مجزرة جعار الشهيرة هي إحدى أبشع الجرائم التي هزت أركان المجتمع _حينذاك_ وأسدلت الستار عن الموت المختبئ تحت اللثام الأسود.

القاعدة تعوض ضحايا جعار

  قضت المحكمة الشرعية التابعة لتنظيم أنصار الشريعة (القاعدة) بولية حضرموت بتعويض ضحايا مجزرة جعار والتي راح ضحيتها قرابة الــ47قتيل وأكثر من 50 جريح قبل ثلاثة أعوام بمدينة جعار بمحافظة أبين.

  وقضت المحكمة الشرعية التي أنُشأت مؤخراً باستدعاء أهالي الضحايا لتعويضهم مع الاعتراف بأن القاعدة لم تنوي استهداف الأبرياء ؛ بل كان الهدف من العملية استهداف العدو عبد اللطيف السيد.

  وتتراوح تكلفة الدية للقتيل الواحد(7500000) سبعة مليون وخمس مئة ألف ريال يمني  ؛ وكانت أولى عملية التسليم بداية الأسبوع الماضي وفق الاستناد لوثائق دقيقة تملكها القاعدة بأسماء القتلى ويصرف المبلغ إلى أب القتيل أو أسرته.

  يلزم تنظيم القاعدة المستلمين على إحضار بطاقات إثبات هوية لتسهيل عملية الصرف ؛  وتتم عملية الصرف من دار الرئاسة بالمكلا والذي تتخذه القاعدة كنقطة انطلاق ومعقل رئيس لها إلى جانب المؤسسة الاقتصادية.

   ويقول أحد أقرباء أحد ضحايا مجزرة جعار لـ"مندب برس" إن  كثير من الأسر قد استلمت ديات أبناها مع اعتذار التنظيم لآل الضحايا بما فيها نحن" ويتواجد كثير من أهالي جعار كنازحين بحضرموت بسبب الحرب الدائرة بمدينتهم قبل أن تضع الحرب أوزارها وخروج الحوثيين من أبين.

جعار علي صليل النار

  وقعت مجزرة جعار المروعة  قبل ثلاث سنوات بشهر أغسطس   م2012 مخلفةً 47 قتيل و50 جريح على الأقل بمجلس عزاء بمدينة جعار.

  وأستهدف تنظيم القاعدة _آنذاك_ مجلس عزاء تأبيني  لقتلى مقربين من قائد اللجان الشعبية بأبين عبد اللطيف السيد عبر (ترمس) وضعت بداخله مواد شديدة الانفجار تبناه تنظيم القاعدة فيما بعد.

من هو عبد اللطيف السيد؟

  إعتذر عناصر تنظيم القاعدة لذوي الشهداء عن مجزرة جعار قائلين "إن السبب في قتل أولادكم هو عبد اللطيف السيد وليس المجاهدون"حسب مصادر محلية بمدينة المكلا لـ"مندب برس".

  ويعد عبد اللطيف السيد من أشد الأعداء للتنظيم والذي طلما سبق للرجل أن ألتحق في صفوفه بُعيد دخول التنظيم لجعار ولقصة التحاقه بتنظيم القاعدة تعود إلى فراره من سطوة أحد القبائل المحلية بسبب ثأر حسب الروايات التاريخية لماضي الرجل.

  ويعود أصول أسرة السيد إلى حضرموت والتي استقر بها المقام بمدينة جعار بأبين وحينما أمسك القدر على يديه وصار شاباً استفحل الصراع بين قبيلته(السادة) وقبيلة (بني هنتر) على أرض متنازع عليه بين القبيلتين مما تسبب بعملية قتل ؛ مما أيقض روح الانتقام بصدر الشاب عبد اللطيف وقام بالقصاص من القاتل بوسط مدينة جع ار وتمكن بعدها من الفرار من سطوة بني هنتر والاحتماء بقبيلة المراقشة وظل يتنقل بين شقرة ومودية ولودر.

  واجتاحت القاعدة أبين وفرار السلطة المحلية من زنجبار صوب عدن بُعيد خطاب لعلي عبد الله صالح الرئيس السابق والذي حذر فيه بأن خروجه من السلطة يعني استيلاء القاعدة على عدة محافظات إبان ثورة الشباب بــ2011م ؛ فسنحت الفرصة للسيد الالتحاق بصفوف التنظيم والانخراط بصفوفه بداية دخولهم جعار.

  وتوترت العلاقة بين السيد والتنظيم عقب توزيع الغنائم وإحتربت قوات السيد وقوات القاعدة مما أدى لفرار الأول صوب باتيس وأخذ يحرض الناس ضد القاعدة وشن كمائن ضد التنظيم مما أغاظ القاعدة وقاموا بنسف بيت أخته.

  وما إن أعلن عن تبني رئاسة الجمهورية عملية تحرير أبين عبر عملية السيوف الذهبية بدأ نجم السيد يتلألأ وميضً وتقدمت جحافل قوات الجيش بقيادة قطن والصبيحي ورجب  ؛ حيث كانت اللجان الشعبية والتي شُكلت قُبيل الحرب عاملاً مساعداً في تحرير المدينة.

  وتعرض السيد لثلاث محاولات اغتيال حاول تنظيم القاعدة استهدافه بأبين  إضافة إلى عملية انتحارية استهدفت سيارته بساحة العروض بخور مكسر بعدن بعد عملية تحرير أبين.

القاعدة تعيد حضرموت إلى الوراء

  منذ دخول تنظيم القاعدة المكلا بــ17/4/2015م انهارت جميع مؤسسات الدولة وتوقفت حركة الملاحة الجوية والبحرية وغابت الخدمات الأساسية من (كهرباء ؛ ماء) وتفشي الأمراض وغلاء الأسعار وطفح المجاري.

  بدخولهم المكلا عمدت القاعدة على الاستيلاء على اللواء 17 والسيطرة على جميع أنواع الأسلحة ونهب جميع البنوك بمدينتي المكلا والشحر(حضرموت الساحل) ؛ حيث بلغ تعداد ما نهبه التنظيم من البنك المركزي لوحده أكثر من 33 مليار ريال يمني.

  ويقيم تنظيم القاعدة مهرجانات ترويج للفكر الجهادي والذي كان أخره بمنتصف رمضان الماضي ؛ ويحكم التنظيم حضرموت _الساحل_بقبضة جديدة من شأنها أن تطيل عمر حكمهم ؛  ويضع التنظيم مقاتلين من ابناء حضرموت في الواجهة ويخفي مقاتليه الأجانب حسب مصادر محلية لـ"مندب برس". 

أهالي حضرموت...آن لتحالف العربي استعادة المكلا

  يأمل سكان حضرموت من الرئيس هادي والتحالف العربي بالإسراع باستعادة المكلا والشحر من أيدي القاعدة أسوة بمحافظة أبين بـ2012م.

  وقال سكان محليون لـ"مندب برس" أن أي تحرك لقوات الشرعية تهدف لاستعادة حضرموت هي عين الصواب وخاصة بُعيد الخلاف الذي أستفحل بين قطبي أمراء التنظيم قاسم الريمي وخالد باطرفي ؛ حيث ويرى أنصار الأول بأن تكون هناك دولة إسلامية بنظرة وبعد إستراتيجيين ؛ فيما يرى الثاني بإقامة علاقة وتعاون مع الحلف الحضرمي.