الى جانب معاناة مليون يتيم مسجل في اليمن أدت الحرب التي تسببها الانقلابيون إلى إضافة نحو 80 ألفاً من الأطفال إلى قائمة الذين فقدوا معيلهم اما نتيجة مباشرة للقتال أو نتيجة انتشار الأمراض. كما أضحت دور الأيتام على قلتها في العاصمة الخاضعة لسيطرة الانقلابيين أماكن لتشكيل المأساة لتوضح مدى الجرم الذي ارتكب بحق اليمنيين.

مؤسسة اليتيم أشارت في أحدث تقرير لها الشهر الجاري إلى أن الحرب التي تعيشها اليمن منذ عامين تسببت في دخول ما يزيد على 79 ألفاً و199 يتيماً جديداً إلى عدد أيتام اليمن البالغ مليوناً و100 ألف يتيم، منهم 47 طفلاً يتيماً دون سن الـ17 من بين كل ألف، وغالبية هؤلاء ينحدرون من أسر فقيرة.

وأوضحت المؤسسة التي تعنى بشؤون جزء من اليتامى في اليمن وتدير عدداً من دور الأيتام انه وفي ظل انحسار هامش الحياة وتعدد أسباب الموت واتساع رقعة المأساة التي يقضيها غالبية السكان في اليمن، فإن أكثر من مليون طفل فقير يعيشون فصول مأساة مختلفة بعد أن غيب الموت معيلهم.

وضع متدهور

وطبقاً لما ذكرت المؤسسة فإن أشكالاً من المعاناة يعيشها 188 ألفاً و571 أسرة يتيمة، حيث 60 في المئة من أبناء هذه الأسر لا يكملون تعليمهم بعد الثانوية، كما ان ثلاثة في المئة من الأيتام يعانون من الإعاقات وأربعة في المئة يعانون من أمراض نفسية واكتئاب.

في حين ان تسعة في المئة من أمهات الأيتام يعانين من أمراض مزمنة وخطرة وإعاقات وحالات شلل، مؤكدة أن 70 في المئة من أسر الأيتام تفتقر للخدمات الصحية ولا تستطيع شراء الدواء ولا الذهاب للمستشفيات.

وأسباب تعاظم معاناة الأيتام في اليمن تعددت بأسباب الوفاة التي تفوق إلى حد كبير غالبية بلدان المنطقة العربية، كنتيجة طبيعية للوضع المأساوي الذي تعيشه البلاد وهذه الشريحة من المجتمع، وتدني مستوى الدخل وانتشار الأمراض المستعصية والأوبئة مضافاً إليها الإرث الكبير من المشكلات الاجتماعية مثل الثأر والنزاعات المسلحة، فضلاً عن الحرب التي أجهزت على ما تبقى من وضع جيد في المعيشة لدى عدد غير محدود من الأسر لتصبح في وضع متدهور.

نهب حوثي

وتبين التقارير الميدانية إلى تراجع مخيف في مستوى وكميات الغذاء التي تقدم للأيتام المقيمين في دور الأيتام على قلتها وبالذات في صنعاء، حيث تعمل الميليشيات على تنمية تجارة المشتقات النفطية وفرض الجبايات على التجار ونهب ممتلكات الدولة حتى ان رواد هذه الدور باتوا يتناولون وجبة رئيسية واحدة تقتصر على الأرز والبطاطا وإن متبرعين يقومون بتقديم وجبات أسبوعية محدودة لهؤلاء النزلاء تتكون من كميات بسيطة من الدجاج والأرز.

تعليقات