مضى عام كامل على إقتحام ميليشيات الحوثي العاصمة اليمنية صنعاء في 21 من ايلول سبتمبر، وسيطرتهم على مؤسسات الدولة ، والتوقيع على إتفاقية السلم والشراكة من جميع القوى السياسية تحت تهديد السلاح ، وبحضور وإشراف الأمم المتحدة من خلال مبعوثها إلى اليمن جمال بن عمر آنذاك
ذلك التاريخ وذلك اليوم 21 سبتمبر أعلن عن فصل جديد لليمن ، وتغير مجرى التاريخ ، وأعيدت عقارب الزمن إلى الوراء ،وتبددت أحلام اليمنيين ، حينما دشن الحوثي وحلفاءه المشروع الخفي الذي إتخذ من مطالب اليمنيين المشروعة غطاء له ، وسلما للأطماع الخارجية التي كشف عنها النقاب بإعلان إيران سيطرتها على العاصمة الرابعة صنعاء ،وإحتفت بما أسمته إنتصار الثورة الإسلامية في اليمن
هاهي الذكرى الأولى لذلك اليوم قد حلت على وأقع جديد ،ومتغيرات إقليمية قلبت المعادلة رأساُ على عقب ، بعد عام تخلله سلسة من الأحداث والوقائع على الجانبيين السياسي ،العسكري "داخليا وخارجيا"
كيف ينظر اليمنيون لــ21 سبتمبر بعد عام ؟
وما مصير جماعة الحوثي ومشروعها الذي دشن في 21 من سبتمبر من العام الماضي في ظل المتغيرات والواقع الجديد ؟
يوماً سوداوياً"
الكاتب والمحلل السياسي ياسين التميمي يصف 21 من سبتمبر لمندب برس :كان يوما سوداويا مظلما؛ القبح والحقد وحدهما من ساد ذلك اليوم.. أفتقد فريق من اليمنيين وساستهم الرشد في ذلك اليوم فباعوا أنفسهم والوطن بثمن بخس و برز فريقان أحدهما قاتل حتى لا نفقد الدولة والوطن والآخر تمالأ عليهما بشكل واضح.
وأردف :ببساطة تم ذبح الدولة قربانا لإيران وعصابتها في اليمن مليشيا الحوثي، معظم الجيش خان الأمانة وفتح أبواب صنعاء للمليشيا؛ وشرع الغزاة منذ اللحظة الأولى في تقويض الوحدة الوطنية وأسس العيش المشترك حولوا حياة صنعاء جحيما.. انتقل طوفان الطائفية السياسية ليجتاح بقية المحافظات.
شعاره محاربة الإرهاب نيابة عن الغرب؛ كذلك لم يكن هناك إرهاب بل شعب متمسك بالدولة والجمهورية والوحدة الوطنية مؤمن بمخرجات الحوار الوطني متشب بالأمل بأن الغد سيكون أفضل.. هذا الشعب هو الذي استهدف في حرب المليشيا ودفع الثمن غاليا من دمائه ومأواه وإقامة عيشه..
وعن مستقبل الحوثي قال التميمي لــمندب برس :ارتدت الموجة على القتلة حينما تدخل التحالف العربي بدوافع الحرص على الأمن القومي العربي: المهدد بخطط إيران الطائفية عن طريق المليشيا التي أثخنت في القتل وفي تدمير الدولة وبدأت في االتهيئة لعودة الإمامة.
لأجل هذا رحب اليمنيون بالتحالف العربي وإلتحموا معه في معركة عظيمة ستنتهي بالنصر على الطغاة المليشياويبن الطائفيين ولا مكان للمليشبا فكرا ومنهجا في المستقبل لأن اليمن لا يحتمل مرجعيات شمولية بائسة.
يوماً مشئوما
الدكتور توفيق المقطري القيادي في الناصري بـ اليوم المشؤم وإعتبره بدايه النهاية لاجتثاث مخلفات قرون من الكهانة المستبدة التي لم تقضي عليها ثوره سبتمبر
وتابع حديثه : الزلزال الذي احدثتها ثورة فبراير بما أنها ثوره شعب ينشد الحريه والعدل استمر فعلها وتصديعها لمكونات النظام القديم حتى جاء يوم 21 سبتمبر ليكشف عن تحالف المخلوع مع حركة الحوثي المسلحة الإمامية وكان للذالك التاريخ دلالته يوم تنصيب البدر اماما قبل ان تطيح به ثوره سبتمبر هذا التحالف الاجرامي يواجه اليوم بمقاومة شعبية عارمة وسيسقط قريبا ولا مستقبل سياسي لحركة الحوثي التي أوغلت في سفك دماء اليمنيين .
