الرئيسية > شؤون دولية > 3 قتلى في هجوم حوثي على سفينة "ترو كونفيدانس" وواشنطن تتوعد ولندن تندد

3 قتلى في هجوم حوثي على سفينة "ترو كونفيدانس" وواشنطن تتوعد ولندن تندد

أعلنت الجهات المالكة والمشغلة لناقلة البضائع السائبة الجافة ترو كونفيدنس اليوم الخميس أن ثلاثة من أفراد طاقم لقوا حتفهم في هجوم صاروخي قبالة اليمن أمس الأربعاء. وأضافوا أن اثنين آخرين من أفراد الطاقم أصيبا بجروح خطيرة، وأن الأمواج تجرف السفينة بعيداً عن اليابسة ويجري اتخاذ تدابير لإنقاذها. وأوضحت الجهة المالكة أن "سفينة حربية هندية نقلت جميع أفراد الطاقم العشرين ومنهم 3 حراس مسلحين إلى جيبوتي". من جهته، قال الجيش الأميركي، أمس الأربعاء، إنه نفذ ضربات جوية ضد طائرتين مسيرتين في منطقة يسيطر عليها المتمردون الحوثيون باليمن بعدما "شكلتا تهديداً وشيكاً للسفن التجارية وسفن البحرية الأميركية في المنطقة". ولم توضح القيادة المركزية الأميركية ما إذا كانت الضربات قد نجحت.

وفي وقت سابق، قالت القيادة المركزية الأميركية إن ثلاثة بحارة قتلوا وأربعة جُرحوا في هجوم صاروخي شنته جماعة الحوثي اليمنية على سفينة تجارية، أمس الأربعاء، وهو أول حادثة ترد تقارير عن سقوط قتلى خلاله منذ بدء الحوثيين المتحالفين مع إيران شن هجمات على حركة الشحن في أحد المسارات البحرية الأكثر ازدحاماً على مستوى العالمي. وأعلن الحوثيون مسؤوليتهم عن الهجوم الذي تسبب في اندلاع حريق بالسفينة "ترو كونفيدنس" المملوكة ليونانيين وترفع علم باربادوس على بعد نحو 50 ميلاً بحرياً عن ميناء عدن على ساحل اليمن.

وذكرت القيادة المركزية الأميركية أيضاً في بيان أن الهجوم الصاروخي تسبب بـ"أضرار جسيمة" للسفينة.

في المقابل، أفاد تلفزيون "المسيرة" التابع لميليشيات الحوثي اليمنية بأن الولايات المتحدة وبريطانيا تستهدفان مطار الحديدة اليمني.

فزع بريطاني

في هذا الوقت، قال وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون إنه شعر بالفزع بعد أنباء حول مقتل بحارة في هجوم صاروخي شنه الحوثيون على سفينة تجارية في البحر الأحمر.

وكتب كاميرون في منشور على موقع "إكس"، "شعرنا بالفزع عندما سمعنا عن مقتل أفراد من الطاقم الدولي بالسفينة ترو كونفيدانس في هجوم للحوثيين في البحر الأحمر. قلوبنا مع عائلاتهم".

وأضاف المسؤول البريطاني "نندد بهجمات الحوثيين المتهورة والعشوائية على الشحن الدولي ونطالبهم بوقفها. سنواصل الدفاع عن حرية الملاحة وندعم أقوالنا بالأفعال".

واشنطن تتوعد

أميركياً، توعدت الولايات المتحدة بـ"محاسبة" المتمردين الحوثيين، وقال الناطق باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر للصحافيين "سنواصل محاسبتهم. ندعو الحكومات حول العالم للقيام بالأمر ذاته".

وأضاف ميلر أن هجمات الحوثيين على السفن "لم تعطل التجارة الدولية فحسب، ولم تؤدِ إلى اضطراب حرية الملاحة في مياه دولية فحسب، ولم تعرض البحارة إلى الخطر فحسب، بل قتلت الآن عدداً منهم".

ولدى سؤاله عمّا إذا كان الهجوم الأخير يكشف فشل الضربات الأميركية والبريطانية ضد الحوثيين، قال ميلر "لطالما أوضحنا أن هذه ستكون عملية طويلة الأمد، لردع هجمات الحوثيين وإضعاف قدرتهم على تنفيذها".

وأشار إلى أن الولايات المتحدة تشجع بلداناً أخرى على توضيح للحوثيين أن "هذه الهجمات غير مسؤولة".

