الرئيسية > ثقافة وفنون > الملحمة الغنائية "الفارس" إلى المسارح العربية والعالمية

الملحمة الغنائية "الفارس" إلى المسارح العربية والعالمية

الملحمة الغنائية "الفارس" إلى المسارح العربية والعالمية

يغزل الجيل الثاني من عائلة الرحابنة قصائد صحراوية ترتفع فرساناً ممسرحةً لتروي حكاية الخير والشر والحب والأسْر. ففي زمن غاب فيه دور الفارس العربي على أرض الواقع وأُسيء استخدام سيفه على مسارح القتال يقرر الأخوة الرحابنة عقد قران الموسيقى مع الشعر العربي لإنتاج فروسية درامية تعكس المأساة والوجع والقهر، مسرحية تزاوج فيها الشعر النبطي الإماراتي المستوحى من أشعار الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم حاكم دبي، مع الموسيقى اللبنانية. العمل الذي عُرض تحت عنوان "الفارس" بين 6 و9 يناير كانون الثاني 2016 في دبي، يسعى الأخوة مروان وغدى وأسامة الرحباني اليوم إلى عرضه على مسارح عربية وعالمية.

يدخل الرحابنة الجدد إلى ديوان حاكم دبي نائب رئيس دولة الإمارات ورئيس مجلس الوزراء الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم لصناعة البناء الدرامي المأخوذ من نصوص شعرية تحمل ملامح الشهامة، فيتم استخراج مسرحية "الفارس" وعرضها على مسارح دبي في ثالث عمل مسرحي رحباني بعد "أبو الطيب المتنبي" و"زنوبيا".

  

ترتكز المسرحية -وهي من تأليف وتلحين وتوزيع مروان وغدى وأسامة الرحباني وقصة وسيناريو مؤيد الشيباني ومروان الرحباني- على حكاية "الفارس" الدؤوب لبناء مدينته وإنقاذ حبيبته "شموس" من الأسْر حيث يجد نفسه في سباق مع المستحيل، ويثبت أنه قادر على خوض الحروب ضد آفة الظلام من أجل الحرية، وعلى أن يصبح  شعره تاليا صوتا خيّرا بين الأجيال وقادرا على أن يرث الحكمة من أجداده العظام.

وتجول المسرحية بين مفهوم العائلة الواحدة في زمن العنف والانحطاط والتردي، وتبرز في فصولها وجود أعداء يحاولون إعاقة طريق الفارس عبر الحسد وحياكة الدسائس، إلا أنه يتجاوزهم بما لديه من تأنٍّ وحكمة.

وتمر مسرحية الفارس بمراحل عدة بين الرقص والفانتازيا والحوار والموسيقى والشعر لتخلص في نهايتها إلى أن الفارس هو الفارس بكل معانيه؛ شعرا وبناء وفارس خيل، وأن حبيبته حرة شامخة تسير إلى جانبه في ساحات مدينته المزهوة برجالاتها والراسخة على الأرض بكامل حقيقتها.

ويقول أسامه الرحباني لرويترز إن كل هؤلاء الاشخاص يمكن لهم أن يصنعوا مدينة صالحة. ويضيف أن "نصوص الشيخ محمد لها بُعد درامي وفيها الكثير من الشعر والكثير من الفروسية والشهامة، وكان جميل جدا أن نزوّج الموسيقى الرحبانية العالمية مع اللهجة المحكية الإماراتية العامية، بالإضافة إلى الشعر الفصيح، وهذا كان شيئا رائعا."

 

شارك في إعداد العمل الفني فريق يضم نحو 800 فنان وعارض وخيّال وموسيقي يمثلون ما يزيد على ثلاثين جنسية مختلفة بالتعاون مع فريق من الكوادر المحلية. وجاءت المسرحية بتمويل من حكومة دبي مع إنتاج لمجموعة الرحابنة.

ويؤدي دور فارس الشخصية الرئيسية في العرض الفنان اللبناني غسان صليبا، وشاركته البطولة الفنانة الإماراتية بلقيس التي أدت دور الحبيبة "شموس" وذلك في أول تجربة مسرحية لها.

ويقول صليبا لرويترز إن "شخصية الفارس هو اسم على مسمى. هو فارس بمبادئه وأحلامه وشجاعته. هو يحلم بمجتمع متماسك متضامن بوحدة شعبه ويحلم بالمدينة التي تعيش فيها الناس بفرح وسعادة على اختلاف تلاوينهم. وهذا المضمون يمثل الفارس العربي الشجاع الكريم المقدام. هو الخير (الذي يقف) بوجه الشر."

ويضيف "العمل ككل يشكل إضافة للمسرح العربي لأنه يتميز بتركيبته كنص إضافة إلى أني لأول مرة أغني وألقي الشعر الإماراتي النبطي، وهو الشعر الذي يعتبر الأساس باللهجة الإماراتية لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد حاكم دبي. نحن نقدر هذا الإنسان لعطاءاته لبلده وهو عمل من دبي شغلة كبيرة في العالم على صعيد السياحة والنمو والأمان والتطور."

ويضيف "هناك شاشة سينما تواكب العرض بمشاهد إضافية تكمل الحدث الدرامي الموجود على الخشبة، وهذه المشاهد أضافت مشهدية حلوة وممتعة للمشاهد."

ومن القصائد التي غناها أو ألقاها غسان صليبا باللهجة النبطية "لا تدوس بدرب ما عمره سلك ..ميّز وخلّك على المعنى حذير..  تسير بليل في درب الهلك.. ولا تظن الزين يفرش لك حرير.. هوب كل الخيل نقوات الرّمك .. وهوب كل اللي له جناح يطير." وقال صليبا "حرام أن لا يتم عرض هذا العمل عربيا وربما عالميا لأنه عمل حلو فيه مستوى وقيمة فنية عالية جدا ومشهدية رائعة، ومن الجميل أن يصل إلى العالم."

أما غدى الرحباني فوصف الفارس بأنه "عمل غنائي مسرحي ملحمي من فصل واحد ومن إنتاج ضخم...كانت التجربة جديدة ولاقت استحسانا، إضافة إلى النص الحواري بالفصحى والأفلام ّ التي تضمنت الخيول والمعارك والحوارات الغنائية التي صورها ابن مروان الرحباني المخرج منصور الرحباني."

وقال لرويترز: "أكيد هناك خطة لعرضه عربيا ومن ثم عالميا. نحن نهتم بعرضه جدا لأن رسالة هذا الفارس هي رسالة سلام من دبي إلى العالم بشكل رمزي تحكي عن المنطقة العربية وتحكي عن كل إنسان عن الظلم عن اللاعدالة، ونحن نجري اتصالات في لبنان لأنه يجب أن يشاهد اللبنانيون كيف صارت هذه الأشعار الخليجية النكهة."

 أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)