الرئيسية > اخبار وتقارير > رصد تفاعلات الداخل الإيراني إثر تمديد العقوبات

رصد تفاعلات الداخل الإيراني إثر تمديد العقوبات

ما زالت ردود الفعل الإيرانية تتواصل بخصوص قرار واشنطن، تمديد العقوبات على إيران عشر سنوات إضافية. وهاجم موقع تابع لنجل المرشد الإيراني مجتبى خامنئي، حكومة الرئيس حسن روحاني، معتبرا القرار الأمريكي هزيمة لها.
 
وتشهد الساحة السياسية الإيرانية صراعا محتدما، بين الحكومة الإيرانية وتيار الإصلاحيين من جهة، وبين تيار المحافظين والحرس الثوري الإيراني من جهة أخرى، بعد موافقة مجلس الشيوخ الأمريكي على تمديد العقوبات الاقتصادية على إيران، وتبع ذلك موافقة مجلس النواب أيضا.
 
في هذا السياق، كتب موقع "رجا نيوز" يقول: "موافقة مجلس الشيوخ الأمريكي على تمديد العقوبات تمثل فشلا للاتفاق النووي وهزيمة للحكومة الإيرانية وأحلام حكومة روحاني".
 
وشكك الموقع في شرعية حكومة روحاني قائلا: "الأمر الذي لا يمكن أن يتم إخفاؤه حول حكومة روحاني الآن يتمثل في شرعية هذه الحكومة، بعد ردة فعلها على تمديد العقوبات الاقتصادية على إيران".
 
ووصف "رجا نيوز" الحكومة الإيرانية بأنها "ضعيفة وفاشلة وبأنها حاولت الترويج لمفاهيم، كالعقلانية والواقعية السياسية، بديلا عن المبادئ والقيم الثورية، وكانت تروج لنفسها بأنها تقف ضد التطرّف من خلال سياستها العقلانية".
 
واعتبر الموقع أن هذا التوجه السياسي الذي تبنته حكومة روحاني في المفاوضات النووية "وجّه ضربة قوية للنظام الإيراني".

 هجوم على ظريف 

وهاجم الموقع بشدة وزير الخارجية جواد ظريف، ووصفه بـ"الكاذب". ونشر صورته ومن خلفه العلم الأمريكي، معتبرا أن قرار مجلس الشيوخ الأمريكي الأخير سينهي "ثنائية العقلانية والتطرف التي روجت لها الحكومة الإيرانية".
 
يشار إلى أن روحاني وظريف وفريقهم الدبلوماسي روّجوا لشعار العقلانية والحكمة في المفاوضات النووية. وأظهروا بصورة غير مباشرة أن تيار المحافظين؛ وبسبب سياستهم المتطرفة قد ساهموا بفشل جميع المفاوضات السابقة مع الولايات المتحدة الأمريكية حول الملف النووي، وأن فرض العقوبات الاقتصادية على إيران كان بسبب المحافظين الإيرانيين وسياستهم التي تفتقر للعقلانية السياسية والاحترام للقوانين الدولية.
 
 وتابع موقع "رجا نيوز"، القول إن "تمديد العقوبات الاقتصادية على إيران هيّأ الأجواء السياسية في البلاد لإيجاد نهاية لكذب الحكومة الإيرانية وترويجها للعقلانية السياسية"، معتبرا أن المحافظين "هم من كانوا الأقرب للحقيقة والعقلانية، من خلال فهمهم الصحيح للمعادلات الإقليمية والدولية"، وذلك بتركيزها  على التمسك بـ"مبادئ  الثورة الإيرانية" في المفاوضات والسياسة الخارجية للبلاد.
 
واعتبر موقع مجتبى خامنئي، أن تصريحات المرشد الأخيرة حول الاتفاق النووي، وضعت حدا لهذا الاتفاق، وأعلنت فشله، و"هذا الفشل يشمل أيضا الحكومة الإيرانية".
 
حرب إعلامية

في سياق متصل، شرعت القنوات الإيرانية، بعد قرار تمديد العقوبات، في بث الأناشيد الحربية والحماسية التي كانت تبث إبان الحرب العراقية-الإيرانية، مع بث تصريحات المرشد حول جاهزية القوات المسلحة الإيرانية للرد على الولايات المتحدة الأمريكية، وأوقفت باقي البرامج التلفزيونية.
 
وكان لافتا أن مقدم النشرة الجوية في التلفزيون الإيراني قد انخرط في الحرب الإعلامية الإيرانية على واشنطن، وذلك بقوله خلال النشرة: "لا يمكن الاعتماد؛ لا على حالة الطقس، ولا على سياسة أمريكا"، وانتشر بشكل واسع مقطع الفيديو لمقدم النشرة الجوية على مواقع التواصل بإيران.
 
من جانبها قالت "وطن أمروز"، صحيفة المحافظين الأصوليين في إيران، إن "المرشد الإيراني أشار إلى نقطة هامة في حديثه حول الاتفاق النووي عندما قال إننا استعجلنا بموافقتنا على هذا الاتفاق، ما يؤكد أن مصيره سيكون الفشل كمصير حكومة روحاني".
 
ويرى خبراء في الشأن الإيراني تواصلت معهم "عربي21" من داخل إيران، أن المحافظين يعارضون إعادة المفاوضات بين الولايات المتحدة (إدارة ترامب) وبين إيران، حول البنود السرية للاتفاق النووي، مشيرين إلى أن أي مطلب كهذا سيواجه موقفا إيرانيا صارما من قبل الحرس الثوري الرافض أساسا للاتفاق.
 
استئناف الأنشطة النووية

 وأعلن نواب في البرلمان الإيراني، عن عزمهم إعداد مشروع قانون يسمى في إيران "سه فوريتي"، أي مشروع القانون الطارئ والعاجل لإعادة استئناف جميع الأنشطة النووية في المنشآت النووية داخل البلاد ردا على قرار مجلس الشيوخ الأمريكي بتمديد العقوبات الاقتصادية على إيران.
 
وسيتشكل مشروع القانون الذي يقوم بإعداده برلمانيون إيرانيون، من مادة واحدة وخمس فقرات، كرد عاجل على تمديد العقوبات الاقتصادية على إيران من قبل مجلس الشيوخ الأمريكي.