مصير الحوثي كمصير الآئمة السابقين
الناشط السياسي ميزر الجنيد :إعتبر أن 21 سبتمبر كان اول خطوة إتخذها الانقلابيين للعودة باليمن إلى ما قبل 26 سبتمبر على إعتبار انه العنوان الأبرز للانقلاب على مسيرة وتاريخ الثورة اليمنية 26 سبتمبر والعودة إلى الإمامة تحت الشعار الديني "الأحقية في الحكم "وفقا للمنهج السلالي لهذه الجماعة
وتابع حديثه :سيكون مصير جماعة الحوثي كمصير الأئمة السابقين الذين لفضتهم ثورة سبتمبر المجيدة وسيستعيد اليمنيون ثورتهم المباركة التي جرى الانقضاض عليها من قبل تحالف الإنقلاب وهذا المشروع لن يرى النور مجددا لأن هذا العصر هو عصر المواطنة المتساوية وليس عصر السادة والعبيد ،عصر الإنسان الحر المؤمن بالقيم الإنسانية قيم الحق والخير والعدل لكل الناس .
وأضاف :سيبقى من انتمى إلى هذة الحركة جزء من الشعب وسيحاسب كل من ارتكب جرائم بحق اليمنيين ، وفقا لقانون عدالة انتقالية حقيقية تمحي تاريخ هذا الظلام التي كانت ثورة سبتمبر إشعاعته الأولى وثورة فبراير التتويج لهذا التاريخ الوطني الذي يؤسس لدولة وطنية عادلة لكل اليمنيين.
يوما كئيب
الباحث السياسي فهد سلطان : إعتبر 21 سبتمبر 2014 انه سيبقى يوم اسود وكئيب في حياة اليمنيين وما نتج عنه خلال عام وأحد كوارث حلت على اليمن ،وما خلفته الحرب التي أشعلها الحوثي من حيث عدد القتلى والجرحى والمشردين وخسائر الناس .
وتابع حديثه لمندب برس :سبتمر من العام الماضي تحكيه وقائع ما بعده وفي اللحظة التي تذهب جماعة الحوثي الى اعتبار هذا اليوم مناسبة يذهب غالبية اليمنيين على اعتباره يوم اسود فهو يوم تم الانقلاب على شرعية الناس وعلى مؤسسات الدولة التي تعطلت بالكامل وفتح بابا للحروب الداخلية وافتعال مشاكل مع الخارج.وفي حصاد عام سنكون امام انتهاكات لم تشهدها اليمن قبل ..
يوم النكسة
الأكاديمي اليمني المقيم في الصين أحمد سنان إعتبر أن 21 سبتمبر من العام الماضي هو يوم انتكاسة للشعب اليمني وزلزال مدمر حلت على اليمن ولن تمحى من ذاكرة الأجيال
وتابع حديثة : الحوثي و صالح كلاً منهما كان يستغل الأخر لتنفيذ مشاريعه فصالح كان يسعى من خلال جماعة الحوثي للإنتقام من خصومه السياسيين الذين ثأروا ضده في 2011م وخلعوه من السلطة ، والحوثي كان يستغل نفوذ صالح في مؤسسات الدولة وخصوصا مؤسستي الجيش والآمن لتنفيذ مشروعه وإستعادة حكم الآئمة ، وتحقيق حلم إيران في إيجاد موطئ قدماً لها في اليمن على إعتبار أن اليمن تقع في خاصرة الخليج العربي فكانت هنا نقطة تقاطع المصالح .
وعن مستقبل الإنقلاب تحدث سنان لــمندب برس : الإنقلابيين الحوثيين أجرموا بحق اليمن واليمنيين ، أشعلوا نار الحرب التي إلتهمت اليمن من أقصاه إلى أقصاه ، دمروا اليمن كبنية تحتية ،ودمروا النسيج الإجتماعي من خلال إثارة النعرات الطائفية والمناطقية وخلق الأحقد لهذا لا مستقبل لهم في اليمن على المستوى السياسي ..
هدمة المعبد
المحلل السياسي علي الشريف أعتبر أن اليمن خسر الكثير منذ ذلك اليوم التي اختطفت الميليشيات مؤسسات الدولة وشنت حروب واسعه عمقت الشرخ النفسي ،ومزقت السلم الاجتماعي وانتجت خطاب كراهية لم تعرفه اليمن في تاريخها المعاصر.
وتابع الشريف لــ مندب برس " جماعة الحوثي هدمت المعبد فوق رؤوس الجميع حطمت كل تقاليد العمل السياسي والمؤسسي ،اغرقت البلد في سوق سوداء ارتفاع في الأسعار ندرة في السلع الا انها حفزت اليمنيين وأيقظت إرادتهم وجعلت هم يغادرون مربع الركون إلى السياسيين لحل مشكلاتهم وأعلنوا المقاومة المسلحة في كل المناطق التي استباحتها ميليشيا الحوثي وصالح التي تمر الآن بأسوأ مراحلها".
وتوقع الشريف أن يكون هذا العيد حامل تباشير نصر وتقدم كبير للسلطة الشرعية والتحالف العربي" لأنهم عازمون على تحرير ما تبقى من المناطق التي يسيطر عليها الانقلابيين ، وعازمون على استعادة الدولة وستكون الأيام القادمة واعده بإذن الله بقدوم مرحلة جديدة تسود فيها مؤسسات الدولة الشرعية وتبسط نفوذها ويعود لليمن آمنه واستقراره وتستأنف العملية السياسية