الرئيسية > اخبار وتقارير > استكمالاً للحزم.. دول الخليج تقطع طريق المشاريع المشبوهة باليمن

استكمالاً للحزم.. دول الخليج تقطع طريق المشاريع المشبوهة باليمن

موقف خليجي آخر تجاه اليمن يعكس رؤية ثابتة وإسناداً مستمراً من دول مجلس التعاون تجاه وحدة اليمن وسيادة أراضيه، مهما تجددت الأحداث وتضاربت المصالح محلياً وإقليمياً ودولياً.

الموقف تمثّل في بيان أصدره المجلس مساء الجمعة الماضي، دعا فيه الشعب اليمني إلى نبذ دعوات الانفصال، مجدداً مواقفه الثابتة تجاه وحدة الجمهورية اليمنية، والحفاظ على أمنها واستقرارها.

الموقف الخليجي جاء بعد ساعات من دعوة رئيس الحكومة الشرعية، أحمد بن دغر، مجلس التعاون والتحالف لقول كلمتها إزاء الأحداث في المناطق المحررة، عقب بيان إعلان مجلس انتقالي لإدارة الجنوب من قبل عيدروس الزبيدي، الخميس الماضي، والذي جاء كرد فعل على إقالته من منصب محافظ عدن.

- مستويات متعددة

لم يكن الموقف الخليجي على المستوى الرسمي، بل إن الصحافة الخليجية على غرار صحف "عكاظ" و"الشرق الأوسط" و"الحياة"، أظهرت دعماً وإسناداً لوحدة الأراضي اليمنية وللحكومة الشرعية.

وقفة دول الخليج المساندة لليمن آتت ثمارها فوراً، حيث تفسخ عقد "المجلس الانتقالي" المزعوم، من خلال تأكيد عدد من الأسماء الواردة في قائمته دعمها للحكومة الشرعية بقيادة الرئيس عبد ربه منصور هادي.

أبرز الأسماء كان وزير الاتصالات وتقنية المعلومات اليمني، لطفي باشريف، الذي نفى في بيان له وجود أي علاقة بينه وبين المجلس المعلن، كما هو الموقف بالنسبة للشيخ عبد الله آل عفرار، رئيس المجلس العام لأبناء المهرة وسقطرى، وشخصيات أخرى عديدة.

السلطات الرسمية اليمنية أعربت عن تقديرها وشكرها لموقف مجلس التعاون الخليجي الرافض لتشكيل ما يعرف بـ"المجلس الانتقالي" لإدارة جنوب اليمن، حيث قال عبد الله العليمي، مدير مكتب الرئيس اليمني، في تصريح نشره على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "هذا الموقف يضاف إلى رصيد المواقف الكبيرة للأشقّاء في دول مجلس التعاون تجاه القضايا اليمنية، وهو بلا شك موقف متوقّع ونبيل يستحق كل الشكر والتقدير".

- موقف تاريخي

الأمين العام المساعد للحكومة اليمنية الشرعية، أبو الفضل الصعدي، قال لـ"الخليج أونلاين": إن "التاريخ سيسجل الموقف الخليجي بحروف من نور، وإننا في الحكومة اليمنية نجدد شكرنا للأشقاء في دول مجلس التعاون الخليجي المشاركين في عاصفة الحزم وإعادة الأمل بقيادة خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز، على هذه المواقف الأخوية".

وأضاف الصعدي: "دول الخليج عندما اتخذت قرارها التاريخي بالاستجابة لدعوة الحكومة الشرعية اليمنية، وإعلان عاصفة الحزم بقيادة المملكة العربية السعودية، حددت أهدافاً واضحة ومعلنة، كان أبرزها إنهاء الانقلاب والتمرد المدعوم من إيران، وإعادة الشرعية والحفاظ على وحدة اليمن وسلامة أراضيه".

- ثوابت وطنية

المحلل السياسي اليمني توفيق السامعي، قال في حديثه لـ"الخليج أونلاين": "يدرك أشقاؤنا الخليجيون أن إعلان كيانات مختلفة في اليمن، خارج إطار الشرعية والثوابت الوطنية وأهداف التحالف العربي، هو أمر يصب في مصلحة الانقلابيين، وضد منجزات التحالف وتماسكه".

 

وأضاف: "الاعتراف بهذا الكيان كان سيخطف الانتصارات التي تحققت على الأرض ليحاول جعلها هزيمة؛ لكون التحالف العربي ارتكز على أساس قرارات مجلس الأمن الداعمة للشرعية والثوابت الوطنية ووحدة اليمن؛ فإذا ما تم الانتقاص من أي من تلك القرارات والثوابتر فإن ذلك سيعني سحب الشرعية الدولية التي على أساسها تدخل التحالف في اليمن".

ويرى السامعي أن من مصلحة الجميع الحفاظ على المنجزات على الأرض من انتصارات مختلفة وتماسك الشرعية حتى اللحظة.

- ضمانات خليجية

واعتبر السامعي أن التحالف العربي "يشكل صمام أمان لوحدة التراب اليمني، وكذلك لعدم تشكل كيانات موازية لتشتيت الشرعية، كما حصل في سوريا من خذلان للجيش الحر الشرعي، وظهور كيانات موازية أضرت بمشروع تحرير سوريا".

وأوضح أن الضمانات الخليجية، ومن خلال صدور تصريحات مجلس التعاون الخليجي ضد مجلس عيدروس، "هي الرد الأمثل والمناسب للذين يريدون جر اليمن إلى التفكك الذي يستدعي المشاريع الخارجية للتدخل؛ وهو ما قد يجعل المشروع الفارسي ينفذ من خلال هذه الكيانات".

وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي حملة واسعة ضد أي كيان يستهدف الشرعية اليمنية ووحدة أراضي الجمهورية خارج الشكل الاتحادي، حيث تصدر وسم "#اليمن_ترفض_الانقسام" موقع "تويتر" ليلة الجمعة.

كما وجدت المواقف الخليجية تجاه اليمن إشادة على المستوى الشعبي، حيث كتب الناشط اليمني عامر الدميني، في منشور له على "فيسبوك" يقول: "بيان دول الخليج يقطع الطريق أمام المشاريع المشبوهة، ويضع حداً للنزعات المناطقية، ويعلن القطيعة مع كل المشاريع من هذا النوع".

شريط الأخبار