل فك الحصار، سواء من الداخل أو الخارج؛ نتيجة الحملة الجوية الروسية المكثفة، في حين ما برحت روسيا تنفي قصفها للمدينة.

 أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)