يقول تقرير لمنظمة العفو الدولية أن مضادات الطيران التي يستخدمها الحوثيون في العاصمة صنعاء تعتبر سبب رئيسي لسقوط المدنيين. وبحسب تقرير لموقع "ميديل أيست أي" البريطاني فأن سكان العاصمة اليمنية صنعاء يعانون بشكل كبير من أصوات الإنفجارات التي تحدثها المدافع المضادة للطائرات والتي تطلقها جماعة الحوثي في الأحياء السكنية والتي تسببت بمقتل الكثير من المدنيين.
ويضيف التقرير أن المئات من ذخائر مضادات الطائرات والتي تطلق بشكل سريع من على عربات متنقلة أو ثابتة بزاوية عالية، قد سيطر عليها الحوثيون العام الماضي عندما عصفت الأحداث بالعاصمة اليمنية صنعاء وتم الإطاحة بحكومة الرئيس عبدره منصور هادي. هذه المعدات إلى جانب الملايين من الدولارات ، بحسب التقرير ، قد حصلت عليها اليمن من الولايات المتحدة الأمريكية .
هذه المدفعية التي يعتبرها الحوثيون من أجل حماية المدنيين من ضربات طيران التحالف العربي قد ثبت أنها تتسبب بمقتل المدنيين . حيث أكد الطبيب الجراح في مستشفى الثورة ، هادي حمدين ، أن العشرات قد قتلوا فيما جرح المئات بسبب الشضايا التي تسببها قذائف هذه الأسلحة والتي تتساقط في الأحياء السكنية.
وأضاف حمدين أن اكثر من نصف الناس الجرحى في المستشفى بسبب مضاد الطيران ، فمثلا إحدى الحالات الشهر الماضي خباز في الثلاثين من العمر كان يقف أمام محله في وسط العاصمة صنعاء عندما اصيب بضربة في الرأس بواسطة شظية قذيفة مضاد للطيران. هذا الرجل كان قد فارق الحياة عند وصوله إلى المستشفى.
وقال علي عبدالودود وهو جار الخباز المتوفي أن مقتله قد نشر الخوف بين الجيران ، وقال بعد مقتل نجيب [الخباز] معضمنا اصبح يعيش في خوف من ترك المخبز أو منازلنا عندما نسمع أصوات مضادات الطيران فنحن لا نريد أن يتم ضربنا كما حصل لنجيب.
وفي تقرير نشر الاسبوع الماضي لمنظمة العفو الدولية يقول التقرير أن ذخيرة مضادر الطيران والتي يتم اطلاقها بواسطة جماعة الحوثيين المسلحة في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية قد أدت لوقوع خسائر واصابات في أوساط المدنيين.
ويقول التقرير أن انصار الله المدعومين من إيران رغم اعترافهم انهم لم يتمكنوا من إسقاط أي طائرة مقاتلة حتى الان إلا أنهم يدعون أن مضاد الطيران يمنع طيران التحالف من التحليق بشكل منخفض فوق المدينة فيسبب مزيد من الأضرار. ويقول الناشط الحوثي حسين البخيتي "إن استخدام مضاد الطيران هو من أجل منع مقاتلات التحالف من النزول إلى إرتفاع اكثر من 3.5 كيلومتر وبالتي فقد تتمكن من ضرب أهداف خاصة". وقال أن الحوثيين يستخدمون فقط نوع من الأسلحة التي تنفجر في الجو وهذا يعتبر آمن إلى حد كبير على الناس. وأضاف إذا لم يستخدم الحوثيون هذه الأسلحة فسيتم امطار صنعاء بالقنابل ولن يتمكن المدنيون من مغادرة منازلهم.
الإختباء في المنازل
وأورد تقرير موقع "الميديل إيست أي" قصة خيري حسن وهو سائق تكسي سابق بالأربعين من العمر حيث أفاد أنه ترك عمله في قيادة سيارة الأجرة في إبريل عندما سقطت طلقة رصاص من السماء فوق غطاء محرك سيارته وقال "هذه رسالة من الله لأجلس في البيت خلال لحظات القصف". وبحسب التقرير فأن سيارة الأجرة هذه كانت هي مصدر الرزق الوحيد لخيري حسن والذي يعيش مع زوجته وأربع بنات في شقة صغيرة في إحدى حارات العاصمة صنعاء.
إلى ذلك قال حزام وهمو مسؤول في وزارة الداخلية الخاضعة لجماعة الحوثي أن على السكان البقاء في منازلهم في أوقات القصف . وأضاف "إذا كان هنالك شخص ما في الشارع ويدأ يسمع القصف فعليه الإختباء فورا في أقرب سوبر ماركت أو مطعم أو أي منزل حتى يتحاشى سقوط رصاصات المضاد للطيران" وقال حزام "ممكن أن ييضيع الناس ساعات في المنزل لكنهم سيحافظون على حياتهم".
ويقول حزام ، معزي الأمر إلى افتقار السكان للوعي "أن معظم السكان يصعدون إلى أسطح المنازل لمشاهدة وتصور القصف والطائرات الحربية والمناطق التي يتم قصفها وهذا بالتأكيد يشكل خطر على حياتهم.