الرئيسية > تحقيقات وحوارات > نجل الشهيد الرجوي الأكبر يكشف لـ"مندب برس" بعض خفايا تصفية الحوثيين لوالده وتفاصيل أخرى (حوار)

نجل الشهيد الرجوي الأكبر يكشف لـ"مندب برس" بعض خفايا تصفية الحوثيين لوالده وتفاصيل أخرى (حوار)

نجل الشهيد الرجوي الأكبر يكشف لـ"مندب برس" بعض خفايا تصفية الحوثيين لوالده وتفاصيل أخرى (حوار)

كانت حادثة مقتل أمين الرجوي، القيادي بأحزاب المشترك بمحافظة إب، والسياسي الكبير الذي كان رحيله خسارة للعديد من القوى السياسية في المحافظة، وهو ما انعكس من خلال حشود المشيعين لجنازته.

 

"مندب برس" حاول التعرف على العديد من الجوانب الشخصية للفقيد الرجوي، وعلى التفاصيل التي لم تعلن حول حادثة مقتله من خلال هذه المقابلة التي أجريناها مع نجله الأكبر معاذ الرجوي، وننشرها لقرائنا كأول مقابلة صحفية لأسرة الرجوي.

 

المهندس معاذ أمين الرجوي هو النجل الأكبر للفقيد وهو مهندس مدني متخرج من جامعة إب ويليه أربعة أولاد هم أسامة وعمار وعمرو وأكرم بالإضافة إلى بنتان هما إصلاح وأفنان.

 

في البدء عظم الله أجركم ورحم الله والدكم وأحسن عزائكم

شكر الله لكم ونحمد الله الذي لا يحمد على مكروه سواه , ورحم الله والدي الشهيد فبالرغم من الألم الذي يعتصر قلوبنا والفاجعة التي ألمت بنا برحيل الولد إلا أننا لن نقول إلا ما يرضى ربنا ( إن العين لتدمع وأن القلب ليحزن وإن لفراقك يا والدي لمحزونون).

عزاؤنا الوحيد أن والدي الشهيد لم يعيش لنفسه وأهله فقط بل عاش لدينه ومبادئه وقيمه ووطنه، عزاؤنا أنه استشهد مقبلاً غير مدبر صامداً صابراً محتسباً ثابتا لم يتزحزح أو يتراجع أو يجبن , ليلقى ربه شهيداً ولا نزكى على الله أحدا .

عزائنا وجدناه في تلك الجموع الحاشدة التي شيعته ومئات الرسائل والعبارات التي نعته وتلك الذكرى الطيبة الحميدة التي خلدها الشهيد في وجدان وعقول الناس بفضل الله.

سيضل والدي الشهيد حياً فينا وسنكون كما ربانا ولن يجدنا إلا حيث أمرنا وأوصانا سنكرم من أحب , ونوصل من صاحب , وسنمضى على دربة الميمون وعلى خطاه سائرون فلقد كان فينا نعم الأب والمربي وأعظم قدوة وأوف صديق و أكرم جار وأشجع قائد .

 

سنبدأ من لحظة اختطاف الشهيد.. هل بالإمكان أن تعطونا تفاصيل الاختطاف وكيف تم ؟

تم اختطاف والدي رحمه الله عبر استدراجه من قبل الجناة من خلال اتصال هاتفي من أحد قياداتهم بالمحافظة، يدعى فضل المطاع.

 

من هو فضل مطاع ؟

هو أحد قيادات الحوثية التي قدمت للمحافظة وهو عضو مؤتمر الحوار الوطني عن جماعة الحوثي و كان ممثل الحوثيين في لجنة التواصل التي تشكلت بالمحافظة للأطراف السياسية.

وبعد اتصال المدعو المطاع بالوالد مستغلا حب الوالد لحل قضايا الناس والتواصل مع كل الأطراف وعدم القطيعة مع أحد وحسن ضنه بالآخرين.

وكان ذلك يوم الاختطاف بعد ظهر الجمعة الموافق ? ابريل ????م وطلب منه الالتقاء في إدارة المحافظة لحل عدد من القضايا التي تتطلب وجوده بشكل عاجل، فذهب الوالد وهناك غدروا به واختطفوه.

 

من هم؟

الذين اتصلوا به واستدرجوه، وهم المدعو فضل المطاع، والمدعو محمد عبد الجليل الشامي المعين من قبل الحوثيين مديرا لأمن المحافظة، ومن هناك بدأت رحلة الوالد في غياهب الاختطاف ثم التصفية من قبل الجناة.

