قام صباح اليوم، موفد موقع "مندب برس" الإخباري، بزيارة إلى سد مأرب، ووثق عددا من مشاهداته خلال الزيارة، خصوصا المناطق التي شهدت مواجهات خلال الأشهر الماضية.
ونحن في الطريق إلى سد مأرب، مررنا بمنطقة الأشراف، المنطقة التي كانت "حاضنة الحوثيين"، وهي منطقة تغطيها مزارع وأشجار كثفية، حيث كانت تُعد من أشد المناطق والجبهات وأخطرها تحصينا، إضافة إلى كونها أقرب جبهة لمركز المحافظة.
تبعد منطقة السد عن مركز المحافظة، 10 كيلو، وعلى تلك الطريق، وجدنا أثاراً واضحة للاشتباكات والمعارك؛ التي جرت بين المقاومة والحوثيين، طيلة الأشهر الماضية.
فرق هندسية تابعة للجيش الوطني لا تنفك عن القيام بمهامها في تفكيك وانتشال الألغام، حيث تمكنا من مشاهدة فريقين من الفرق الهندسية، وهما يقومان بنزع الألغام على جوانب الطريق الرئيسي، وبين المزارع.
سألنا سائق الباص المأربي الذي كان يقلنا إلى السد، فيما إذا كانت بعض الألغام على هذه الطريق قد انفجرت في أحد أو تسببت في وقوع ضحايا، أجابنا بكل تأكيد أنه هذا حصل بالفعل، وما هي إلا دقائق حتى أقام لنا دليلا ماديا على قوله، "أشار لنا بيديه إلى طقم على قارعة الطريق يبدو محترقا بصورة شبه كامل، قال لنا أن قائده خرج عن الخط الرئيس مسافة نصف متر؛ فانفجر به أحد الألغام".
لم نر جثثا للحوثيين على طول الطريق الرئيسي، لكن صاحب الباص أفاد لنا بعد دقائق من مرورنا على مكان اللغم الذي انفجر بالطقم، أشار لنا بيده إلى حفرة كبيرة على يمين الطريق، وأوضح بأنه في تلك الحفرة تم دفن أربع جثث للحوثيين، بعد مرور أكثر من أسبوع على مقتلها.
كان قناصة الحوثي وقوات صالح ينتشرون وسط مساحات واسعة ويتمركزون وسط المزارع في منطقة الأشراف، حيث كان يتم قنص أي شخص محسوب على المقاومة يقترب أو يصل من المكان.
مصادر أفادت لنا أن فرار الحوثيين وخروجهم من منطقة الأشراف، حينها، مثل نصرا معنويا وحسيا كبيرا للمقاومة، لكنه لم يأت إلا بعد تمكن المقاومة من قطع خط ا?مداد عن المنطقة بالكامل، حيث اضطر الحوثيون للانسحاب والهروب بما قدروا على تهريبه وأخذه ليلا.وفي الصباح اقتحمت المقاومة المنطقة ودخلت المزارع، ,واقتحمت بيوت قيادات الحوثيين هناك ،حيث وجدت تلك البيوت خاوية على عروشها.
وبعد اقترابنا من منطقة السد استوقفتنا نقطة للمقاومة، قيل لنا أنه ممنوع الدخول إلى السد حفاظا على حياتنا من الألغام، ولما عرفوا أننا صحفيين، أخذوا بطاقة أحدنا وسمحوا لنا بالمرور.
شاهدنا أيضا هنجرا كبيرا قيل لنا أنه كان مصنعا، حيث تم استهدافه وتدميره بصورة شبه كلية من قبل طيران التحالف.
كما تم تدمير عدد من المباني التي كان يستخدمها الحوثيون، كما سقطت عدد من القذائف على الخط الرئيسي على طريق السد.
وعلى مقربة من السد قام الحوثيون بشق طريق فرعي ترابي، في أحد الهضاب المرتفعة، ويرتبط بالخط "الإسفلتي"،تبين لنا أن هذه تعد إحدى خطط الحوثيين في المعارك، حيث يلجؤون إلى أسلوب التمويه، وحتى لا يتم استهداف إمداداتهم.
تواجهك صورة الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الرئيس السابق لدولة الإمارات، متربعة على منطقة السد والتي كانت إلى جانبها صورة الرئيس السابق صالح، التي تم إنزالها من هناك. مع تمكن المقاومة والجيش والاستيلاء على المنطقة.
اقتربنا من السد أكثر فأكثر حتى وصلنا إلى غرفة التحكم في تصريف قنوات السد والتي مازالت مغلقة حتى اليوم ولم يجرؤ أحد الاقتراب منها، خوفا من وجود ألغام بداخلها.
وهنا أكد لنا عدد من عناصر المقاومة الشعبية أن الحوثيين لجأوا طيلة فترة بقائهم في السد إلى فتح قنوات تصريف مياه السد بشكل عبثي؛ الأمر الذي أدى إلى دفق وخروج مياه كثيرة جدا من السد، وهو الأمر الذي أثار استغرابنا عندما شاهدنا للسد، ولاحظنا أن عملية هدر كبيرة للسد قد حدثت، وهو ما أكده لنا عناصر في المقاومة ، وهي الأسباب ذاتها التي عزتها مصادر في المقاومة إلى قيام الحوثيين بفتح قنوات تصريف السد بشكل مستمر مما أدى إلى حدوث هذا الهدر الكبير في المياه السد.
ولم تكن هذه المعلومات التي حصلنا عليها اليوم هي وليدة اللحظة؛ فقد ذكرت مصادر مطلعة في وقت سابق أن الحوثيين يقومون بتبذير مياه السد بشكل غير طبيعي.
تجولنا في أنحاء متفرقة من السد، لا حظنا وجود عربة مدرعة تابعة للجيش على ظهر السد، وعدد من القادمين الذين يفدون لزيارة السد والتقاط صور "سيلفي" مع عوائلهم وأصدقائهم.