ولشخصية بن حبتور وتوقيت تعيينه من قبل الانقلابيين دلالاته، إذ أن الرجل "ذو الوجهين" كما يلقبه البعض، عينه الرئيس عبد ربه منصور هادي في عام 2014 محافظا لعدن، لكنه انقلب على الشرعية بعد أشهر من العمل في الخفاء، كما أنه متهم بالتورط في محاولة لاغتيال الرئيس اليمني، بحسب مصدر مقرب من الرئيس.

ويعكس تكليف المتمردين لبن حبتور بتشكيل الحكومة في صنعاء بشكل منفرد، إصرار الميليشيا الانقلابية على نسف أي جهد يهدف إلى إيجاد تسوية سلمية للصراع اليمني.

أما توقيت التعيين فجاء في ظل مساع من الأمم المتحدة لجس نبض الأطراف اليمنية بشأن هدنة جديدة. كما أنه يأتي بعد قرار الحكومة الشرعية بنقل البنك المركزي من صنعاء إلى عدن.

هذا القرار أصاب الانقلابيين بالارتباك في ظل ما يمثله من أثر سلبي على وضعهم المالي، بعد أن كشفت الحكومة الشرعية وجود تجاوزات بملايين الدولارات قام بها الانقلابيون في البنك المركزي بصنعاء.

ولعب بن حبتور دور بطل مسرحية هزيلة قبيل اقتحام الانقلابيين لعدن، حيث كان كثير الظهور على القنوات التلفزيونية منددا بالانقلاب ومهددا الانقلابيين من الاقتراب نحو عدن، وحين اجتاح الحوثيون عدن، صاحبهم بن حبتور في زيارة إلى البنك المركزي بمدينة كريتر.

وبعد انتقال الرئيس اليمني إلى الرياض، وعقب أيام قليلة من انطلاق عملية عاصفة الحزم أصدر هادي قرارا أقال بموجبه بن حبتور وعين بدلا عنه الشيخ نائف البكري محافظا لعدن، ليعود بن حبتور ويطل من نافذة الانقلابيين عبر مجلس يلقى رفضا إقليميا ودوليا لما يمثله من خرق لكل القرارت بشأن اليمن.

ويشهد اليمن منذ 19 شهرا حربا بين المتمردين الحوثيين وحلفائهم أنصار الرئيس السابق علي عبدالله صالح من جهة، والقوات الحكومية الموالية للرئيس هادي من جهة أخرى.