 

هل تمكنتم من زيارة والدكم بعد اختطافه ؟

كانت لنا زيارة مرتين في يوم واحد إلى مبنى إدارة الأمن السياسي بالمحافظة بعد اختطافه بعدة أيام.

 

ماذا جرى في تلك الزيارة ؟

طبعا لم يسمح لي ولا لأخي أسامة أثناء الزيارة الإنفراد بوالدنا المختطف لديهم، بل أن الزيارة الأولى كانت مع بعض قيادات أحزاب المشترك بالمحافظة وعدد من القادة السياسيين الآخرين، بينما الزيارة الثانية كانت برفقة الشيخ عبد الواحد صلاح وكيل المحافظة حينها، وخلال الزيارتان لم يسمح لنا بإجراء أي لقاء منفرد به بل كانت قيادات الحوثي بمن فيهم الأمن السياسي بحوارنا أثناء الزيارتان.

 

وكيف تمت الزيارتان؟

بالطبع لم تتم إلا بعد جهد جهيد وضغوط سياسية كبيرة على قيادة الحوثي وأجهزتهم الأمنية في إب، ومع ذلك لم يسمح لنا بالجلوس معه على انفراد وإنما بحضورهم.

 

ما الحديث الذي دار بينكم أثناء زيارتكم تلك ؟

المقام لا يسمح الآن فهناك الكثير من التفاصيل، سنطرحها بشكل مفصل للناس بكل شفافية في الكتاب الذي ننوي إصداره عن الوالد رحمه الله، ولا يكمن أن نخفي شيئا عنه، فوالدي رحمه الله من الناس وإليهم وقد مضى حياته في خدمة الناس وارتقى شهيدا في سبيل الله وفي سبيل خدمة الناس وقضاياهم وهذا هو عزائنا فيه رحمه الله.

 

هل سبق وان تعرض الفقيد للتهديد؟

نعم سبق تهديده بالاختطاف والتصفية من قبل قيادات الحوثي وأعوانهم حيث تعرض للعديد من التهديدات.

 

ماذا كان موقفه من تلك التهديدات ؟

كان والدي رحمه الله مصراً على المضي قدماً في الحوار كعادته وكل همه تجنيب محافظة إب الاحتراب مهما كلفه ذلك حتى حياته وهو ما تم بالفعل.

 

كيف استقبلتم نبأ وفاة الوالد؟

كما تعرفون أن والدي شخصية اجتماعية معروفة سرعان ما تم تداول أخباره إلينا حتى بلغنا من كثيرين أن جثة والدي الشهيد موجودة في مستشفى ذمار العام ، فتحركت بعدها إلى محافظة ذمار.

وفى المرة الأولى لم أتمكن من الوصول للتحقق من الجثة، حيث كان هناك من يمنعنا من قبل الحوثة فرجعت بعدها إلى إب دون التوصل لنتيجة أكيدة، وللأسف بلغت هذه الأخبار الإعلامية مسامع والدته جدتي الحبيبة ، حيث بلغها نبأ وفاة فلذة كبدها الوحيد وأنه قد أستشهد فتوفت من هول الصدمة على الفور رحمها الله تعالى.

 

سمعنا جميعا بذلك فهل يمكنك أن تخبرنا كيف حدث ذلك؟

كنا نحاول قدر الإمكان إخفاء الأمر عنها منذ اختطافه لشدة حبها له بالطبع كونه ابنها الوحيد ، ولكن قلب الأم كان أسرع منا فعرفت بالاختطاف لأنها كانت قد اعتادت أن يزورها الوالد بانتظام ويهاتفها إن انشغل عن الزيارة أو سافر ، وبعد معرفتها حاولنا حجز موعد لها لزيارته فتواصلنا ووسطنا الكثيرين لكن الجناة كانوا يرفضون وبشدة وبتبلد تام عن أي مشاعر إنسانية بل لم يرحموا حالها عندما أوصلناها إلى بوابة الأمن السياسي لعلهم يرقون لحالها ولكن الإجرام انتزع منهم كل مشاعر أو ذرة من ضمير إنساني، واقتهرت وانهارت وزاد الألم عليها مع كل محاولة تقابل بالرفض.

ثم لما أحست باستشهاده، لأن قلب الأم أسرع من كل وسائل التواصل فتوفت كمدا وحسرة، رحمها الله تعالى رحمة الأبرار.

