الرئيسية > اخبار وتقارير > ترامب محاصر.. لكنه واثق من ولاية رئاسية ثانية

ترامب محاصر.. لكنه واثق من ولاية رئاسية ثانية

واجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، منذ ما قبل انتخابه وحتى اليوم، الكثير من الانتقادات بسبب تصريحاته المختلفة التي رأى البعض أنها قد لا تراعي قواعد اللياقة العامة، والدبلوماسية المتعارف عليها، ولا سيما إذا كان المتحدث هو رئيس أعظم دولة في العالم.

لكنه يواجه اليوم انتقادات أكثر بسبب طريقة انتقائه للأشخاص المحيطين به، والذين يفترض بهم أن يكونوا الدعامة الأساسية لوجوده في البيت الأبيض، ودرع استقراره وحمايته.

وفي الوقت الذي ينشغل فيه ترامب بتبادل التهديدات النارية مع كيم جونغ أون، زعيم كوريا الشمالية، التي يمكن بالفعل أن تقود البلدين إلى حرب يتزعمها شخصان لا يمكن التنبؤ بطريقة تفكيرهما أو المنطق الذي يحكم سلوكهما.

في هذا الوقت الحرج يخرج مدير الاتصالات السابق في البيت الأبيض، أنتوني سكاراموتشي، ليعلن، الأحد، في أول تصريح له بعد إقالته، على شبكة "إن بي سي" الأمريكية، أن أشخاصاً في واشنطن قد اتخذوا بالفعل قراراً للإطاحة بترامب، كاشفاً عن وضع داخلي مرتبك، أقل ما يوصف به أنه هش وعرضة للانهيار في أي وقت.

سكاراموتشي كان قد أقيل من منصبه بعد عشرة أيام فقط من تعيينه، بسبب مشادات تخللها إطلاق الشتائم بحق رئيس فريق الموظفين، رينس بريبوس، ومستشار ترامب الاستراتيجي ستيف بانون. وهو لم يكن الوحيد في سلسلة غريبة ومفاجئة من الإقالات في فريق الرئيس ترامب، فقد سبقه إلى الإقالة والاستقالة كل من بريبوس، والمتحدث باسم البيت الأبيض شون سبايسر، هذا فضلاً عن العديد من المسؤولين الكبار في البيت الأبيض الذين تركوا مناصبهم في الشهور الستة الأولى من ولاية ترامب.

سكاراموتشي عبَّر عن كثير من الارتياب والقلق تجاه المحيط الذي يعمل فيه ترامب، قائلاً: إن "ما يحدث في واشنطن هو أن الرئيس ليس ممثلاً لفئة من المؤسسة السياسية، ولذا فإن هؤلاء الأشخاص لأي سبب كان اتخذوا قراراً للإطاحة به".

وأضاف: "أعتقد أن هناك عناصر داخل واشنطن، وأيضاً داخل البيت الأبيض، ليست بالضرورة تساعد في تحقيق مصالح الرئيس أو برنامجه".

لكنه أشار إلى أن الرئيس بحاجة إلى الاستعانة "بأشخاص أكثر ولاء" لكي ينفذ أجندته.

وانتقد سكاراموتشي، نفوذ بانون وموقع "برايبارت" الإخباري المقرب من جناح اليمين الذي يقف خلفه بانون.

وأشار إلى أن الرئيس "بحاجة إلى التقرب أكثر من التيار السياسي الرئيسي والمعتدلين، للمضي قدماً في برنامج تشريعي ناجح للغاية".

لكن هل يدرك ترامب حجم المشكلة التي يواجهها داخل بيته الأبيض؟! الكثير من المراقبين يرون أن ترامب حتى الآن لم يخرج من شخصية رجل الأعمال، الذي تتلخص حلول المشاكل لديه بإقصاء الأشخاص وطردهم، بدلاً من التروي والبحث عن حلول منطقية.

صحيفة الفايننشال تايمز كانت قد نشرت مقالاً قبل أسابيع اعتبرت فيه أن إدارة دونالد ترامب تدمّر نفسها، تعليقاً على إقالة بريبوس، مشيرة إلى أن ترامب يدفع بالمنظومة الدستورية إلى الدمار، ليس بسبب بذاءة لسان مساعديه وعدم لباقتهم، مثل سكاراموتشي، ولكن لأنه لم يفهم كيف تعمل المنظومة الأمريكية.

وفي تصريحات خاصة سابقة لـ"الخليج أونلاين"، أكدت الصحفية المختصة بالشأن الأمريكي، كندة قنبر، ما جاء في مقالة الفايننشال تايمز، واصفة ترامب بأنه "شخص منتهٍ"، ومتوقّعة أنه "إما لن يكمل ولايته، أو لن يعاد انتخابه في العام 2020، مع كل هذا التخبّط في البيت الأبيض، وفي سياسته الداخلية والخارجية".

لكنها في الوقت نفسه لفتت إلى أن ترامب يحاول إعادة ترتيب وصياغة فريق عمله، وقد تجلّى ذلك بتعيين وزير الداخلية، الجنرال المتقاعد جون كيلي، خلفاً لبريبوس.

ومع ذلك لم تُبدِ قنبر تفاؤلاً كبيراً حيال ما يمكن أن يحدثه كيلي من تغييرات؛ بسبب وجود "نوع من السطوة العائلية في الإدارة، والتأثير الكبير من قبل صهر ترامب، جاريد كوشنر، وابنته إيفانكا".

ترامب الذي وقف حزبه ضده في التصويت الأخير على قانون "أوباما كير"، واثق من إمكانية ترشحه لولاية رئاسية ثانية؛ فقد نشرت حملة إعادة انتخاب دونالد ترامب إعلاناً تلفزيونياً، الأحد، مدته 30 ثانية، يهاجم الديمقراطيين ويعدد إنجازات ترامب خلال الأشهر السبعة الأولى من توليه منصبه.

وعادة ما ينتظر الرؤساء في السلطة حتى انقضاء نصف ولايتهم الأولى قبل إعلان ترشحهم رسمياً، لكن ترامب أعلن اعتزامه ترشيح نفسه لولاية أخرى في نفس يوم توليه السلطة، وهو إجراء غير معتاد، سمح له ببدء حملة طويلة قبل الانتخابات المزمعة في نوفمبر 2020.

ويستخدم الإعلان الجديد نفس المقاطع المصورة والصور الثابتة التي التقطت من لقطة فيديو، والخط الذي استخدمه إعلان نشرته حملة "أمريكا أولاً"، وهي حركة سياسية يمكنها جمع وإنفاق مبالغ مالية لا حصر لها سراً. لكن القانون يحظر على حملة ترامب وسياسات "أمريكا أولاً" التنسيق فيما بينهم.

ولم تكشف حملة ترامب عن حجم المبلغ المالي الذي أنفقته على الإعلان، أو عن سبب القرار وراء نشره في هذا الموعد. ويقول الإعلان: "أعداء الرئيس لا يريدون له النجاح، لكن الأمريكيين يقولون: "لنترك الرئيس ترامب يؤدي عمله".. هل يمكن أن يرجو العالم من ترامب غير ذلك!".

 أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)