الرئيسية > محلية > وزير الخارجية المخلافي يوضح ملابسات أزمة الطلاب اليمنيين في باكستان

وزير الخارجية المخلافي يوضح ملابسات أزمة الطلاب اليمنيين في باكستان

سياف عامر طالب يمني أودعته قوات الأمن الباكستانية السجن ضمن 16 طالبا يمنيا تم ايداعهم السجن في إسلام أباد بناء على طلب من السفير اليمني محمد مطهر العشبي وذلك بسبب اعتصامهم في مقر سفارة بلادهم للمطالبة بصرف مستحقاتهم المالية المقطوعة منذ 7 أشهر.

 

يتحدث سياف لـ”المدينة الآن” إن قوات الأمن الباكستانية وبتوجيهات من السفير لاعتقال الطلاب المعتصمين المطالبين بحقوقهم أحاطت بمكان اعتصامنا وألقت القبض على جميع الطلاب وعددنا 16 طالباً، تم إقتيادنا الى السجن وإيقافنا في ساحته الاسمنتية الباردة وتم سحب كل الوثائق والهواتف التي بحوزتنا واستجوابنا لمدة 6 ساعات, عُرض علينا اطلاق سراحنا مقابل توقيعنا على تعهد خطي بعدم الذهاب للسفارة وعدم المشاركة في أي أنشطة مستقبلية أو نقلنا فوراً إلى سجن راولبندي المركزي الذي يبعد نصف ساعة عن العاصمة آسلام آباد, وافقنا على قبول عرض السفير التفاوض مع طالبين منا واضطر ممثلينا للموافقة على رفع الإعتصام مقابل الإفراج عن الطلاب المعتقلين، وتم إطلاق سراحنا بعد أخذ كل المعلومات والتفاصيل الدقيقة من قبل المخابرات الباكستانية”.

 

وكان بيان صادر عن السفارة اليمنية في إسلام أباد قد قال إن الطلاب أصروا على الاعتصام داخل مبنى السفارة الأمر الذي يعطل عملها ويسيء إلى سمعتها في بلد الإعتماد وفي الوسط الدبلوماسي، حاول المبعوثون اقناعهم بعدم الحاجة للاعتصام وأن السفارة معهم في مطالبهم ولم يعدل الطلاب عن الاعتصام بل طلبوا بإلحاح من المبعوثين الانضمام إليهم ولما لم يستجيبوا لهم حاول المبعوثون الخروج بسياراتهم فمنعوهم من ذلك، ولم تفلح الجهود في اقناعهم بالخروج من مبنى السفارة بعد الدوام الرسمي وكان لزاما الاستعانة بالشرطة مع توصياتها بالحرص على عدم المساس بأي طالب وهو ما تم”.

 

كما أكدت السفارة في بيانها أنها منذ أربعة أشهر وهي توافي وزارة التعليم العالي ووزارة الخارجية بكافة البيانات المطلوبة والكشوفات وبشكل متكرر ولم تحول هذه المستحقات، كما عبرت السفارة عن أملها بالاستجابة السريعة وتحويل مستحقات أبنائها الطلاب”.

 

حادثة اعتقال الطلاب في الباكستان أثارت غضب الشارع اليمني وهيجت الرأي العام باعتبارها تعد انتهاكا لحقوق اليمنيين ومصادرة حقوقهم حيث طالب نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي وزير الخارجية اليمني بضرورة إقالة السفير اليمني في الباكستان ومحاسبته على ما ارتكبه بحق الطلاب المطالبين بحقوقهم المقطوعة منذ 7 أشهر وأن واحب وزارة الخارجية أن تضع حلا لأزمة الطلاب المبتعثين في الخارج.

 

هذه القضية ألقت بظلالها على النجاح الذي يمكن أن تلعبه وزارة الخارجية اليمنية التي تعاني من إشكالية سيطرة نظام صالح على أغلبية السلك الدبلوماسي في الخارج كما أن الوضع المالي الذي تعانيه الحكومة قد جعلها عاجزة عن الالتزام بتعهداتها تجاه الطلاب الدارسين في الخارج.

