الرئيسية > اخبار وتقارير > قدم سبعين عملا لأكثر من ثلاثين فنانا: معرض «التشكيل اليمني المعاصر 3»… حضر التجريد وغاب التجديد

قدم سبعين عملا لأكثر من ثلاثين فنانا: معرض «التشكيل اليمني المعاصر 3»… حضر التجريد وغاب التجديد

استقطب معرض «التشكيل اليمني المُعاصر الثالث»، الذي أُقيم في غاليري صنعاء خلال 23 كانون الثاني/ يناير- 23 شباط /فبراير، سبعين لوحة لأكثر من ثلاثين فنانا؛ إلا أن هذا الرقم شابه قصور في التمثيل والتعبير عن مُجمل وجديد التشكيل اليمني المعاصر، خلال عام منذ تنظيم دورته السابقة.
ما جاء به المعرض من تعددٍ وتنوع يُحسب له وعليه في آن؛ فهو لم يكن كافياً ليستوعب جديد جميع الأجيال المعاصرة والاتجاهات الفنية السائدة (تقنيا وموضوعياً).
على صعيد الأجيال؛ كان لافتاً غياب الجيل الأول؛ وهو الغياب الذي نقرأه واضحاً مع استمرار إنتاج وحضور الفنان عبد الجبار نعمان واستقراره في صنعاء كأهم أبرز من تبقى من فناني جيل الرواد؛ ما يعني عدم وجود أي مبرر لتجاوز إشراك بعض أعماله الجديدة مُمثلاً عن جيل الستينيات (تعود بدايات ظهور التشكيل اليمني إلى ستينيات القرن العشرين). 
مكانياً اقتصرت المشاركة على بعض المحافظات، نتيجة لما فرضته الحرب وتعدد السلطات من معوقات قد يستعصي معها مشاركة يمنية شاملة. على صعيد المدارس والاتجاهات الفنية؛ فقد استوعب المعرض أهم المدارس والاتجاهات السائدة؛ إلا أن مشاركتها لم تعكس واقع مساحة حضور كل اتجاه لدى كل جيل؛ ففيما حضر التجريد واضحاً ولافتاً لدى جيل ما بعد الرواد كتعبير طبيعي عن علاقة هذا الجيل بهذا الاتجاه؛ إلا أن طغيان هذا الاتجاه في الأعمال المشاركة عن جيلي الوسط والشباب لم يكن متفقاً مع واقعهما، الذي تحضر فيه «الواقعية» بشكل أكبر من التجريد، علاوة على أن معظم الأعمال المشاركة عن هذين الجيلين لم تكن أعمالاً جديدة تنتمي للعام الماضي، كضرورة فنية للمشاركة في معرض جماعي سنوي مُعاصر، يُفترض أن يعكس ما تحقق لهذا الفن في هذا البلد خلال عام. 
إلى ذلك تراجع حضور الحرب موضوعاً فنياً في مجمل الأعمال المشاركة عما كان عليه في معرض العام الماضي، وهو ما لا يمكن الاستدلال من خلاله على تراجع حقيقي، في ظل ما شاب تنوع المشاركة من قصور تعبيري تمثيلي، إلا أن ثمة أعمالا تعاملت مع أبعاد جديدة لهذا الموضوع كأعمال الفنان مظهر نزار.
ما ذكرناه من إشارات لا يُلغي خصوصية المعرض، حتى إن كان ملمحه العام احتفالياً؛ فتنظيمه بحد ذاته تحت نير الحرب يُمثل تميزاً يُضاف إليه ما حملته به بعض الأعمال الجديدة من إشارات إيجابية لما حققه الفن التشكيلي اليمني المعاصر خلال عام من الحرب، خاصة في ما تضمنته وعكسته أعمال تجريدية لعدد من الفنانين أمثال: مظهر نزار، وحكيم العاقل، من جيل ما بعد الرواد، وأعمال واقعية للفنان محمد صوفان وغيره من جيل الوسط، بالإضافة إلى أعمال تجريدية لعدد من الفنانين الشباب، كأعمال سما الدبعي، وسلمى غالب، التي تعكس في مجملها (بعض) ما تحقق للوحة التشكيلية اليمنية من تطور تقني وموضوعي خلال عام، خاصة في العلاقة الرؤيوية اللونية بالنص البصري.

 أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)