الرئيسية > اخبار وتقارير > واشنطن بوست: السعودية تبني مستقبلها بعيداً عن النفط

واشنطن بوست: السعودية تبني مستقبلها بعيداً عن النفط

على الرغم من الاحتياطي الهائل الذي تتمتّع به المملكة العربية السعودية من النفط، فإنّ لدى المملكة خططاً طموحة لبناء اقتصاد لا يقوم على النفط، وهو ما أفرزه تهاوي أسعار النفط منذ العام 2014، وما ألحقه باقتصاديات الدول المصدّرة للنفط، وبالسعودية، بحسب صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.

وتضيف الصحيفة أنه، ومنذ تهاوي أسعار النفط قبل نحو ثلاثة أعوام، تفاقم العجز في الميزانية، ورغم تعافي الأسعار بعض الشيء، فإن العديد من المحلّلين أكّدوا أن ذروة الطلب على النفط الذي بلغها سابقاً لن يعود إليها مرة أخرى، الأمر الذي يعني نهاية الاستهلاك العالمي الكبير للنفط.

ولي ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، أطلق رؤية اقتصادية شاملة لغاية العام 2030، تسعى لتعزيز قطاع التعليم، وتقليص عجز الموازنة، وإدخال الضريبة المضافة بنسبة 5%، بالإضافة إلى طرح أسهم شركة أرامكو للنفط للبيع والتداول، حيث يعتقد أن رأسمال هذه الشركة يمكن أن يصل إلى تريليوني دولار، ويمكن أن يكون عرض أسهمها للبيع هو الأكبر عبر التاريخ.

يرى باسم سنايج، المستشار المالي، أن رؤية 2030 مشروع إيجابي، وهو ممكن أن يكون التزاماً تلتزم به السعودية للتخلّص من التبعية للنفط.

محمد بن سلمان، قائد هذا النهج الاقتصادي، يتمنى أن يرى بلاده قادرة على أن تكون لديها ميزانية أكثر توازناً واقتصاداً متنوعاً لا يعتمد على النفط، الذي شكّل في العام 2015 ما نسبته 72% من إيرادات الحكومة.

يقول محمد الجدعان، وزير المالية السعودي، إن رؤية 2030 تأتي رداً على التحديات التي تواجهها السعودية على المدى المتوسط والطويل؛ "نحن بحاجة إلى الخروج بشيء مختلف يضمن أساساً أننا بحلول 2030 نكون متحرّرين من الاعتماد على النفط فقط، كما أنها تأتي لتوفير فرص عمل للشباب الذين يبحثون عن نمط حياة أفضل، ويريدون أن يتركوا بصمة في العالم، هناك فرص كبيرة لا نستغلّها، وأعتقد أنه حان الوقت لذلك".

وتتميز رؤية 2030، بحسب وزير التجارة والاستثمار السعودي، ماجد عبد الله القصيبي، بضمّها نحو 755 مبادرة وطنية، وأيضاً دعم السياحة، بما في ذلك أعداد الحجاج إلى مكة المكرمة؛ من خلال بناء خط سكة حديد جديد بين مكة والمدينة، وأيضاً بناء مطار جديد.

كما تشتمل الخطة على بناء مدينة ترفيهية جديدة بحجم مدينة لاس فيغاس، وتقع جنوب الرياض، وهي محاولة أيضاً لمنح السعوديين فرصة لقضاء عطلاتهم داخل البلاد وليس خارجها.

ويبقى التركيز العالمي منصبّاً على شركة أرامكو السعودية، فإذا تم فعلاً طرح أسهم الشركة للبيع، فإن ذلك سيعني تحولاً هائلاً في السياسة السعودية.

السؤال الأهم الآن، ما الذي ستفعله السعودية بعائدات بيع أرامكو؟

يجيب الجدعان عن هذا السؤال بالقول: "لدينا صناعة تعدين غير مستغلّة بشكل كبير؛ لأننا كان لدينا النفط. الحكومة يمكن أن تكون مستثمراً رئيسياً في هذه الصناعات، كما أن هذه الأموال ستذهب للمساعدة على تحقيق أهداف جديدة للطاقة المتجددة، في الأسبوع الماضي أعلنت الحكومة عن خطة لبناء محطة قادرة على إنتاج 9500 ميغاواط من الطاقة المتجددة بحلول عام 2023.

كما يجري العمل على تطوير 30 مشروعاً من مشاريع الطاقة الشمسية وطاقة الرياح على مدى العقد القادم، وهو جزء من برنامج أوسع بقيمة 50 بليون دولار، يهدف إلى تنويع مصادر الطاقة والكهرباء، وتصدير النفط الذي كانت تعتمد عليه سابقاً محطات إنتاج الطاقة الكهربائية.

 أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)