ذكرت صحيفة الفايننشيال تايمز الأمريكية ان الرئيس الأمريكي باراك أوباما يهدف من القمة الأمريكية الخليجية المرتقبة فى كامب ديفيد ان يظفر بقبول دول مجلس التعاون الخليجي بالاتفاق النووى الأخير الذى ابرمته واشنطن وحلفاؤها الغربيون مع ايران على الرغم من علمه بوجود شكوك خليجية واضحة حول نوايا طهران وأطماعها فى منطقة الشرق الأوسط.

وقالت الصحيفة فى عددها الصادر أمس الاثنين : إن أوباما يواجه أيضا مهمة أوسع نطاقا فى الواقع تحدد رؤيته لتوازن جديد للقوى في المنطقة التي تعاني من الصراعات السياسية والطائفية وذلك على اصداء لحظات تراها الولايات المتحدة ملهمة للشرق الأوسط تحققت فى نفس المكان فى عام 1978.

أما القادة الخليجيون فسيختبرون الرئيس الأمريكي ومدى التزامه بالتضييق على نفوذ ايران وتوسعاتها فى المنطقة فى لبنان وسوريا والعراق واليمن. ونقلت الفايناشيال تايمز عن السفير البريطاني السابق في المملكة العربية السعودية جون جينكينز قوله ان الاتفاق النووي هو العامل الحاسم في المنطقة، وبالتالى لابد من الاجابة على سؤال مهم: هل الاتفاق النووى مع طهران يأتى فى إطار جهود لاحتواء إيران أم انه يمهد لتوسع المصالح والهيمنة الإيرانية فى نهاية المطاف.

وكان أوباما قد دعا الى هذه القمة فور أن أعلن المفاوضون الأمريكيون فى مارس الماضى انهم توصلوا لاتفاق إطاري مع طهران للحد من برنامج ايران النووي بشكل كبير في مقابل رفع العقوبات الاقتصادية. وأمام الانتقادات الصارخة لسياسة أوباما النووية مع ايران من قبل الكونجرس، ظل الرئيس الأمريكي يبحث عن وسيلة لطمأنة حلفاء الولايات المتحدة في الخليج أن الولايات المتحدة ستظل على الدوام شريكا قويا لهم.

وتضيف الصحيفة ان الرئيس الأمريكي لا يزال يجاهد لاتخاذ سلسلة من التدابير الرامية إلى إقناع قادة دول الخليج فى كامب ديفيد ان واشنطن لن تسمح لايران بأن تمارس هيمنتها فى المنطقة وذلك عن طريق تقديم عدد من المبادرات الأمنية المشتركة بين الولايات المتحدة ودول الخليج، وقد ألمح الى ذلك وزير الخارجية الأمريكي جون كيري فى وقت سابق.

وقد سبق وأعربت دول الخليج عن حاجتها لضمانات واضحة تؤكد الالتزام الأمريكي بصد التوسعات الايرانية فى المنطقة. واعربت الصحيفة عن توقعها بان تكون مباحثات شراء أسلحة أمريكية متقدمة على طاولة المفاوضات. كما نقلت الصحيفة اهتمام المملكة العربية السعودية بالوضع الحالي فى اليمن ونقلت سعيها لحل سياسي مع الاستمرار في مهاجمة خطوط إمداد الحوثيين ومواقعهم شمال صعدة، واضافت ان الجود السعودية فى اليمن هى جزء من الرؤية المتكاملة التى تراها المملكة والتى ستعبر عنها بوضوح فى كامب ديفيد.