حينها انشغلنا باستقبال عزائها وما إن انتهينا من ذلك حتى عاودت الكرة على محافظة ذمار، وهذه المرة استطعت الوصول إلى الجثث في ثلاجة مستشفى ذمار العام، وتعرفت على جثته من بين العديد من الجثث فعرفتها مباشرة وهنا أصابتني صدمة وذهول لم أعرفهما في حياتي من الموقف الذي لم أكن أتمناه ولا يتمناه أحد في حياته ، ولكنى دعوت الله أن يعينني وتماسكت لما يقتضيه الموقف.

وبعدها رأيت أنه لابد أن يأتي أخواي أسامة وعمار لروية الجثة، والتأكد معي، فتواصلت معهم وبدأت بالتمهيد لهم باعتباري الأخ الأكبر والمسئول الأول عن الأسرة بعد والدي الشهيد رحمه الله وكان هذا التمهيد تخفيفا لهم، ثم لحقوا بي وتأكدوا كذلك من كل العلامات التي نعرفها بجسم والدي رحمه الله.

 

بعد التأكد كيف نقلتم الجثة من ذمار إلى إب ؟

بعد التأكد العام من الجثة وأنها جثة والدي الشهيد تكتمت عليها خوفا من القتلة أن يصادروها كما صادروا غيرها أو يبتزونا بها أو يمنعونا من الدفن كما حدث لغيرنا وبدأت بالاستعانة ببعض الأشخاص الخيرين من محافظتي إب وذمار وعملنا معا على إخراج الجثة بشكل سري حيث ان عناصر مليشيا الحوثي وضعت أشخاص تم تكليفهم بعرقلة خروج الجثة حتى لا تنفضح جريمتهم حتى أنهم عندما سألوني هل تعرفت على الجثة أخبرتهم أنها غير موجودة ضمن الجثث وهذا كان إلهاما من الله رغم صعوبة الموقف.

ومع ذلك نصبوا الحواجز والعراقيل لمنع خروج أي جثة بغير علمهم خصوصا جثة والدي وذلك لمنع فضح حجم جرائمهم ، فتجاوزت هذه العراقيل بفضل الله وبجهود الخيرين والتي كانت جهود كبيرة تمكنا خلالها من إخراج الجثة بطريقة ما ونقلها إلى إب بصورة سرية تامة لتجنب الميليشيات، وعراقيلها وأثناء ذلك كان قد تسرب الخبر عبر وسائل الإعلام فحاولنا قدر الإمكان التكتم على الموضوع خشية إخفاء الجثة أو مصادرتها من قبل الجناة.

وأثناء ذالك كنا نتلقى اتصالات حول تأكيد الخبر من عدمه، وهو ما زاد من الضغوط النفسية علينا، وحاولنا قدر الإمكان الاعتذار للمتصلين بمن فيهم مراسلكم دون تأكيد أو نفي حتى أوصلنا الجثمان إلى إب وعندها أعلنا بشكل رسمي نبأ استشهاده.

 

كيف وجدتم موقف الناس من جريمة تصفية والدكم؟

كل الشرفاء والخيرين في هذه المحافظة خصوصاً وفي مختلف أرجاء الوطن عموما ومن مختلف المكونات والاتجاهات كما لاحظ الجميع كانوا متألمين عليه ألما شديد لا ينقص عن ألمنا نحن كأسرة من جريمة التصفية والاغتيال التي نفذها الجناة بحق والدي الشهيد بعد اختطافه، وذلك لأن الجميع يعرفون أن والدي الشهيد كان رجل سلام ومنهجه الحوار وكان كل همه تجنيب المحافظة المشاكل والفتنة التي انتشرت بالوطن وقد رأى الجميع بأم أعينهم حجم التشيع المهيب لجثمانه الطاهر وجنازته التاريخية رحمة الله كانت أعظم رسالة لحب الناس له حيث احشد الناس في ذلك اليوم لتشييع جثمانه الطاهر في تعبير صريح وواضح عن مدى حبهم له ووفاءهم لمسيرته النضالية.

 

أين وصلت القضية في الوقت الحالي ؟

>> أنتم تعلمون أن والدي أستشهد مغدور به ، والحمد الله أنة غرمائه معروفون فهم يعرفون أنفسهم والناس يعرفونهم وقضية استشهاده قضية عامة قبل أن تكون خاصة بنا، والناس قد حاكموا الجناة وأصدروا حكمهم عليهم عبر التشييع وبالنسبة لنا سنطرح الجريمة على القضاء في حينه.

 

متى سيتم ذلك وهل بدأت الإجراءات ؟

سيتم كل شيء في حينه والقضاء هو الذي سيأخذ بحق والدي وسيحكم بإذن الله بالقصاص العاجل والعادل لكل من تورط في هذه الجريمة وسينال كلا جزاءه وفق نسبة تورطه بشكل مباشر أو غير مباشر.

