الرئيسية > تحقيقات وحوارات > بحاح يؤكد على دور مصر ويكشف سبب فشل جنيف وأهداف الحكومة ... والحوثيون لا يستطيعون إدارة دولة

بحاح يؤكد على دور مصر ويكشف سبب فشل جنيف وأهداف الحكومة ... والحوثيون لا يستطيعون إدارة دولة

بحاح يؤكد على دور مصر ويكشف سبب فشل جنيف وأهداف الحكومة ... والحوثيون لا يستطيعون إدارة دولة

قال المهندس خالد محفوظ بحاح في لقائه مع رؤساء تحرير صحف مصرية في القاهرة "اشتقنا لمصر .. ونريد جميعًا كيمنيين عودة دورها الريادي .. ونعلم أن تعافى اليمن - وكل الإقليم العربي - يمثل تعافيًا لمصر أيضًا .. ولا تنسوا أهمية باب المندب لكم.

ويضيف: إن مصر بالنسبة لأبناء اليمن ليست كأى دولة أخري، وتأثيرها السياسى والثقافى والإنسانى معروف فى اليمن منذ عقود، ولذلك فإننا فى اليمن نتساءل: أين مصر؟ نحن نريد من مصر أن تقوم بدورها فى تحقيق التكامل القومى العربي، وأن تكون حاضرة لحماية المنطقة من أى تدخل إقليمي .. وأكد أن زيارته لمصر ليست تقليدية أو عابرة، كما أنها لن تكون الأخيرة .. وسوف تتكرر .. وقد أعود بعد أسبوعين.. فنحن لدينا شوق لمصر.

ولفت بحاح، إلى أن الوضع فى اليمن ليس كما يعتقد بعض الأشقاء فى مصر، كالوضع فى ليبيا أو سوريا، لأن اليمن قضيته أقل خطرًا، لماذا؟ لأن أبناء اليمن- على حد قوله- يمكنهم فى أيام قليلة العودة للاتفاق والجلوس معًا مهما كانت الفجوة عميقة بينهم، هكذا هم اليمنيون؛ يتشاجرون لكنهم يعودون بسرعة إلى الاتفاق، وهذا ما نأمله قريبًا.

سألناه عن لقائه مع الرئيس السيسي، فأجاب، إنها المرة الأولى التى أتعرف فيها على فخامة الرئيس السيسي، وكنت قد سبق لى أن إلتقيت الرئيس الأسبق مبارك فى المكان نفسه من قبل، وقد لمست فى فخامة الرئيس روح الصدق والحزم معًا، وهو حزم ليس بالكلام، بل بالروح وعقلانى أيضًا، وقد صدقت الرئيس السيسي، حين أكد لى أن مصر تسير فى الاتجاه الصحيح.

وفى هذا الصدد، قدمت للسيد الرئيس مقترحًا بأن يكون مجلس التنسيق اليمنى - المصرى برئاسة رئيسى وزراء البلدين فى حالة انعقاد دائم، ورحب الرئيس السيسى بذلك، والواقع أننا فى اليمن نريد تفعيل الحوار، بحيث لا يقتصر فقط على الجانب السياسي، بل يمتد إلى ما هو استرتيجى وإعلامى وغير ذلك، وهنا سألناه: وماذا عن الحديث عن الإخوان فى اليمن؟ قال: نحن ننتظر الكثير من مصر فى الملف الأمني، وإذا دخلت مصر إلى هذا الملف فنتوقع أنها سوف تتعامل مع كل الأطراف على مساحة واحدة.

وحول مناقشة مسألة تأشيرة اليمنيين للدخول إلى مصر؟ قال بحاح، إننا فى اليمن متألمون من فرض مصر تأشيرة دخول على اليمنيين، وهو مالم يحدث معنا أبدًا منذ عام 1945، كنا ندخل مصر دائمصا بدون تأشيرة، ونتساءل: ما ذنب مريض جاء يتلقى العلاج فى مصر؟ وما ذنب الطلاب الذين يتلقون العلم؟ والواقع أن الرئيس السيسى كان موافقًا على هذه الرؤية، لكنه طلب إجراء دراسة أمنية حول الموضوع، ونحن نريد آلية تحمى البلدين، وتحقق مصالح الجميع.

