الرئيسية > محلية > ولد الشيخ في عدن.. انسداد سياسي وتشكيك يمني رسمي

ولد الشيخ في عدن.. انسداد سياسي وتشكيك يمني رسمي

على وقع الانتصارات التي يحققها الجيش اليمني والمقاومة الشعبية في عملية "الرمح الذهبي" التي انطلقت قبل أسبوعين؛ لتحرير الساحل الغربي لليمن من سيطرة مليشيا الحوثي والقوات الموالية للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، استأنفت عجلة الحل السياسي في اليمن حراكها، وشرع المبعوث الأممي في جولة جديدة بمنطقة الخليج العربي واليمن.

المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ التقى، الاثنين، في مدينة عدن (جنوبي البلاد)، الحكومة الشرعية في اليمن ممثلة بالرئيس عبد ربه منصور هادي، ورئيس الوزراء أحمد عبيد بن دغر، ووزير الخارجية رئيس الوفد التفاوضي عبد الملك المخلافي، الموجودين في عدن منذ أسابيع، في إطار جولة لاستئناف المفاوضات المتعثرة.

الرئيس هادي أكد خلال لقائه ولد الشيخ أن "ممارسات الانقلابيين وسلوكهم لا تشير إلى فكر يحمل السلام بمقدار تفكيرهم في التدمير الذي يمثل أجندة دخيلة ومكشوفة"، بحسب ما نقلته صحيفة "الحياة" اللندنية، وأعرب عن شكوكه في نوايا الحوثيين لتحقيق السلام وإنهاء الحرب.

هادي وخلال اجتماعه، الاثنين، مع المبعوث الأممي إلى اليمن في عدن، أشار إلى الملاحظات التي أبدتها الحكومة اليمنية على خريطة الطريق لحل الأزمة اليمنية، وسبق أن سُلمت إلى ولد الشيخ خلال زيارته السابقة، معتبراً أنها "تمثل خياراً جوهرياً لتحقيق السلام".

وأكد هادي رغبة الشعب اليمني وشرعيته الدستورية في تحقيق السلام عبر التجاوب مع أسس السلام المرتكزة على القرارات الأممية، وفي مقدمها القرار 2216 والمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني، وأشار إلى المرونة التي أبدتها الحكومة في محطات الحوار والتي جوبهت بالغطرسة والرفض من طرف "الانقلابيين"، في تحدٍ للإجماع الوطني والإقليمي والدولي.

الكاتب والباحث السياسي اليمني نبيل البكيري، أكد في تصريحات خاصة لـ"الخليج أونلاين" أن زيارة ولد الشيخ الأخيرة إلى عدن عبرت عن "انسداد سياسي" وصل إلى مبادرته وجولاته، "ما اضطره إلى مغادرة عدن من دون الإدلاء بأي تصريح حول استئناف المباحثات اليمنية".

وأوضح البكيري أن التعديلات التي حاول ولد الشيخ إدخالها على مبادرته "لم تحظَ بأي قبول من الحكومة الشرعية في اليمن" التي أصرت على مرجعية قرارات الأمم المتحدة والمبادرة الخليجية لأي حوار يمني.

ويرى الباحث اليمني أن حراك ولد الشيخ الأخير لا يمكن قراءته بمعزل عن الانتصارات العسكرية التي يحققها الجيش اليمني والمقاومة الشعبية في مواجهة الحوثيين والقوات الموالية لصالح، "فكلما جرى تحقيق انتصار عسكري تم طرح مبادرات سياسية وجال المبعوث الأممي لتحريك الملف السياسي".

وأكد البكيري في تصريحاته لـ"الخليج أونلاين"، أن رغبة ولد الشيخ في تحقيق اختراق بالملف السياسي تنبع من كون مهمته تنطلق أساساً من رؤية الإدارة الأمريكية الديمقراطية التي انتهت ولايتها، وهو ما يعني احتمال تجميدها مع قدوم إدارة الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب.

وكان المبعوث الأممي قد كشف في تصريحات صحفية أن المبادرة المطروحة لحل الأزمة اليمنية "تعترف بشرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي"، وأنها تحتوي على شقين؛ أمني وسياسي.

وتأتي زيارة ولد الشيخ ضمن جولة إقليمية بدأها بالرياض، قبل أن ينتقل إلى الدوحة، حيث التقى خلال الزيارتين مسؤولين سعوديين وقطريين.

ومن المتوقع أن يكون ولد الشيخ قد عرض خارطة الطريق على المسؤولين في الرياض والدوحة، وكذلك سفراء الدول الـ18 المعتمدين لدى اليمن.

وكان ولد الشيخ قد زار عدن مطلع ديسمبر/كانون الأول الماضي، والتقى الرئيس هادي الذي سلّمه ملاحظات على خارطة الطريق الأممية بنسختها الأولى.

وتنص الخارطة على تعيين نائب رئيس جمهورية جديد تؤول إليه صلاحيات الرئيس، وانسحاب الحوثيين من العاصمة صنعاء، يعقبه تشكيل حكومة وحدة وطنية يشارك فيها الحوثيون.

 أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)