الرئيسية > تحقيقات وحوارات > وزير الصحة السوداني: عمليات إجلاء الجرحى ستتواصل.. ولدينا فريق طبي في عدن

وزير الصحة السوداني: عمليات إجلاء الجرحى ستتواصل.. ولدينا فريق طبي في عدن

وزير الصحة السوداني: عمليات إجلاء الجرحى ستتواصل.. ولدينا فريق طبي في عدن

بدت علامات الارتياح على وجوه الجرحى اليمنيين الذي نقلوا للسودان لتلقي العلاج في مستشفياته، حيث وصلت الدفعة الأولى منهم البالغ عددها 62 جريحا وتم إجلاؤهم من مختلف مناطق العمليات في اليمن، فيما ينتظر أن تصل أعداد أخرى من الجرحى تباعا لتلقي العلاج في المستشفيات السودانية، وفور وصولهم نقلوا إلى مستشفى «حاج الصافي» شمال الخرطوم لتلقي العلاج.

وقال وزير الصحة السوداني بحر إدريس أبوقردة في مؤتمر صحافي عقده أمس إن «علاج جرحى الحرب اليمنيين في المستشفيات تم بالتنسيق بين السودان وشركاء تحالف (عاصفة الحزم) بقيادة السعودية ضد الميليشيات الحوثية التي انتهكت الشرعية في اليمن». وتتضمن المهمة الطبية التي تتولاها وزارته علاج وإعادة تأهيل المرضى وجرحى الحرب.

وقال أبوقردة إن وزارته «ستستقبل دفعات أخرى من المرضى والجرحى اليمنيين، وعمليات الإجلاء إلى السودان ستتواصل لحين استعادة الشرعية في اليمن وقيام حكومة وطنية تقوم بمهامها تجاه الشعب كاملة»، وأضاف: «على الرغم من ظروف السودان، فإن شعبه سيتقاسم اللقمة والدواء مع أشقائه»، وأن العمل الطبي والفني الذي تشرف عليه وزارته سيستمر بين الخرطوم والفريق الطبي السوداني الموجود في اليمن، لإجلاء جميع الجرحى الذين هم في أمس الحاجة لتلقي العلاج في السودان.

من جهتها، قالت وزيرة الدولة بالصحة سمية إدريس إن «الوزارة شكلت لجنة عليا برئاستها، وعضوية الهلال الأحمر ووزارات الخارجية والداخلية والدفاع والمنظمات الوطنية، لتقديم العون الطبي والطوارئ الصحية للمرضى اليمنيين، لتقييم الاحتياجات التي يمكن أن يقدمها السودان».

وأرسل السودان طائرتي مساعدات طبية خاصة بالطوارئ، فيما أرسل الهلال الأحمر السوداني 25 طنا من الأدوية، وبرفقتها فريق طبي لتقييم الاحتياجات والتنسيق مع وزارة الصحة اليمنية لتقديم المساعدات، فيما أرسلت السلطات الصحية السودانية 18 طبيبا منذ شهر لسد الفجوة الصحية، ولتقييم الاحتياجات التي يمكن أن يقدمها السودان والحالات التي يمكن إجلاؤها لتلقي العلاج في السودان.

وهيأت وزارة الصحة كلا من مستشفى «حاج الصافي» شمال الخرطوم، ومستشفى «الخرطوم الجنوبي» وسط الخرطوم، لاستقبال المرضى الذين يتم إجلاؤهم، وتم استقبال الفوج الأول كله في مستشفى «حاج الصافي»، على أن يكون المستشفيان على أهبة الاستعداد لتقديم الخدمات الطبية اللازمة لليمنيين الذين يتم إجلاؤهم إلى الخرطوم، وفقا لتقديرات الفريق الطبي الموجود في مدينة عدن.

وأضافت الوزيرة أن «فريق التقييم وفر للوزارة صورة واضحة بتصنيف الحالات التي تحتاج لإحالة، فضلا عن مساهمته في إجراء كثير من العمليات بالترتيب مع السلطات الصحية اليمنية».