 

وزير الخارجية عبدالملك المخلافي قال في تصريح خاص، لـ”المدينة الآن” إنه بالنسبة للسفارة في باكستان فقد كانت التوجيهات واضحة لجميع السفارات للتعامل مع الطلاب بالأحسن والاحتواء وتقدير معاناتهم وعدم الصدام معهم وكل السفارات التي رجعت لنا التزمت بالتوجيهات أما السفارة في باكستان لم ترجع للوزارة في تصرفها وهو خطأ، ونحن طلبنا تقريرا عما حدث وملابساته ونحن في الموضوع لمعرفة ماحدث وحجم الخطأ وكيفية المحاسبة عليه، علما بان التوجيهات كانت واضحة في التواصل مع الأمن الباكستاني والافراج عن الطلاب دون قيد أو شرط ومعالجة الموضوع معهم وهو ما تم وسيتم معالجة الموضوع برمته وفق اللوائح”.

 

وعن قضية تأخر صرف المستخقات المالية للطلاب أوضح الوزير “المخلافي” إنه بسبب وجود البنك المركزي والموارد في صنعاء كانت مستحقات الطلاب طوال عام 2015 وحتى منتصف 2016 تصرف من صنعاء، ثم عندما توقف الانقلابيون عن صرف المرتبات في صنعاء نفسها توقفوا أيضا عن تحويل مخصصات الطلاب 2016 من الربع الثالث وصرف للبعض هذا الربع وتحت حجة قرار نقل البنك المركزي إلى عدن توقف صرف الربع الثالث لبعض الدول التي لم تستكمل بالاضافة إلى عدم تحويل الربع الرابع الذي كان يصرف عادة مقدما وهو ما ولد أزمة تسببت في بدء حركة الاعتصامات التي كانت تعليماتي واضحة بعدم الصدام معها واحتواء ردود فعل الطلاب وغضبهم واندفاعهم بالحوار، ورغم أن هناك من كان يحرض على إحتلال السفارات وإغلاقها لأهداف سياسية وخوف السفراء من ذلك وانزعاج البلدان التي بها سفارات إلا أني حرصت على التواصل المستمر مع السفراء وأحيانا حتى مع الطلاب من معالجة ذلك وفتحت السفارات لهم في كل البلدان رغم ان هناك من حاول تجاوز المتفق عليه ومن حرض بما في ذلك أشخاص إما من جماعة صالح الحوثي أو حتى طلبة ليس لهم مستحقات في بعض البلدان “.

 

ويضيف “المخلافي” إن قضايا المساعدات المالية هي من اختصاص التعليم العالي والمالية التي تعمل من خلال ملحقتين ثقافية مستقلة مكونة من مستشار أو ملحق ثقافي معين من التعليم العالي، ومستشار مساعد مالي معين من وزارة المالية، وفِي الغالب تعمل الملحقيات الثقافية من خلال مباني مستقلة ولها حساب مستقل تتلقى منه مخصصات الطلاب، وعلاقة الخارجية بهم هي تنسيقية وإشرافية فقط ومع ذلك للتخفيف من معاناة الطلاب وتفهما لوضعهم طرحت الموضوع على رئيس الجمهورية لإعطائهم الأولوية وتوفير أي موارد رغم أن الدبلوماسيين أنفسهم لم تصرف مرتباتهم منذ الربع الثالث، وقد وجه الرئيس بتشكيل لجنة برئاستي وعضوية وزير التعليم العالي والمالية ووزيرة الشؤون القانونية لوضع تصور للمعالجة واجتمعت اللجنة وأنجزت عملها في يومين وقدمت تقرير إلى مجلس الوزراء حددت فيه المبلغ العاجل الذي يجب صرفه للطلبة ضمن المساعدة المالية المقررة لهم في جميع البلدان بلا استثناء لبقية الربع الثالث والربع الرابع بما في ذلك الذين تم تنزيلهم من قبل الحوثيين على أن يتم توفير المبلغ على حساب أي شئ اخر وأقر مجلس الوزراء ذلك ويتم الصرف فورا ووضعت المالية والتعليم العالي خطة للصرف من خلال لجان تشرف على ذلك من قبلها بدء من الدول الأكثر كثافه في عدد الطلاب وهي ماليزيا روسيا ألمانيا ثم مصر والأردن وقد تم الصرف لهذه البلدان فعلا وإن كان برزت بعض الجهات التي لا يتبع الطلاب فيها التعليم العالي سيجري معالجتها “.

