الرئيسية > تحقيقات وحوارات > إب .. مدينة احتضنت النازحين من معظم محافظات اليمن وميليشيا الحوثي تحولها إلى مرتع لفسادها

إب .. مدينة احتضنت النازحين من معظم محافظات اليمن وميليشيا الحوثي تحولها إلى مرتع لفسادها

إب .. مدينة احتضنت النازحين من معظم محافظات اليمن وميليشيا الحوثي تحولها إلى مرتع لفسادها

عبر تاريخ اليمن الطويل اعتبرت محافظة إب منطقة جاذبة وليست طاردة بسبب تربتها الخصبة ومناخها الساحر وبيئتها المتنوعة والغنية بأنواع شتى من الأشجار والنباتات وتضاريسها الساحرة.


تعيش محافظة إب عموما وعاصمتها مدينة إب على وجه الخصوص حالة من الازدحام في شوارعها وأسواقها ومدارسها ومراكز الخدمات كمكاتب البريد وفروع البنوك ومحلات الصرافة ومحطات الوقود والمراكز التجارية، خصوصا مع شهر رمضان واقتراب حلول عيد الفطر المبارك ، وذلك بسبب موجات النزوح التي استقبلتها المحافظة خلال الفترة الماضية منذ بدء عاصفة الحزم التي تقودها السعودية.


أكبر مركز إيواء على مستوى الجمهورية:
استقبلت محافظة إب ألآف النازحين من مناطق الصراع سواء من المحافظات المجاورة لها وخصوصا تعز والضالع والحديدة ثم لحج وعدن وحتى من صنعاء وعمران، إضافة إلى صعدة حيث تم إيواء الكثير منهم في مخيمات بمقرات مدارس المدينة وعدد من المباني الغير مكتملة بسبب الازدحام الشديد بالإضافة إلى المباني والشقق السكنية التي يقيم فيها النازحون ممن تسمح لهم حالاتهم المادية بدفع تكاليف السكن والغذاء.


كذلك فإن عدد من المدن والقرى في المحافظة قد استقبلت أعدادا كثيرة من النازحين منهم من يعيش في مسكنه بقريته والأغلب لدى أقاربهم حتى امتلأت بهم تلك المناطق.


ترحاب وضيافة:
يلقى الزائر لمحافظة إب ترحابا نادرا من أبنائها وبشاشة رغم كل الظروف، أرجع مواطنون ذلك إلى نوعية البيئة نفسها الجاذبة بجمالها وخضرتها والمعطية لغيرها في ذات الوقت كما هو حال وديانها التي تصب في عدد من المحافظات المجاورة مثل الحديدة وتعز بل أن بعض الأودية يصل خيره إلى وادي الحسيني في محافظة لحج ووصولا إلى مشارف عدن.


يشعرك أبناء إب أنك ضيف مرغوب به ومحل ترحاب من الجميع حتى أنهم يفضلوك على أنفسهم وأبنائهم في أغلب الأحيان إكراما لضيافتك.


معاناة وإهمال مجحف:
تشهد محافظة إب إهمالا كبيرا من الحكومة وممنهج في كثير من الأحيان - بحسب السكان- فعلى الرغم من أنها ثاني أكبر محافظة من حيث عدد السكان فإن الاهمال لها بلغ ذروته خصوصا في عهد الرئيس السابق الذي كان يعتبرها مجرد مخزن بشري لقواته المسلحة كما صرح بذلك في أكثر من مناسبة.


هذا الاهمال في الخدمات ومشاريع البنية التحتية جعل المحافظة تعاني كثيرا وتدفع الكثير من عرق أبنائها في محاولة للتغلب على تلك المعاناة، فعلى الرغم أنها ترفد الميزانية العامة بمبالغ كبيرة من خلال المغتربين خارج البلاد، من خلال العملة التي يحولوها، إلا أن ذلك لم يشفع لها لدى الحكومات المتعاقبة.


كما أن المحافظة وبرغم حالها الاقتصادية المتدهورة التي تضاعفت أضعافا كثيرة جراء ازدياد عدد النازحين إليها فإنها لم تتلقى اي مساعدات دولية أو إقليمية أو محلية للتخفيف من معاناة النزوح وكل الجهود القائمة ذاتية وعبر مبادرات شبابية ومؤسسات خيرية وبامكانيات متواضعة لجهود جبارة من أبناء المحافظة.


