قالت المديرة التنفيذية "لمركز اليمن لدراسات حقوق الإنسان" في مدينة عدن (جنوب)، سماح جميل، إن شهادات المقاومين المؤيدين للحكومة الشرعية في منطقة "خور مكسر" أكدت أن مقاتلي جماعة أنصار الله (الحوثيين) وقوات الرئيس السابق علي عبد الله صالح، كانوا يتخذون من مجمع مكاتب الأمم المتحدة مقراً لعملياتهم أثناء المواجهات المسلحة التي دارت خلال الأشهر الماضية في عدن.
وفي حين لم تصدر أي تأكيدات أو نفي من مكاتب الأمم المتحدة حتى الآن، أوضحت جميل لـ"العربي الجديد"، أنها زارت مقر المجمع، حيث تم تدميره تدميراً كاملاً وإحراقه تماماً بعدما كان قد "استخدم كمقر لإدارة عمليات المليشيات ومخزن للأسلحة".
وأشارت إلى أنها وجدت بقايا الذخائر المخزنّة، نافية وجود أي ألغام مزروعة في المجمع كما هو الحال في كثير من المواقع الأخرى. وأفادت أن مكتب المنظمة التي تديرها يقع في محيط مجمع مكاتب الأمم المتحدة، وقد تم إحراقه أيضاً.
وزودت جميل "العربي الجديد" بصور حديثة وحصرية لتلك المواقع تبيّن الأضرار التي تعرضت لها مكاتب الأمم المتحدة.
وبيّنت أن عناصر المقاومة سمحوا لها بالدخول لتوثيق ورصد الأضرار، وأن المقر عبارة عن "فيلا" مكونة من دورين وتوجد فيه مكاتب عدة لمنظمات أممية ودولية تم تدميرها بالكامل، ويتكون المجمع من بعض مكاتب الأمم المتحدة مثل مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، ومفوضية الأمم المتحدة للاجئين، ومنظمة اليونيسف، ومنظمة الهجرة الدولية، وبرنامج الغذاء العالمي.
ولم يستثن الدمار عدداً من مقرات المنظمات الحقوقية المحلية، حيث تضرر مقر مركز اليمن لدراسات حقوق الإنسان الواقع في شارع فحمان في حي أبي ذر الغفاري، والملاصق للقنصلية الروسية بخور مكسر، والتي تمركز فيها أفراد مليشيات الحوثيين وصالح في أبريل/نيسان الماضي.
وفي سياق جولتها لرصد وتوثيق الأضرار التي طاولت المؤسسات، أكدت جميل أن عدداً كبيراً من المنشآت ذات الطابع الخدمي طاولها القصف العشوائي من قبل مليشيات الحوثيين، على رأسها ما يسمى "المشاريع اليمنية السوفيتية"، ومستودعات شركة النفط الحكومية الخاصة بأنابيب الغاز، حيث تم تفجير أكثر من 40 ألف أنبوبة غاز منزلية.