الرئيسية > محافظات > صحيفة خليجية : نعم لوقف الحرب.. لا لتبديد النصر

صحيفة خليجية : نعم لوقف الحرب.. لا لتبديد النصر

بالتوازي مع التقدم العسكري الذي تحققه قوات الشرعية اليمنية مدعومة من التحالف العربي، عاد الحديث عن مساعي تحريك المسار التفاوضي إلى الواجهة، مما أثار تساؤلات عن موجب التحرك في هذا التوقيت بالذات، على الرغم من تجارب سابقة بهذا الخصوص ومرور اليمن بست هُدن أفشلها الانقلابيون بانتهاكاتهم المتواصلة، وليس هناك ما يضمن التزامهم مستقبلاً إذا تم التوصل إلى هدنة جديدة تمهد لمفاوضات سلام أخرى.
وخشية من تكرار ما سبق أو تبديداً للانتصارات المتوالية، يحذر خبراء وقيادات عسكرية يمنية من تداعيات إيقاف العمليات العسكرية المتقدمة للجيش الوطني في كافة الجبهات لخوض جولة جديدة من المفاوضات السياسية بين الحكومة الشرعية والانقلابيين.
واعتبر الخبير العسكري اليمني عبد العزيز ناصر الويس، في تصريح ل«الخليج» أن وقف العمليات العسكرية المتقدمة لقوات الشرعية تحت أي مبرر من قبيل الذهاب لجولة جديدة من المفاوضات السياسية مع الانقلابيين، سيترتب عنه إحباط الروح المعنوية المرتفعة التي تسود صفوف قوات الجيش الوطني، جراء الانتصارات النوعية التي تحققت في كافة الجبهات.
وطالب العميد الويس، القيادة والحكومة اليمنية باستغلال تغير المعادلة العسكرية على الأرض لممارسة ضغوط على الانقلابيين للقبول والالتزام بتنفيذ خطة السلام المعدلة والمقترحة من المبعوث الأممي لليمن.
كما حذر الخبير العسكري البارز اللواء محسن خصروف، القيادة السياسية ممثلة في الرئيس عبد ربه منصور هادي، من إيقاف العمليات العسكرية والذهاب لمفاوضات عبثية مع الانقلابيين.
وأشار اللواء خصروف، إلى أن توقيت استئناف المبعوث الأممي لمساعيه لبدء جولة جديدة من المفاوضات بين الشرعية والانقلابيين يكشف عن وجود أطراف دولية لاتريد إنجاز الحسم العسكري، وتسعى في كل مرة يتم تضييق الخناق على الميلشيا الانقلابية إلى إنقاذها من خلال تحريك الملف السياسي.
وطالب اللواء خصروف، الرئيس هادي بعدم خذلان الجيش الوطني باتخاذ قرار وقف العمليات العسكرية والذهاب للمفاوضات، كون ذلك سيمنح الميليشيا فرصة لترتيب الصفوف، وسيحبط معنويات قوات الشرعية.
ويؤكد الخبير العسكري اليمني العميد سيف عبد الكريم الجلال ل«الخليج» «أن التقدم الذي أحرزته قوات الشرعية في كافة الجبهات يعزز فرص التوصل لحل سياسي للأزمة اليمنية، ليس من خلال وقف العمليات العسكرية للذهاب لمفاوضات عبثية، ولكن عبر فرض تغيير جذري في المعادلة العسكرية على الأرض».
واعتبر أن الانقلابيين لايفهمون سوى لغة القوة، وأن التعويل على انصياعهم للسلام والمشاركة في مفاوضات سياسية جادة يلتزمون بنتائجها يمثل ضرباً من العبث، مشيراً إلى أن على الشرعية والتحالف العربي الاستفادة من التجارب الماضية في تعامل الانقلابيين مع استحقاقات التهدئة والمفاوضات الهادفة للتوصل لحل سياسي.