الرئيسية > محلية > محاولات شرعنة حكومة الانقلاب تواجه الأبواب المغلقة

محاولات شرعنة حكومة الانقلاب تواجه الأبواب المغلقة

محاولات يائسة لوفد مليشيات الحوثي لإيجاد اعتراف دولي بحكومة الانقلاب في صنعاء بين الجماعة وحزب المخلوع علي عبدالله صالح، ولا زالت هذه التحركات رهينة الفشل حيث لاقت حكومة الحوثيين استنكاراً دولياً واسعاً ولم تسجل أي اعتراف دولي، عدا شبه الاعتراف الإيراني، فيما الموقف الروسي لا يزال مؤيدًا للشرعية اليمنية، ولم تحرك زيارتهم إلى الصين أي ساكن، ولم تضف إلى مسعاهم أي جديد.

وفد مليشيات الحوثي زار العاصمة الروسية موسكو والتقى نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، وهي العاصمة الدولية الثانية بعد بكين خلال أسبوعين حيث اجتمع الوفد مع مسؤولين بوزارة الخارجية الصينية، وفق زعم وسائل إعلام تابعة للمليشيات الحوثية، ولم ينتج عن هذه الاجتماعات أي تحرك دبلوماسي داعم لحكومة الانقلاب في صنعاء.

يقول نجيب غلاب، مستشار رئيس الوزراء اليمني، إن كل الإجراءات التي شرع بها الانقلابيون من خلال محاولات إعادة بناء سلطتهم، ابتداء من المجلس السياسي وصولًا إلى تشكيل حكومة الانقلاب، تهدف بالمقام الأول لتصوير المشهد للأطراف الخارجية على أنهم ما زالوا ممسكين بزمام الأمور في مؤسسات الدولة.

وأضاف في حديث لـ"الرياض"، أنه على الرغم من ذلك لم تعترف بهم أي دولة، وبالتالي تعامل معهم الجميع باعتبارهم سلطة انقلابية، وهم مستمرون في التحرك خارجيًا لإيران والعراق وسورية وروسيا والصين للاعتراف بهم، إلا أن تحركاتهم لم تصل لنتيجة، وحتى إيران نفسها لا تعترف بشكل مباشر بحكومتهم.

واعتبر غلاب أن الأهم من ذلك كله اعتراف الأمم المتحدة، والجامعة العربية، والمنظمات الدولية، وكافة الدول، بالحكومة الشرعية كممثل للشعب اليمني، فليس من مصلحة أي دولة أن تعترف بسلطة الانقلاب، لوجود قرارات دولية من مجلس الأمن لا تعترف بهذه السلطة إلا باعتبارها قوى انقلابية.

وقلل غلاب من إمكانية أن يظفر الحوثيون بأي اعترف دولي، معللاً ذلك بأن الدول ليس بحاجة أن تثير إشكاليات مع التحالف العربي، أو أن تسهم في التأسيس لحالة قريبة من الانقسام داخل دولة وطنية كاليمن، بحيث تكون سابقة في تشجيع المليشيات وقوى التمرد على أن تنقلب على الشرعيات وتثير الفوضى والاضطراب.

وقال: "محاولة الاعتراف بسلطة الانقلاب من أي طرف كان، يهدد وحدة وسيادة الأراضي اليمنية، وسيثير النزاع ويعمق الحروب داخل اليمن، وبالتالي من سيعترف بسلطة الحوثيين أعتقد أنه سيتم التعامل معه من قبل المجتمع الدولي والإقليمي بنوع من السخرية".

وكانت وزارة الخارجية قد أبدت قلقها، من تشكيل الحوثيين وحليفهم المخلوع لحكومة جديدة، واعتبرتها ضربة للجهود التي تدعمها الأمم المتحدة لإنهاء الأزمة اليمنية، وذكرت الوزارة في بيان أعقب زيارة وفد المليشيات، إنها تؤيد الحكومة اليمنية الشرعية، وقالت: "لا نوافق على قيام أي جانب في اليمن بأي تصرفات منفردة تؤدي إلى تعقيد الوضع، ونرى أن هذا غير مفيد للتوصل لحل سياسي للقضية اليمنية".

والموقف الصيني الرسمي يؤكد على أن الحوار والخيار السلمي عبر التفاوض على أساس قرارات مجلس الأمن الدولي، يعد السبيل الوحيد لحل الأزمة اليمنية، كما أيدت بكين المبادرة الخليجية وكذلك وثيقة مخرجات الحوار الوطني.

يذكر أن وفد المليشيات هو ذاته الذي التقى وزير الخارجية الأميركي جون كيري في مسقط، أواخر نوفمبر الماضي، ووقع على "اتفاق مبادئ" لحل للأزمة، يقوم على أساس هدنة إنسانية وإطلاق مشاورات سلام قبيل نهاية العام الجاري، لكنه تعرض للانهيار جراء خروقات الانقلابيين، وعدم التزامهم بتعهداتهم التي قطعوها على أنفسهم أمام وزير الخارجية الأميركية، واتجه الانقلابيون بعدها بأيام إلى التأكيد على رفضهم لأي حل سياسي بإعلانهم عن تشكيل حكومة عبارة عن خليط من التناقضات لم تخل من أصحاب السوابق وتجار السلاح، وشخصيات متورطة بتجارة المخدرات وتجارة التهريب غير الشرعية.

 أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)