قتيلان وجرحى

واستهدف صاروخ أطلق من اليمن ناقلة بضائع في خليج عدن، الأربعاء، حيث أعلن أفراد الطاقم، في البداية، مقتل شخصين وإصابة ستة بجروح، وفق ما أفاد مسؤول أميركي.

وألحق الصاروخ "أضراراً كبيرة" في السفينة المملوكة من ليبيريا، التي ترفع علم باربادوس، وفق المسؤول الذي أضاف أن "طاقمها بلغ عن قتيلين على الأقل وستة جرحى من أفراد الطاقم وهجر السفينة".

وذكر المسؤول أن الصاروخ هو الخامس المضاد للسفن الذي يطلقه المتمردون الحوثيون المدعومون من إيران في غضون يومين، مشيراً إلى أن اثنين (بمن فيهما الأخير) طالا سفينتين تجاريتين بينما أسقطت مدمرة أميركية ثالثاً.

وفي وقت سابق من الأربعاء، أعلن مصدر ملاحي أن ثلاثة أفراد من طاقم ناقلة البضائع السائبة "ترو كونفيدانس" التي ترفع علم باربادوس فقدوا، وإن أربعة آخرين أُصيبوا بحروق خطرة بعد تعرض السفينة لأضرار قبالة اليمن. وأضاف المصدر الذي طلب عدم نشر اسمه أن السفينة قد هُجرت على ما يبدو.

وأفادت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية بأن سفينة تجارية تعرضت لأضرار في هجوم جنوبي اليمن وأن قوات التحالف تقدم الدعم للسفينة.

في هذا الوقت، قال مالك السفينة "ترو كونفيدانس" إن السفينة أصابها صاروخ على بعد 50 ميلاً بحرياً جنوب غربي عدن.

دخان وانفجار

وقال مسؤول دفاعي أميركي إن الدخان شوهد يتصاعد من ناقلة البضائع السائبة "ترو كونفيدانس" التي ترفع علم بربادوس قبالة الساحل الجنوبي لليمن قرب عدن.

وأضاف المسؤول، الذي طلب عدم نشر اسمه، أن زورق نجاة شوهد، أيضاً، في المياه قرب السفينة من دون تقديم مزيد من التفاصيل.

وكانت وكالة "أمبري" البريطانية للأمن البحري أفادت، الأربعاء، بأنها تلقت بلاغاً عن "انفجار" قرب سفينة شحن ترفع علم بربادوس ومملوكة أميركياً على بُعد 57 ميلاً بحرياً (105.5 كيلومتر) إلى جنوب غربي عدن في اليمن.

وقالت الوكالة إن "سفينة قريبة أبلغت عن انفجار بالقرب من ناقلة البضائع المملوكة للولايات المتحدة، التي ترفع علم بربادوس"، محذرة السفن التجارية الأخرى بالابتعاد عنها.

وقُبيل ذلك، أشارت "أمبري" إلى أن السفينة بدأت في تغيير مسارها بعدما "اعترضتها قطعة قدم ركاب عليها أنفسهم على أنهم (البحرية اليمنية)"، وهو المسمى الذي يستخدمه المتمردون الحوثيون.

إنقاذ

وأبلغت وكالة "يو كاي أم تي أو" التابعة للبحرية البريطانية عن "هجوم" إلى جنوب غربي عدن، من دون إعطاء مزيد من التفاصيل.

وتحثت "أمبري" لاحقاً بأن تقارير أخرى أفادت بأن "عمليات إنقاذ تجري وأن بعض أفراد الطاقم في زوارق نجاة"، وقالت: "رصدنا سفينة للبحرية الهندية في محيط آخر موقع معروف للسفينة المتضررة".

وأشارت إلى أن التقارير أكدت إصابة الناقلة وتعرضها لأضرار.

هجمات متواصلة

وإذ لم تُعلن أي جهة مسؤوليتها عن الحادثة حتى الساعة، فإنها تأتي في سياق هجمات متواصلة في منطقة البحر الأحمر وخليج عدن ينفذها الحوثيون.

وأعلن المتمردون الحوثيون المدعومون من إيران منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني)، استهداف سفن تجارية في البحر الأحمر وبحر العرب يشتبهون بأنها مرتبطة بإسرائيل أو متجهة إلى موانئها، ويقولون إن ذلك يأتي دعماً لقطاع غزة الذي يشهد حرباً بين حركة "حماس" وإسرائيل منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول).

ولمحاولة ردعهم، تنفذ القوات الأميركية والبريطانية ضربات على مواقع تابعة للحوثيين في اليمن منذ 12 يناير (كانون الثاني).