 

وأكد “المخلافي” إن الطلاب كانوا الجهة المدنية الأولى التي تولت الحكومة مسؤوليتها ماليا منذ الحرب وكان يفترض أن يتم مواصلة الصرف لجميع البلدان المتبقية بلا استثناء لكن المالية لم تقم بذلك بحجة عدم وجود موارد وقد أستمريت بمتابعة استكمال الصرف لبقية البلدان بإلحاح وذهبت إلى عدن لهذا الغرض ومقابلة الرئيس ورئيس الوزراء الذين وافقوا على توجيه صريح للمالية لتحويل المبالغ المتبقية لبقية البلدان خلال أسبوع وأبلغنا الطلاب والسفارات بذلك، علما أننا نتكلم عن مبالغ كبيرة وان الوضع المالي للحكومة ومواردها والبنك المركزي لم يستقر بعد، فالمرتبات موقوفة في كل اليمن، والسفارات لم يستلموا مرتباتهم حتى الان، هذه اول مرة يتم إرسال المبالغ من عدن، وأقول لمن لم يستلم حتى الان المعاملة جارية لتحويل المستحقات بالنسبة لطلبة التعليم العالي وبالنسبة لبقية القطاعات المقصود طلبة الجامعة وغيرها الموضوع في طور المعالجة”.

 

وتأتي اعتصامات الطلاب اليمنيين في الباكستان متزامنة مع اعتصامات مماثلة ينفذها رفاقهم في روسيا والمغرب وماليزيا والأردن وغيرها من دول الابتعاث بعد توقف مستحقاتهم المالية لما يقارب ثمانية أشهر ما جعل بعضهم يلجأ للعمل نتيجة قدم القدرة على توفير لقمة العيش والسكن وكذا الرسوم الجامعية المقرر دفعها.

 

شوقي الياسري طالب يمني في روسيا قال لموقع ” المدينة الآن” إن حكومة الإنقلاب أسقطت المنح المالية لعدد 880 طالبا مبتعثا في الخارج دون أي مبرر ودون انذار مسبق أو تعثر دراسي, ولم نستلم مستحقاتنا المالية منذ بداية مايو 2016 ولهذا نفذنا العديد من الاعتصامات في السفارة فقامت باغلاق أبوابها في وجهنا وتركونا في العراء في درجة حراره 12 تحت الصفر كما هددتنا الشرطة الروسية باعتقالنا، ولم نجد من طاقم السفارة غير الوعود الكاذبة، وللأسف فعنجهية السفراء المواليين للنظام السابق تتطغي على سلطة الخارجية اليمنية وللأسف الحصانة الدبلوماسية التي تمنح للدبلوماسيين في بلد الابتعاث يتم استخدامها ضد الطلاب والمواطنين، والحكومة الشرعية للأسف لم تحل مشكلتنا مع العلم بأننا وافينا الملحقية بأوراق تثبت صحة وضعنا الدراسي المكلل بالنجاح على طول الفترة السابقة”.

 

ويبلغ عدد الطلاب اليمنيين المبتعثين للدراسة في الخارج إلى 4227 طالب وطالبة يتوزعون على 37 دولة لدراسة البكالوريوس والماجستير والدكتوراة وبمختلف التخصصات، وقد قامت سلطات الانقلاب بإسقاط 880 طالب وطالبة من الكشوفات دون أي مسوغ قانوني مع العلم أنهم مبتعثون رسميا من وزارة التعليم العالي وملتزمون بقانون الابتعاث المتعارف عليه لعام 1996 والذي ينطم آلية الابتعاث للدراسة في الخارج.

 أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)