كما سألناه، ماذا يجرى فى جنيف؟ قال إنه فى أى نزاع لابد من توقف ما واللجوء إلى ملجأ آخر، فكانت جنيف، ذهبنا إلى الأمم المتحدة عندما فشل الإقليم فى احتواء الأزمة.. نعم.. لقد تم اختطاف الملف اليمنى من الدول العربية لحساب أطراف أخري.. وهكذا تم اختيار جنيف كمكان محايد.. وكانت رؤيتنا نحن- باعتبارنا الحكومة الشرعية- أن الحل سيكون على مرحلتين؛ أولا استعادة الدولة، وثانيا استئناف العملية السياسية من حيث كانت قد توقفت. وبطبيعة الحال، لا يمكن إجراء عملية سياسية والدولة مسلوبة.. لابد من استعادة الدولة.

وكان قد تم الاتفاق على أن يكون وفد الحكومة من سبعة أشخاص، ووفد الحوثيين من سبعة أيضًا، فإذا بهم يرسلون 22 شخصًا.. وراح هؤلاء الـ 22 يتشاجرون فيما بينهم لأن كل واحد منهم له أجندته الخاصة به، ولم تستطع الأمم المتحدة راعية المفاوضات ضبط إيقاع الأمور اللوجيستية، أى العملية التنظيمية.

الأمم المتحدة كما هو معروف تكتب الروشتة لكنها لا تقدم العلاج، إن الذى يقدم العلاج هى الدول، لكننى أود أن أؤكد هنا أننا لدينا نفس طويل، وأننا فى الوفد الحكومى لدينا ثلاث مرجعيات نرى أن التفاوض يجب أن يرتكز عليها؛ وهي: قرار مجلس الأمن 2216 الذى أصدره قبل عدة أسابيع، ومخرجات الحوار الوطني، والمبادرة الخليجية.. وطبعًا الحوثيون جاءوا للتعطيل.. ومن ثم فإنه يمكن القول: إن الأمور لم تستقر فى جنيف بعد.

وعن مطالب الحوثيون، أجاب بحاح: يريدون الاحتراب. إنهم لا يستطيعون أبدًا إدارة الدولة لأن قدراتهم هى فقط إدارة حرب. وأريد هنا التأكيد على حقيقة أساسية، هى أن الصراع فى اليمن ليس صراعًا يمنيًا - سعوديًا، كما يحاول البعض الإيهام بذلك، بل هو صراع يمنى - حوثي.. ومن حق الأشقاء فى السعودية الدفاع عن أنفسهم لأنهم لا يمكنهم أبدا أن يسمحوا على حدودهم بوجود «حزب الله» آخر، وبالنسبة لعلى عبد الله صالح فإن الذى تتملكه الآن هى الروح الانتقامية (إما أن أحكمكم أنا.. أو لا دولة لكم عندي.. إما أنا أو لا شيء!).

وفيما يتعلق برؤيته للمشهد اليمنى الآن، قال لابد أن نستعيد الدولة ونعيد بناء جيش وطني.. وهذا هو أهم ما نحرص عليه الآن.. وسوف ندير المشهد السياسى بعقلانية.. ويعرف الجميع أن الدولة انهارت فى 2011 وانكسر الجيش، وكان هناك سوء إدارة وإخفاق أدى إلى ضعف الدولة.. ويتحمل المسئولية عن ذلك كل من قاد الدولة آنذاك.. والخلاصة أن التحدى الآن هو أن الذين فى الداخل ( يقصد الحوثيين) لا يستطيعون الحكم.. ولا الذين فى الخارج (يقصد الرئيس هادى وحكومته) يستطيعون الحكم.. ويجب حل هذه المعضلة كى لا يضيع اليمن!.

 

نقلا عن الأهرام