الرئيسية > شؤون دولية > العسكريون الروس يضعون "حزب الله" تحت المراقبة

العسكريون الروس يضعون "حزب الله" تحت المراقبة

ذكرت صحيفة "إيزفيستيا" أن المشاركين في مباحثات أستانا بدأو في تنسيق آلية انسحاب الوحدات الشيعية الأجنبية من سوريا.

 

جاء في المقال:

 

مراكز المصالحة الروسية بين الأطراف المتحاربة، والمنتشرة في أنحاء مختلفة من سوريا، سوف تصبح أدوات رئيسة للإشراف على احترام وقف إطلاق النار، وانسحاب التشكيلات الأجنبية المسلحة من البلاد، بما في ذلك وحدات حركة "حزب الله" اللبنانية. ويرى الخبراء أن هذا الإجراء يمكن أن يقلص بشكل كبير من حدة التناقضات الطائفية في سوريا، ويصبح خطوة مهمة نحو إنهاء الحرب الأهلية.

 

وفي سياق المشاورات يومي 14 - 15 مارس/ آذار الجاري في أستانا، اتفق ممثلو روسيا وإيران وتركيا على التحول من آلية الرصد الثنائي (روسيا - تركيا) إلى آلية الرصد الثلاثي، ولا سيما أن إيران ستصبح رسميا إحدى الدول الضامنة لوقف إطلاق النار في سوريا.

 

وقد رحبت موسكو بزيادة مشاركة الجمهورية الإسلامية في عملية التسوية. وبشكل خاص، قال رئيس لجنة الدولية في مجلس الاتحاد قسطنطين كوساتشوف يوم 15/03/2017، خلال اتصال عبر دائرة الفيديو المغلقة مع أعضاء البرلمان الإيراني، إن ضم إيران سوف يساهم في عملية ضبط وقف إطلاق النار وإطلاق العملية السياسية في سوريا.

 

في هذه الأثناء، علمت الصحيفة أن الجيش الروسي سيأخذ على عاتقه المهمات الرئيسة لمراقبة الوضع في سوريا ومتابعة تنفيذ شروط وقف إطلاق النار. وسوف يتم نشر ضباط روس في مراكز المصالحة الروسية، التي ستشمل النقاط السكنية الرئيسة كافة، حيث سيكون عليهم أن يتابعوا أين توجد قوات الأطراف، وأن يتحققوا من مدى التزامها النزيه بالهدنة.

 

المشاركون في مباحثات أستانا تبادلوا أيضا الخرائط العسكرية، التي تحدد مواقع تمركز الجماعات المتطرفة والجماعات المعتدلة من المعارضة. ولاحقا سيتم الاتفاق على وثيقة موحدة، على أساسها ستتم محاربة الإرهابيين.

 

مهمة هامة أخرى على الأرجح ستضطلع بها مراكز المصالحة الروسية، وهي مراقبة انسحاب التشكيلات الشيعية، التي تحارب إلى جانب بشار الأسد، من العديد من المناطق. وقد نوقشت هذه المسألة البالغة الحساسية بنشاط حثيث من قبل الأطراف المشاركة في لقاء أستانا. وقال مصدر مطلع في الدوائر العسكرية-الدبلوماسية للصحيفة إن أعضاء الوفود تحدثوا في المقام الاول عن "حزب الله" اللبناني، الذي شاركت وحداته في اقتحام حلب، ولهذا يحظى بكراهية خاصة لدى المعارضة السورية.

 

ووفقا لمصدر الصحيفة، ناقش ممثلون عن روسيا، إيران وتركيا في العاصمة الكازاخستانية، إمكانية تخصيص منطقة محددة لـ "حزب الله" تكون تحت سيطرته في سوريا، ويتبع ذلك انسحاب تدريجي لوحداته من المناطق الأخرى، وقبل كل شيء من شمال البلاد.

 

ووفقا لرأي البروفيسور في قسم العلوم السياسية بمدرسة الاقتصاد العليا ليونيد إيسايف، فإن

 

لتركيا والمعارضة السورية تريان أن انسحاب وحدات "حزب الله" وغيره من الحركات الشيعية غير السورية (مثل العراقية والأفغانية) – هو إحدى القضايا الرئيسة للتسوية.

 

وأضاف الخبير إن ""حزب الله" اللبناني يعدُّ للأتراك بنية إرهابية، تدافع عن مصالح إيران الشيعية. أما للسوريين السنة، فإن أي جماعة شيعية أجنبية تعدُّ غازية. وأنقرة والمعارضون ينظرون إلى تخفيض نشاط "حزب الله" كجزء من نزع السلاح".

 

ويعتقد إيسايف أن من الممكن تماما أن توافق إيران في الظروف الراهنة على هذه المقايضة الفريدة من نوعها، والتي تضمن فيها تركيا الاستقرار في شمال سوريا، مقابل انسحاب الجماعات الموالية لإيران.

 

وأضاف المستشرق إيسايف إن "الإيرانيين وافقوا شفهيا على ذلك، و"حزب الله" أيضا لا يمانع، لأن مهمة إنقاذ نظام الأسد أصبحت منجزة، لا سيما أن "حزب الله" يحتاج إلى قواته في لبنان. وأشار الخبير إلى أن هناك دلائل عديدة تشير إلى أن وحدات "حزب الله" قد انسحبت بشكل أساس إلى الحدود اللبنانية. أما في مناطق الشمال السوري وعند تدمر، فإن السوريين هم من يقاتلون بشكل أساس. ولكن ما زال هناك مقاتلون شيعة من العراق وحتى من أفغانستان".

 

وعلى أي حال، ستتم مناقشة مسألة التشكيلات الشيعية أيضا خلال الجولة المقبلة من المفاوضات في أستانا، والمقررة في بداية شهر مايو /أيار المتطابقة.

 

هذا، ولمح قسطنطين كوساتشوف خلال الاتصال عبر دائرة الفيديو المغلقة إلى أنه وعلى الرغم من التشابه في مواقف روسيا وإيران، فإن هذا لا يعني أنها متطابقة، لهذا يتطلب الأمر مزيدا من المشاورات.

 أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)