الرئيسية > اخبار وتقارير > "ابتزاز روحاني".. الفساد ونقمة الخارج لا يمنعان تجديد ولايته

"ابتزاز روحاني".. الفساد ونقمة الخارج لا يمنعان تجديد ولايته

في ظل ترقب إقليمي ودولي للانتخابات الإيرانية المقبلة، يحظى الرئيس الحالي حسن روحاني، بفرصة الفوز بدورة رئاسية ثانية؛ لعدم وجود منافسة قوية بين المرشحين الحاليين، للانتخابات التي ستعقد في مايو/أيار المقبل.

الخبير في الشأن الإيراني بقسم العلوم الإنسانية ومركز دراسات الخليج بجامعة قطر، أستاذ تاريخ الشرق الأوسط المعاصر، محجوب زويري، قال إن هناك قوى داخلية ستعمل على "ابتزاز" روحاني، الذي تولى السلطة في 2013، خلال ترشحه لولاية رئاسية ثانية، فيما يتعلق بالسياسة الخارجية، على الرغم من أنه هو المرشح الأقوى بين المنافسين الحاليين.

- الانتخابات الإيرانية والقوى الخارجية

"الضغوط الأمريكية الحالية بعد فوز الرئيس الحالي دونالد ترامب، عززت من فكرة أن تكون الانتخابات الإيرانية ساعية لمواجهة هذه الضغوط الخارجية، حيث ستكون مؤسسة الحكم الإيرانية، بشكل عام، حريصة على تقديم شخص يعبر عن النظام ومصالحه "بطريقة أكثر صلابة وتطرفاً سياسياً"، وفق ما ذكره زويري.

- تحديات الانتخابات الإيرانية

وأشار زويري إلى أن "الانتخابات الإيرانية المقبلة ستواجه ثلاثة تحديات رئيسية؛ أولها الإدارة الأمريكية الجديدة بقيادة ترامب، وثانيها ما يحدث في سوريا واحتمال إقامة مناطق آمنة، في ظل استمرار التوافق الروسي التركي الأمريكي والسعودي فيما يتعلق بالمناطق الآمنة، وثالثها يتعلق بالخطاب الإيراني الحالي وتراجعه، وهو ما سيجعل يد النظام مغلولة اقتصادياً، ما قد يدفعه إلى القبضة الحديدية، ومن ثم سيحتاج إلى شخص يتناسب مع هذه الضغوط الثلاثة.

وذهب زويري إلى أن عادة النظام الإيراني "مواجهة الضغوط الخارجية بمزيد من التشدد السياسي والإعلامي، من ضمنها الحرب الإعلامية".

- فرص ترشح النساء

وحول مسألة ترشح النساء للانتخابات الرئاسية الإيرانية، أكد زويري عدم معارضة الدستور الإيراني لترشحها، إلا أنه استبعد إمكانية وصولهنَّ إلى المنافسة ضد باقي المرشحين.

زويري أوضح أن المرأة الإيرانية من حقها إرسال أوراق ترشحها للانتخابات الرئاسية لوزارة الداخلية الإيرانية، إلا أن مجلس صيانة الدستور المسؤول عن دراسة طلبات المرشحين، هو في الغالب الذي يرفض إجازتها؛ لاعتبارات دينية.

"وتمنع، إلى الآن، المرأة الإيرانية من حضور مباريات كرة القدم، فكيف يمكن إجازة ترشحها للانتخابات الرئاسية"، حسبما قال زويري في تصريحه لـ "الخليج أونلاين"، مشدداً على أن "رجال الدين سيكون لهم رأي حاسم تجاه هذا الأمر".

- ملفات الفساد ووعود روحاني التي لم تُنفذ

على إثر استمرار وتيرة الصراع والتهم المتبادلة حول ملفات الفساد الكبيرة في أجهزة الدولة ومؤسسات النظام، وبين حكومة روحاني وأقطاب التيار المحافظ والمقرب من المرشد الأعلى علي خامنئي، هدد المتحدث باسم مجلس صيانة الدستور عباس كدخدائي، ضمنياً، روحاني بسحب الثقة منه في الانتخابات الرئاسية القادمة، مؤكداً أنه "لا توجد ضمانات لتأييد أهلية رئيس الجمهورية للمرحلة القادمة"، حسبما ذكر موقع "العربية نت" في يناير/كانون الثاني الماضي.

ازدادت الصورة سواداً بعد الكشف عن مرتبات كبار موظفي الدولة في إيران، خاصةً قطاع المصارف والتأمينات، والتي بلغت بالمخالفة للقانون الإيراني، في بعض الأحيان، أكثر من مئة ضعف مرتب المواطن الإيراني العادي، تبعها استقالات عديدة من مجالس إدارة المصارف الإيرانية المملوكة للدولة، واستقالة جماعية لإدارة "الصندوق الوطني للتنمية" إثر هذه الفضيحة.

اقرأ أيضاً:

نووي إيران وجنون ترامب.. تصعيد متبادل يعيد الاتفاق لـ"الصفر"

كما أن الوعود الانتخابية السابقة التي أطلقها روحاني، إبان ترشحه في الدورة الأولى، ولم يُنفذها إلى الآن، ألقت بظلالها هي الأخرى مثل الوعود بإطلاق الحريات وإطلاق السجناء السياسيين، ورفع الإقامة الجبرية عن زعماء الحركة الخضراء.

ويروج منافسو روحاني لفشله في إجراء بنود الاتفاق النووي مع الغرب مثلما تريد إيران، ويستندون إلى عدم رفع العقوبات الدولية بشكلٍ كليٍّ، وتمديد العقوبات الأمريكية لعشر سنوات مقبلة.

- المشهد الإقليمي وإيران 2017

النفوذ المتزايد لإيران والأدوار المشبوهة التي تمارسها في الجوار الجغرافي، أكسبها زخم الاهتمام الخارجي بمرشحي الرئاسة وطرحها كورقة أكثر من مهمة في رسم المشهد الإقليمي بعد تولي الرئيس الإيراني الجديد.

أشهر معدودة تفصل روحاني عن غمار المنافسة واقتناص فرصة ثانية، على خُطا الرؤساء السابقين خامنئي ورفسنجاني وخاتمي ونجاد، مستنداً إلى سياسته الانفتاحية التي يمارسها مع المجتمع الدولي، برغم عدم الرضا الشعبي الكلي بشأن الاتفاق النووي، واستمرار بعض العقوبات.

وفي الإنفوجرافيك التالي نوضح عدد الرؤساء الإيرانيين منذ انطلاق الثورة الإيرانية، وترتيبهم حسب فترات تولي الرئاسة.

1-3-2017-11

من جانب آخر، رجّح الصحفي الإيراني سعيد جعفري، في مقالته المنشورة في سبتمبر/أيلول 2016، عدم فوز روحاني بولاية رئاسية ثانية؛ لفشله في تقديم الكثير لتغيير الوضعية الثقافية المحافظة للمجتمع الإيراني، خاصة أنه تم إلغاء 50 حفلة غنائية فقط خلال العامين الماضيين ما يُعتبر تقييداً للحريات.