الرئيسية > محلية > وحدة اليمن..الإختبار الصعب

وحدة اليمن..الإختبار الصعب

 

سلط الفيلم الوثائقي "وحدة اليمن.. الاختبار الصعب" الذي بثته الجزيرة الأحد (2017/5/21)، الضوء على حلم الوحدة الذي تغنى به اليمنيون، ثم أصبح واقعا تعترضه تحديات تهدد وجوده وتعيده إلى ما قبل الوحدة عام 1990 أو ربما إلى ما قبل ذلك.

ما قبل الدولتين كان الواقع اليمني يراد له أن يمضي بحسب ما رسمه المستعمر البريطاني. وفي وثيقة من الأرشيف البريطاني تعود إلى عام 1934، اعترفت بريطانيا بسلطة الإمام يحيى حميد الدين على اليمن الشمالي، على أن يقرر الطرفان مصير اليمن الجنوبي في فترة لا تزيد على أربعين عاما.

اتحاد الجنوب العربي

هذه الاتفاقية عملت بالدرجة الأولى على تأكيد سيطرة المستعمر على الجنوب. وفي العام 1962 نجحت بريطانيا في تشكيل اتحاد الجنوب العربي الذي ضم 12 سلطنة وانضمت عدن إليه عام 1963.

كل ذلك كان يجري بينما فكرة الوحدة اليمنية شمالا وجنوبا تشتعل. وكانت ثمة حاضنتان رئيسيتان في الجنوب: عدن التي احتضنت الثوار لدعم ثورة 26 سبتمبر 1962 في الشمال، وتعز التي بدأت تجند الشباب وتدربهم للثورة على الاستعمار.

يقول رئيس مجلس النواب اليمني الأسبق ياسين سعيد نعمان إن الوحدة كأيدولوجيا لم تنشأ إلا مع قدوم الفكر القومي إلى اليمن، لكن الوحدة كهوية ومشاعر كانت مطروحة قبل ذلك.

سقوط الإمامة

لم يشعر اليمنيون بالأسف على سقوط الإمامة في الشمال.. هكذا كانت تتحدث التقارير الصحفية عقب الثورة. أما سفير الاتحاد السوفياتي في صنعاء أوليغ بريسيبكين الذي عاصر الثورة فقال إن صنعاء كانت تعرف تحت الإمامة بأنها متحف للقرون الوسطى.

سرعان ما انخرط اليمنيون من كل الأنحاء في هوية واحدة هدفها تخليص الجنوب من الاستعمار، لكن الجبهة القومية نجحت في فرض نفسها على الساحة وآل بها الأمر إلى إنجاز الاستقلال وتأسيس الجمهورية الأولى في الجنوب في أكتوبر/تشرين الأول 1967.

الحروب التي خيضت بين اليمنين لم يكن يغيب عنها مشروع الوحدة.. الحرب كانت طريقا تعتقد به أطراف جنوبية وشمالية، مثلما كانت هناك أطراف تنادي بأن تكون الوحدة خيارا شعبيا سلميا، حسبما يقول المؤرخ والصحفي اليمني عبد الباري طاهر.

مأزقان

لكن وصول كل من الشمال والجنوب إلى مأزقه الداخلي والاقتتال الدامي بين الأشقاء في اليمن الجنوبي وسقوط الاتحاد السوفياتي؛ كانت عوامل تدفع إلى تحقيق وحدة لم تكن أقل من حلم بالنسبة إلى الشعب، لكنها وقعت ضحية نزوات النخب السياسية.

عام واحد فصل توقيع وثيقة العهد والوفاق في العاصمة الأردنية بين علي عبد الله صالح ونائبه علي سالم البيض عام 1993 واندلاع الحرب عام 1994، إذ انتصر صالح ولم يعترف العالم بالدولة التي أعلنها البيض في الجنوب.

القيادي في الحراك الجنوبي أحمد عمر بن فريد يقول إن صالح كان بإمكانه أن يمسك بالمشروع الوطني بعد كسبه الحرب، لكنه "للأسف كان أصغر بكثير من مشروع الوحدة".

الحراك الجنوبي

في العام 2007 انطلق الحراك الجنوبي، ورغم القتل والملاحقة استطاع فرض نفسه على طاولات المناقشات الرسمية وغير الرسمية.

لكن صالح وحتى ثورة فبراير/شباط 2011 استمر في تجاهل القضايا الوطنية وعلى رأسها القضية الجنوبية. أعادت الثورة الأمل في استمرار الوحدة وإسقاط صالح.

الحوار الوطني ومخرجاته من أكثر التعبيرات التي درج اليمنيون على ترديدها، غير أن الحوثيين ومعهم صالح انقلبوا على الحوار الذي أقر بأهمية قضية الجنوب بوصفها مفتاح الحل في اليمن.

الثنائيات التي تتصاعد مثل شمال وجنوب.. الوحدة أو الموت، أو الانفصال أو الموت.. هذه أصبحت من الماضي كما يقول صالح الجبواني القيادي السابق في الحراك الجنوبي، مضيفا "إذا فرض الطائفيون في الشمال والمناطقيون في الجنوب رؤاهم، سنعود إلى المأساة مجددا"

 أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)