أجبر شبح الهزائم المتتالية في مختلف محافظات جنوب اليمن، مؤخراً، ميليشيا المتمردين التابعين لجماعة الحوثي والرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، على الانسحاب بدون شروط من محافظة شبوة، باتجاه المناطق الشمالية المؤدية إلى محافظة البيضاء وصنعاء، وأعقب الانسحاب مباشرة انتشار نحو 4 آلاف شخص من رجال المقاومة والجيش، معززين بآليات عسكرية ويمثلون مختلف فصائل ومكونات الحراك الجنوبي وأبناء القبائل، وبسطوا سيطرتهم الميدانية على أرض شبوة، وباتت محافظة تعز شبه محررة وتحقق المقاومة مزيداً من المكاسب في البيضاء وذمار والحديدة وفي أرحب شمال صنعاء، في الوقت الذي شن فيه طيران التحالف غارات عنيفة باغتت قوات المتمردين في أكثر من موقع لاسيما في محافظة الحديدة الساحلية.
وجاء انسحاب المتمردين من شبوة، آخر معقل للتمرد في محافظات الجنوب اليمني، لتفادي العواقب الوخيمة وتلقي هزيمة جديدة مترتبة على مغامرتهم بالدخول في مواجهة مباشرة وخوض معركة عسكرية في ظل تشتت قواتهم في الآونة الأخيرة، ضد قوات المقاومة الشعبية والجيش الوطني الموالي لشرعية الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، المدعومة من قوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، التي كثفت استعداداتها العسكرية لتحرير شبوة، من ميليشيا الحوثي وصالح.
وقال القيادي البارز في الحراك الجنوبي العميد ناصر النوبة في تصريح خاص ل«الخليج»، إن شبوة باتت محررة بالكامل، عقب انسحاب ميليشيا الحوثي وصالح، من مناطقها ومدنها وأبرزها مدينة عتق عاصمة شبوة، وذلك بعد مفاوضات انتهت بانسحاب المتمردين، لتجنب إراقة الدماء، وتشريد ونزوح السكان والحفاظ على البنية التحتية والممتلكات العامة والخاصة من الدمار والخراب، كما حصل في عدد من المحافظات التي شهدت صراعات ومعارك مسلحة بمختلف أنواع الأسلحة بين المقاومة والمتمردين.
وأفاد الناطق باسم المقاومة الشعبية، مساء أمس، بأن المقاومة سيطرت على غالبية محافظة تعز وسط اليمن.
وقال رشاد الشرعبي إن المقاومة بصدد استعادة القصر الجمهوري والأمن المركزي لاستكمال تحرير المحافظة من الحوثيين وقوات علي صالح.
وأكد الشرعبي، أن المقاومة باتت مسيطرة على أكثر من 90% من المدينة، حيث سيطرت على ما يسمى بالمربع الأمني أعلى المدينة وآخره قيادة المحور العسكري، كما سيطرت على قصر علي صالح في منطقة الجحملية إلى جانب مقر التموين العسكري.