أكبر فضيحة فساد في تأريخ اليمن:
وحتى عندما قررت إحدى تلك الحكومات رد الجميل ببعض المشاريع وقرروا عمل خطة استثنائية فقد اتضح لاحقا أنها كانت خطة استثنائية ولكن لأكبر عملية فساد بتاريخ المحافظة واليمن عموما حيث تم رصد ما يقارب تسعين مليار ريال لاقامة مشاريع تنموية اتضح أن ما نفذ منها لا تزيد تكلفته عن ثلاثة مليارات فقط بحسب تقارير رقابية حينها ولم يتم اتخاذ أي اجراءات حيال ذلك.


المليشيا تستغل المحافظة:
و
اعتبرت محافظة إب خلال فترة حكم المخلوع بقرة حلوب - بحسب أهلها - حيث كان يتم تعيين المقربين والموالين في قيادة المحافظة كمكافئة لهم نظير ولاءهم وبالتالي يقومون باستنزاف ميزانية المحافظة وتجيير ثرواتها وبيع اراضيها او توزيعها لأتباعهم والمشايخ المواليين لهم من أبناء المحافظة.


نفس الأسلوب وأسوء مارسته المليشيا الحوثية منذ سيطرتها على الوضع السياسي في البلاد عموما، فقد منحت المقربين من زعيمها محافظة إب كإقطاعية يمارس فيها ما يشاء من مفاسد مالية واجتماعية وحتى أخلاقية من قتل وتشريد واختطاف وملاحقات لأبناءها بدون أي ذنب، سوى انهم يرفضون لجرائمها ولم يكتفوا بذلك بل وصلت مفاسدهم إلى الجانب الأكثر إيلاما في المجتمع اليمني ويعتبر من الكرامة والشرف.


نهب واحتيال وزواج المصلحة:
ففي مثال على ازدواج الفساد الأخلاقي والقيمي والمالي قام أحد مشرفي المليشيا والمكنى بأبو بشير والقادم من سفيان التي تتوسط محافظتي عمران وصعدة ويشرف على إحدى المناطق بمحافظة إب، قام بالزواج من إحدى الأسر التي تقطن بالقرب من مدينة إب وبالمجان نظير حمايتها من خصومها ثم قام باخراج أرض كبيرة لهم في محيط عاصمة المحافظة التي ترتفع فيها أسعار الأراضي إلى مستويات جنونية.


كما قام المشرف الحوثي ببيع الأرض بمبلغ كبير جدا ثم اخذ مكافئة لنفسه بلغت ما يقارب نصف المبلغ ?? مليون ريال - بحسب مقربين - ولم يكتفي بذلك بل قام باطلاق النار على أهل زوجته عندما طالبوه بحقهم والأسواء من كل ذلك أنه أصاب زوجته بطلق ناري في قصة أصبحت مشهورة لدى أبناء المحافظة.


كذلك فإن العديد من المشرفين على المحافظة إبتداء بالمشرف العام ومن يليه قد تزوجوا من العائلات التي تمتلك مساحات شاسعة من الأراضي بالمحافظة لذات الغرض.


وتقوم المليشيا باستغلال معاناة أبناء المحافظة بالمتاجرة بمقدراتهم وبيع كل الخدمات بالسوق السوداء بأسعار خيالية اضافت لمعاناة الناس معاناة أكبر وهما أعتى بل أن أعدادا من أفراد المليشيا وعناصرها أصبح يعتبر الاغتراب في إب هذه الأيام مساوي إن لم يكن أجدى من الاغتراب في دول الجوار.


والأفضع في جريمة استغلال أوضاع الناس والمتاجرة بمعاناتهم هو بيع المساعدات الانسانية ، حيث تقوم المليشيا بأخذ تلك المساعدات وتحويلها إلى السوق السوداء للتربح منها ومنعها عن المحتاجين وقد وصل الحال بتصرفات المليشيا مع النازحين بتنظيم حملة قبل شهر واختطفوا عددا من الشباب الفاعلين في مخيمات إيواء النازحين بالمحافظة في جريمة مضافة لجرائمهم الكثيرة.


البقرة الحلوب جعلت من المليشيا تقرر عدم فتح جبهة فيها لتستمر في التربح من خلال المتاجرة بأقوات الناس واستغلال أوضاعهم وقد خمدت كل الجبهات بسرعة كي لا تتطور وتتوسع كما حدث في الرضمة ويريم والقفر والمخادر.


وكذلك فإن حرص المليشيا على بقاء المحافظة ضمن الاطار السلمي لتظل منطلق للجبهات المختلفة وللتعبئة والتعزيز لمقاتليها ومدهم بالسلاح والمقاتلين في مختلف المناطق المشتعلة المحيطة بها.