الزغاريد هي وحدها التي عطّرت أرجى المدينة بالتزامن مع لائكة الأخبار التي ترددت صداها مدينة عدن باستشهاد الشاب العدني المقاوم أركان علوي ذو 27ربيعاً ؛ دموع الحزن والسرور كلاهما معاً عزفتا سيمفونيتين في أنٍ واحد.
تذمرت عيون وفرحت أخرى ؛ الأهل والأصحاب ؛ الأصدقاء كلهم والناس جميعاً كانوا ساخطين لبربرية هذا الغازي الأرعن بعد استشهاد أركان ابن المدينة المقدسة كما يحلو للأهالي تسميتها ؛ ومع سقوط الشهداء تباعاً أزداد الناس معرفة بالحوثيين وارتسمت لديهم الصورة جلياً في بربرية هذا العدو.
في 24رمضان من العام القبل الماضي أستشهد أركان في جبهة الصولبان _خورمكسر_ ومن قبله الآلاف من أبناء مدينة عدن الذين خروا إلى الجبهات مسرعين رغم حداثة السن وجديد استخدام أيادي البعض للسلاح حسب قيادات عسكرية في الجيش والمقاومة الجنوبية.
"إرينا الأهدل" شقيقة الشهيد ؛ تكتب باستمرار بلغة الدموع فراق رفيق دربها وشقيقها الوحيد ؛ عن قصة ملك فارق مملكته بلا عودة ؛ فالشهيد هو الابن الوحيد لأسرة مؤلفة من أربعة أشخاص "أب وأم وشقيقتين" ورغم فقدان الأسرة لأبنهم الوحيد إلا أنهم يشعرون بالفخر والاعتزاز.
ومع حلول الذكرى السنوية الثانية لاستشهاد شقيقها والذكرى ذاتها لتحرير عدن ؛ كتبت الناشطة العدنية إرينا "قل للشهيد سلاماً وحدك الحي وجميعنا يا سيدي أموات ؛ فأنت يا حبيبي أركان قرة العين فتغمرك الرحمة وعليك السلام".
وبقلم يشاطرها البكاء حبره ؛ وفرحة النصر بذكرى التحرير الثانية قالت ؛ "سنين ولازال لفظ النصر يدوي بجسدي ذات الرجفة وذات الرهبة وذات ذات نشيج البكاء لأنه يوم لو بقيت ع مر السنين اروي عنه لن تنصف جل الكلمات شعور يوم ذاك زغاريد من كل فج وصوب ؛ زغاريد الله أكبر".
الفخر والإعزاز هما لسان كل أسرة يتحدث عن عدن ؛ تلك الأسر التي افتدت المدينة بفلذات أكبادها لتدلل على حقيقة المدينة المقدسة التي يتفاخر بها السكان واستماتة المقاتلين في الدفاع على مدينتهم ؛ فتعج الإحصائيات بالآلاف من الشهداء فيما تزال كل أسرة تحتفظ بصورة فوتوغرافية لأبنها على أسوار المنازل وذكريات تحفظها قلوب الأمهات وعيون الأهل والأصدقاء.
