تواصلت أمس ولليوم الثاني مناورات «درع الخليج 1» في مياه الخليج العربي ومضيق هرمز وبحر عُمان كأكبر مناورة عسكرية بحرية سعودية في المنطقة، بمشاركة تشكيلات من القوات البحرية الملكية السعودية بالأسطول الشرقي، التي تضم السفن والزوارق السريعة وطيران القوات البحرية ومشاة البحرية ووحدات الأمن البحرية الخاصة لتوجه عدة رسائل سياسية وسط محيط إقليمي متوتر.
ويعكس التمرين القدرات العسكرية للمملكة في خوض أشرس العمليات القتالية البحرية ، وقدرة قوات البحرية السعودية على مواجهة أي حرب محتملة في إقليم مضطرب أصلاً بسبب التدخلات الإيرانية في شؤون المنطقة.
ويرى محللون عسكريون أن التمرين الذي انطلق في الوقت الذي لا تزال فيه السعودية تخوض حرباً على الحدود الجنوبية ضد الميليشيات الحوثية ضمن تحالف عربي يهدف إلى استعادة الشرعية في اليمن يبعث بعدة رسائل سياسية بأن الرياض ستظل قوة عسكرية وسياسية واقتصادية إقليمية ودولية لا يمكن تجاوزها، فضلاً عن كونها رقما صعبا في السياسة الدولية.
ووفقا لما أعلنه قائد التمرين العميد البحري الركن ماجد القحطاني ، فإن مناورات «درع الخليج 1» تشمل جميع أبعاد العمليات البحرية، حيث تتضمن الحروب الجوية والسطحية وتحت سطحية والحرب الإلكترونية وحرب الألغام وعمليات الأبرار لمشاة البحرية ووحدات الأمن البحرية الخاصة والرماية بالذخيرة الحية.
ويرى المحللون أن مناورات «درع الخليج 1» أقلقت الحرس الثوري الإيراني، حيث زعم قائدها بأن المناورات ستسبب توتراً وزعزعة لاستقرار الخليج، وهو ما فسره مراقبون بأن حكام طهران انتابهم القلق من خطوة المملكة بتنفيذ هذه المناورات والتي تمثل استعراضاً لقوة البحرية السعودية.
ويقول الخبير والمحلل العسكري السعودي عميد متقاعد نايف الشمري إن مناورات «درع الخليج» الأولى ستتبعها ثانية وثالثة ورابعة طالما أن الهدف الاستراتيجي هو رفع الجاهزية القتالية والأداء الاحترافي لوحدات ومنتسبي القوات البحرية استعدادا لحماية المصالح البحرية للمملكة العربية السعودية ضد أي عدوان محتمل.
وأضاف أن المناورات البحرية تأتي بعد تسعة شهور تقريبا من مناورات «رعد الشمال» البرية التي تمت في حفر الباطن شمالي المملكة بمشاركة قوات من دول عدة عربية وإسلامية والذي صنف كأحد أكبر التدريبات العسكرية في العالم ، حيث تأتي استجابة لقراءة تحديات المرحلة المقبلة وأهمية استباقها برفع جاهزية أنظمتها وقطاعاتها العسكرية.