 

ألا توجد طرق أو طريقة أخرى غير ما ذكرت ستسلكونها خصوصا مع غياب الدولة ومؤسساتها في الوقت الحالي؟

والدنا رحمه الله كان مدرسة تربينا على يده تشربنا منه ثوابت السلمية والحوار والسلام والمدنية ولن نحيد عن ذلك قيد أنملة.

 

ولكن هناك دعوات كثيرة فيها ما هو مشبوه بالطبع دعت للثأر للفقيد؟

لسنا ممن ينتهج طريق الثأر الشخصي وهذه مدرسة والدي رحمة الله التي تخرجنا منها.

 

حزب الإصلاح كحزب ينتمي إليه والدك ويعتبر أحد قادته البارزين ما موقفه ؟

الإصلاح كما يعلم الجميع حزب سياسي ووالدي الشهيد يرحمه الله كان عضو مجلس شوراه على مستوى الجمهورية ويرأس دائرته السياسية بالمحافظة وعضو هيئة الشورى المحلية، كما أن والدي كان أحد صانعي سياسيات هذا الحزب ومنظريه على مستوى الجمهورية فمن الطبيعي أن الإصلاح راعي ومؤيد لهذا التوجه وهذا الموقف بل أنه أيضا عزز لدينا هذه القناعة ، وبالطبع فإن الدماء لا تسقط بالتقادم وانه مهما كان وقع الألم علينا إلا أن اللازم علينا مواراة جراحاتنا ونلتزم بالشريعة والقانون ونحن نسير على طريق واحد.

والإصلاح كحزب تابع الجريمة من البداية واعتبر القضية قضيته كون والدي أحد قياداته وبالتالي ما يزال يتابعها معنا أولا بأول.

 

هل بالإمكان أن تذكر لنا هنا أسماء الجناة من تعتبروهم غرماء والدك ممن ثبت تورطهم أو بعضا منهم على الأقل ؟

طالما التزمنا بالتوجه الذي ذكرته لك والسعي بالطرق القانونية عبر القضاء وبما أن الجناة معروفون كما ذكرنا سابقا فليس هناك داعي لذكر أسمائهم هنا طالما بالتأكيد أنها ستطرح على القضاء وهو المكان المناسب لذلك ولا شك أن الناس تعرفهم كما يعرفهم أبناء المحافظة ، فالجريمة مشهودة والضحية شخصية عامة والجناة معروفون من لحظة استدراج والدي الشهيد حتى إخفاءه قسريا وصولا إلى ظهور جثمانه شهيدا في مستشفى ذمار.

كل الأشخاص والجهات المشاركين المباشرين وغير المباشرين لهذه الجريمة معروفون وهم يعرفون أنفسهم ونحن نعرفهم.

 

كلمة أخيرة تود إيصالها عبر هذه المقابلة ؟

عدة رسائل أولاً لوالدي الشهيد رحمه الله فالشهداء أحياء عند ربهم يرزقون وأقول له أننا لن نحيد عن السير على ما ربانا عليه من قيم ومبادئ الحق والخير والعدل والمحبة للجميع كما كان هو.

وهي أيضا لمحبي الشهيد وهم كل الأحرار في هذا الوطن وفي العالم، كما أشكر كل كم حضر وكل من سأل أو كتب أو عبر عن الشهيد سواء في الداخل أو الخارج فأشكرهم جمعيا وخصوصا الذين تكبدوا العناء والمشقة وحضروا التظاهرة الإنسانية الممثلة بجنازة التشييع التاريخية فقد كانت رسالة الجنازة بأن أمين الرجوي ليس بذاته بقدر ما هو منهج تسامح وحوار ولم يعتدي على أحد ولم يحمل السلاح في وجه أحد وإنما حمل السلام والحوار حتى أخر رمق في حياته.

وللقتلة أقول لهم أن الدماء والحقوق لا تسقط بالتقادم وسنحاكمكم بالدنيا قبل الآخرة في دم والدي الذي أتمنى أن يكون آخر الدماء فيكفى وطننا ما هو فيه وما أوصلتمونا إليه وهذه الأمنية أجزم أنها كانت أمنية والدي الشهيد رحمه الله .

أخيرا أشكركم في هذا الموقع الإخباري الذي أتمنى من كل المواقع والوسائل الإعلامية أن تتحرى الدقة مثلكم والوصول إلى الناس مباشرة وأشكركم على إتاحة هذه الفرصة.