الرئيسية > اخبار وتقارير > أرحب.. بوابة صنعاء الشمالية تستعد لنفض رجس الحوثيين عنها

أرحب.. بوابة صنعاء الشمالية تستعد لنفض رجس الحوثيين عنها

يتصاعد إيقاع العمليات العسكرية في اليمن مؤخراً، فبعد تحرير المخا ومينائها الاستراتيجي من قبضة مليشيا الحوثي وصالح الانقلابية، أعلنت قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية المسنودة بالتحالف العربي انتقال العمليات العسكرية إلى مشارف أرحب، البوابة الشمالية للعاصمة صنعاء.

 

الوصول إلى أرحب لم يكن أمراً سهلاً؛ فمناطق نهم التابعة لمحافظة صنعاء شهدت معارك ضارية لأكثر من عام؛ بسبب التضاريس الجبلية الوعرة، والمساحة الشاسعة للمديرية الواقعة على طريق مأرب - صنعاء.

 

القيادي في المقاومة الشعبية بمحافظة صنعاء، عبد الكريم ثعيل، وصف اقتراب القوات المسلحة اليمنية والمقاومة الشعبية من مديريات أرحب، وبني حشيش، وبني الحارث، بالانتصارات الاستراتيجية نحو إنهاء الانقلاب وإعادة الأمن والاستقرار إلى صنعاء، ومن بعدها باقي المحافظات التي ما زالت مليشيا الموت الانقلابية ترتكب الجرائم فيها.

 

- جغرافيا استراتيجية

 

وفي حديثه لـ "الخليج أونلاين"، أكّد ثعيل أن الأهمية الاستراتيجية جغرافياً لأرحب تكمن في كونها بوابة شمالية لصنعاء، وتطلّ على مطار صنعاء الدولي، وقاعدة الديلمي الجوية، وفيها أهم معسكرات ما كان يسمى بالحرس الجمهوري سابقاً، وهي حالياً معسكرات للمليشيا، كما تربط أرحب بين محافظات صنعاء، وأمانة العاصمة، وعمران، والجوف.

 

وتابع القيادي الذي ينتمي لأرحب: "كما أنها أيضاً أهم مديريات الطوق التي من خلالها ستصل قوات الشرعية إلى مديرية همدان، التي من خلالها ستصل قوات الشرعية إلى الجهة الغربية لطوق صنعاء".

 

وأشار ثعيل إلى أن أغلب أبناء أرحب مع الشرعية، والمئات منهم يخوضون المعارك في جبهة نهم على مشارف قراهم ومنازلهم، وهم يتوقون لتحريرها من قبضة المليشيا المدعومة من إيران.

 

- انتهاكات متنوعة

 

واعتبر ثعيل أن الانتهاكات التي تعرّضت لها أرحب من قبل مليشيا الحوثي والمخلوع صالح عديدة؛ من تفجير للمنازل والمزارع والمقرات الرسمية والحزبية، وقتل واختطافات بشكل مركّز أكثر من المناطق الأخرى؛ يأتي لأسباب مختلفة أهمها أن غالبية أبناء أرحب كانت وما تزال مع الشرعية.

 

وتكشف أحدث إحصائية حقوقية عن انتهاكات الانقلابيين في أرحب، خلال فبراير/شباط الماضي، استمرار الجرائم الإنسانية التي بلغت 57 جريمة وانتهاكاً بحق أهالي المديرية، حيث قامت المليشيا بخطف 18 مواطناً، وتعذيب شخصين، وأخفت شخصين بطريقة قسرية، كما اعتدت على مختطف في السجن المركزي.

 

كما اقتحمت المليشيا 10 منازل، وروّعت الأسر والأطفال والنساء، واختطفت مدنيين من منازلهم، وفتّشت 5 منازل، ونهبت بعض محتوياتها، وفقاً للإحصائية التي أشارت إلى حالة نهب سيارة مواطن، واقتحام مزرعتين والعبث بهما، وإجبار مواطنين اثنين على كتابة تعهدات، و3 محاولات اختطاف وتهديد، و4 حالات جباية أموال، ونهب جمعية أهلية والتمركز فيها حتى الآن.

 

- ثمن إسقاط العائلة

 

وأضاف ثعيل: "أرحب كقبيلة أدّت دوراً كبيراً في ثورة الشباب وإسقاط منظومة عائلة صالح الفاسدة، ووقفت كذلك في وجه مليشيا الحوثي المتطرفة عندما انقلبت على الدولة ونهبتها، وهم أيضاً بالمئات ضمن الجيش الوطني في جبهات نهم".

 

كما أن أبناء هذه المديرية يناضلون من وقت مبكر لأجل دولة النظام والقانون، ولأنهم متعلمون لم تستطع مشاريع الموت والخرافة والكهنوت أن تتمدد بينهم، فكل تلك أسباب لانتقام مليشيا الانقلابيين منهم، كما يقول ثعيل.

 

وعن الحاضنة الشعبية التي تتمتع بها قوات الشرعية في مناطق أرحب، أوضح ثعيل أنه لولا الحاضنة الشعبية للشرعية في المحافظات المحرّرة لما تحرّرت، وتوقع أن تؤدي الحاضنة الشعبية الكبيرة للشرعية في بقية المحافظات المحتلة من قبل المليشيا دوراً كبيراً في عملية التحرير، وليس كما يروّج الانقلابيون بأنها حاضنة لهم.

 

- فرحة قريبة

 

رئيس مركز أبعاد للدراسات أوضح أن حسم المعركة يتطلب ثلاثة عوامل؛ هي الجغرافيا والتضاريس، والقوة العسكرية، والحاضن الاجتماعي، وطالما أن التضاريس صعبة تقاتل إلى جانب الانقلابيين، فإن إخضاعها يعني أن الشرعية تتفوق في عاملين مهمين؛ القوة العسكرية والحاضن الاجتماعي.

 

وفي صفحته على فيسبوك، قال إن الطريق إلى صنعاء مفتوح، وقريباً يفرح اليمنيون بإسقاط حقبة من تاريخ المتحف الأسود، حسب وصفه.

 

ولتأكيد أن انتصارات قوات الشرعية هدفها استعادة الدولة وليس الانتقام، بعث رئيس دائرة التوجيه المعنوي لقوات الجيش الوطني، اللواء محسن خصروف، برسائل تطمينات للقبائل المحيطة بصنعاء، وقال في تصريحات لموقع القوات المسلحة اليمنية، إن قوات الجيش الوطني ليست انتقامية، وتقدّمها نحو صنعاء هو لإنقاذ المواطنين من جور المليشيا الانقلابية.

 أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)