من جهة أخرى، قال وزير الدولة بوزارة الخارجية عبيد الله محمد إن حكومته «ظلت تتابع الأوضاع في اليمن، وكانت من دعاة الاستقرار فيه، وإنها ما زالت على موقفها الداعي لعودة الشرعية»، وأضاف: «الرئيس البشير مهتم شخصيا ويتابع الأوضاع في اليمن عن كثب، وقد كون لجنة عليا برئاسة وزير الرئاسة يحيى ونسي، للعمل على تخفيف معاناة الشعب اليمني»، وتابع: «الرئيس وجه بمعاملة اليمنيين معاملة المواطنين وتسهيل إجراءات الهجرة لهم، ومشاركتهم في مؤسساتنا التعليمية والصحية، وأن يلعب السودان دورا كبيرا في استقبال الجرحى وعلاجهم بمستشفياتنا، وسنقتسم معهم اللقمة».

ووصف الوزير استقبال السودان لليمنيين بأنه «التزام أخلاقي»، متعهدا بالاستمرار وبذل الجهد للإيفاء بالتزاماته في مجال الصحة والتعليم والإقامة.

وقال مدير مستشفى «حاج الصافي» بالخرطوم بحري د. علاء الدين يس، إن «المستشفى استقبل في وقت مبكر من صبيحة (أول من) أمس 58 حالة وأربعة مرافقين، بينهم أربع سيدات، جرحوا أثناء الحرب، تتراوح إصاباتهم بين فقدان الأطراف العليا والسفلى، والحرائق وجراحات العظام وفقدان الأعين، وحالة مريض واحد تحتاج للعناية المكثفة».

وأوضح د. يس أن معظم المرضى أتوا دون مرافقين، لكن الهلال الأحمر وفر لكل مريض مرافقا سودانيا لمتابعة علاجه مع الأطباء وتلبية احتياجاته، وقال إن «الكوادر الطبية أجرت لهم الإسعافات اللازمة ابتداء من يوم (أول من) أمس، وستتخذ قرارات بإجراء عمليات جراحية لبعضهم ابتداء من اليوم».

وأبدى جرحى يمنيون التقتهم «الشرق الأوسط» في مستشفى «حاج الصافي»، ارتياحهم للمعاملة التي وجدوها في السودان. وقال العقيد متقاعد بالجيش اليمني عبده سالم محمد، وهو مصاب بشظية في رأسه، إن «ما يحدث في بلاده من عمليات وحشية ما كان للشعب اليمني احتمالها لولا مساعدة دول التحالف العربي بقيادة السعودية»، وأضاف: «نشكر دول التحالف التي وضعت على أعناقنا دينا كبيرا بمشاركتها في (عاصفة الحزم) ماليا وإداريا وعسكريا، سنظل مدينين لهم وأجيالنا المقبلة»، وأضاف: «الحرب انتهت ولم يتبق فيها لـ(علي عفاش) - يقصد الرئيس السابق علي عبد الله صالح - والحوثي شيء، ولن تقوم لهم قائمة في اليمن بعد».

وقال العقيد سالم، الذي بدا متفائلا بزيارته للخرطوم، إنه كان يقود إحدى سرايا المقاومة، لكنه أصيب في رأسه منذ رمضان الماضي، وأتى للسودان لتلقي العلاج بين الأشقاء.

في حين قال المواطن العدني مكسيم محمد ثابت الذي أصابته شظية في إحدى عينيه أفقدته الرؤيا فيها تماما، إنه وجد منذ اليوم الأول العناية الطبية التي يحتاجها، وأضاف: «أصبت داخل مدينة عدن في جبهة الفيروز في يونيو (حزيران) الماضي، وإن شاء الله السودان لن يقصر معنا، وحتى الآن الرعاية الطبية والاستقبال الذي وجدناه كويس، ووجدت اهتماما أكثر مما كنت أتوقع».

ورغم فقدانه ذراعه اليمنى في عمليات «خور مكسر» بعدن، فإن الجندي صلاح فاضل صلاح، بدا متماسكا ومتيقنا من كسب معركة الشرعية في اليمن، وقال: «استقبلنا أشقاؤنا في السودان استقبالا رائعا، ووفروا ورتبوا كل شيء لنا، ونشكرهم على ذلك».

 أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)