الرئيسية > محلية > قلعة «القاهرة» الأثرية ضحية عدوان الحوثيين

قلعة «القاهرة» الأثرية ضحية عدوان الحوثيين

قلعة «القاهرة» الأثرية ضحية عدوان الحوثيين

تهاوت «قلعة القاهرة» بمدينة تعز (جنوب)، أحد أبرز المعالم الأثرية التاريخية اليمنية، ضحية جديدة للمتمردين الحوثيين والقوات الموالية للرئيس المخلوع علي صالح، لتتناثر أحجارها العتيقة على امتداد محيط صاخب بدوي الانفجارات والرصاص الحي، بعد قرون من الشموخ في السفح الشمالي لجبل صبر، الذي فقد بانهيار القلعة القسري أبرز مكتنزاته الحضارية الضاربة بجذورها في أعماق التاريخ اليمني القديم.

اختزلت «قلعة القاهرة» وعلى امتداد قرون خلت جزءاً محورياً من الذاكرة التاريخية اليمنية، التي لا تزال تحتفظ بروايات متطابقة تسرد قصة وأحد من أبرز الشواهد الحضارية الذي يرجع تاريخ إنشائه لحقب سابقة على ظهور الإسلام، قبل أن يتحول ذات المعلم إلى مجرد مخزن للسلاح وإحداثية استهدفتها غارات طائرات التحالف، ليختزل مشهد الانهيار القسري للقلعة التاريخية ذكريات لزجة وقاتمة تفنن فيها الحوثيون في ابتكار أساليب مروعة لتحويل خصومهم والعديد من الضحايا الأبرياء إلى جزء من محيط مواقع مستهدفة بعد وضعهم كمحتجزين بانتظار ضربات جوية وشيكة، في مقاربة مخجلة تكشف مدى استخفاف المتمردين بحياة الإنسان والمكتنزات التاريخية.

تتكوّن «قلعة القاهرة» التي جدد بناءها في القرن الخامس الهجري عبدالله بن محمد الصليحي أحد أبرز حكام اليمن القدماء من جزأين الأول يسمى «العدينة» ويضم حدائق معلقة على هيئة مدرجات شيدت في المنحدر الجبلي، وسداً مائياً وأحواضاً نحتت وشيدت في إحدى واجهات الجبل، إلى جانب القصور التي تتناثر في أرجائه محاطة بالأبراج والمنتزهات، حيث تتوزع في هذا الجزء أربعة قصور هي: «دار الأدب ودار الشجرة ودار العدل ودار الإمارة» والأخير كان خاصاً بالملك وحوّل إلى قصر للضيافة، وهو خاص باستقبال الضيوف فضلاً عن الأنفاق التي تربط القصور بالخارج بأنفاق وممرات سرية.

كما يتألف الجزء الثاني من القلعة والذي يسمى ب«منطقة المغربة» من عدد من القصور وأبراج الحراسة ومخازن الحبوب وخزانات المياه، كما يعد سور القلعة أحد الشواهد التاريخية المهمة على تاريخ مدينة تعز، إذ شيد قديما ليحوي كل أحياء المدينة القديمة التي يعتقد أنها تأسست في عهد الدولة الصليحية في «القرن السادس الهجري الثاني عشر الميلادي»، وقد شيد بطريقة هندسية بالغة التعقيد بارتفاع 120 متراً وبسمك أربعة أمتار محتوياً على وحدات الخدم وغرف حراسة، لا يزال بعضها باقياً حتى اليوم.

وحمّل المؤرخ اليمني البارز بتعز عبد الجبار درهم القدسي في تصريح ل«الخليج» الحوثيين والقوات الموالية للرئيس المخلوع مسؤولية تدمير قلعة القاهرة بتعز، معتبراً أن تحويل القلعة إلى مخزن للسلاح وتمركز المتمردين هو ما تسبب في تحويلها إلى هدف عسكري لقوات التحالف التي في الاغلب تعاملت مع الموقع باعتباره موقعاً عسكرياً وليس باعتباره معلماً تاريخياً يقترن لدى أبناء تعز واليمنيين بشكل عام بواحدة من أبرز حقب التاريخ اليمني القديم.

 أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)