الرئيسية > اخبار وتقارير > جهود دولية لإنقاذ الانقلابيين الحوثيين عبر المساعي المكثفة لاستئناف مباحثات السلام بعد التقدم الحكومي عسكريا واقتصاديا

جهود دولية لإنقاذ الانقلابيين الحوثيين عبر المساعي المكثفة لاستئناف مباحثات السلام بعد التقدم الحكومي عسكريا واقتصاديا

 ذكرت مصادر محلية أن قوات التحالف صعّدت غاراتها الجوية على معسكرات ومواقع الانقلابيين الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع علي صالح في العاصمة صنعاء والمناطق المحيطة بها، في الوقت الذي تحاول فيه الأمم المتحدة والعديد من الدول الغربية إنقاذ الانقلابيين الحوثيين عبر الدفع نحو مباحثات سلام قريبة.
وقالت لـ«القدس العربي» ان الغارات الجوية لقوات التحالف العربي تصاعدت بشكل كبير خلال الايام القليلة الماضية على معسكرات ومواقع الانقلابيين الحوثيين وقوات علي صالح في العاصمة صنعاء والعديد من المناطق المحيطة بها، والتي وصفت بغير المسبوقة منذ شهور.
وأوضحت أن عشية الجمعة السبت شهدت العديد من المواقع في العاصمة صنعاء الى غارات مكثفة، وفي مقدمتها معسكر النهدين، المطل على قصر دار الرئاسة وكذا بوابة القصر الرئاسي، بالاضافة الى معسكر الحرس الجمهوري (سابقا)ً والقوات الخاصة في منقطة الصُّبَاحة، في الضاحية الغربية للعاصمة صنعاء.
وفي الضواحي الشرقية لصنعاء، شهدت العديد من المناطق لقصف جوي مكثف وفي مقدمة ذلك قاعدة الديلمي الجوية، بلدة بيت مسعود في منطقة سنحان التي ينتمي اليها الرئيس المخلوع علي صالح، وكذا منطقة العرقوب في منطقة خولان الطيال وبلدة المدفون في منطقة نهم القبلية.
وذكر مصدر عسكري أن غارات جوية لقوات التحالف استهدفت العديد من مواقع ميليشيا الانقلابيين الحوثيين في كل من محافظات تعز وحجة، الحدودية مع السعودية، حيث تدور مواجهات عنيفة بين القوات الحكومية وميليشيا الانقلابيين الحوثيين وصالح بشكل شبه يومي متقطّع، والتي تشهد فيها ميليشيا الحوثيين تراجعاً إثر تلقيها ضربات قوية جواً من غارات قوات التحالف وأرضاً من قبل قوات الجيش الوطني والمقاومة الموالية للحكومة.
وقال لـ«القدس العربي» ان «هذه الغارات الجوية لقوات التحالف تزامنت وهيأت لعملية عسكرية كبيرة في محافظة الجوف، حيث بدأت القوات الحكومية من الجيش الوطني والمقاومة الشعبية صباح السبت بعملية عسكرية واسعة من اتجاهات عدة في منطقة الغيل التي تعتبر معقل ما تبقى من ميليشيا الحوثيين في محافظة الجوف، والتي تحرص الميليشيا على إبقائها في أيديهم نظرا لأهميتها الاستراتيجية لمحافظة الجوف وللمحافظات المجاورة لها وفي مقدمتها محافظة مأرب». 
وأشار الى أن «ميليشيا الانقلابيين تشهد ضعفاً واضحاً وجبهاتها تشهد تراجعاً ملحوظًا، ومعنويات مقاتليها لم تعد بالمستوى نفسه التي كانت عليها في السابق، ربما إثر تراجع الدعم المادي لهم من قبل الميليشيا التي بدأت تفقد مصادر تمويلها وفي مقدمة ذلك البنك المركزي الذي خرج من أيديهم». وحاولت ميليشيا الحوثيين خلال الأيام القليلة الماضية إشغال القوات السعودية بفتح جبهات على الشريط الحدودي اليمني ـ السعودي، غير أن الميليشيا تتلقى ضربات قوية نتيجة ذلك، سقط جراءها العديد من مقاتليها، بينهم قيادات متوسطة.
في غضون ذلك تشهد الدبلوماسية اليمنية تحركات واسعة منذ مطلع الشهر المنصرم، لتحريك الملفات الساخنة التي ظلت غير فاعلة خلال الفترة السابقة، وفي مقدمتها الملف الاقتصادي والذي اتجهت الحكومة نحوه لفتح جبهات جديدة عبره لمحاصرة الحوثيين واستنزاف مواردهم بعد ان استنزفوا القوات الحكومية عسكريا لأكثر من عام ونصف عام.
وحصلت الحكومة اليمنية على ضوء أخضر من قبل القوى المؤثرة في المجتمع الدولي المهتم بالشأن اليمني وفي مقدمة ذلك المؤسسات النقدية الدولية، ويعتزم مجلس إدارة البنك المركزي اليمني المعيّن حديثاً من قبل الرئيس عبدربه منصور هادي، والذي أوكلت اليه مهمة نقل مقر البنك المركزي الى محافظة عدن، بدلاً من العاصمة صنعاء التي تسيطر عليها ميليشيا الحوثيين، زيارة البنك وصندوق النقد الدوليين قريباً لاستكمال الترتيبات بشأن نقل آليات وعمليات البنك المركزي اليمني المصرفية الى عدن لدى المؤسسات النقدية الدولية وكذا الحصول على موافقتها فيما يتعلق بطباعة أوراق نقدية جديدة للعملة اليمنية الريال على خلفية استنزاف الحوثيين لها من البنوك والأسواق اليمنية. 
إلى ذلك ذكرت العديد من المصادر السياسية المقربة من الحكومة ان الأمم المتحدة وبعض الدول الكبرى بدأت تحركاتها المتسارعة لانقاذ الحوثيين وحليفهم صالح من الانهيار العسكري والاقتصادي الوشيك في ظل الضغوط الكبيرة التي يواجهونها في الوقت الراهن، في محاولة من الأمم المتحدة وبعض الدول الكبرى للحفاظ على الانقلابيين ربما كعامل للتوازن السياسي في المستقبل اليمني بعد ان تضع الحرب أوزارها.

 أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)