الرئيسية > عيون الصحافة > صحيفة إماراتية: إيران الفائز الوحيد من الأزمة في اليمن

صحيفة إماراتية: إيران الفائز الوحيد من الأزمة في اليمن

صحيفة إماراتية:  إيران الفائز الوحيد من الأزمة في اليمن

حالة من الترقب العربي والدولي لتلك الأزمة التي تضرب اليمن، عقب خطوات الحوثيين المتسارعة؛ من أجل فرض سيطرتهم على أكبر قدر من المؤسسات الحكومية ومفاصل الدولة، في طريق انتقامي قررت تلك الجماعة أن تسلكه للحصول على حقوقها عقب فترات طويلة من التهميش، وذلك في الوقت الذي تنذر فيه الأزمة بتداعيات خطيرة، تُشكّل تهديداً مباشراً للعديد من دول المنطقة، لاسيما الدول الخليجية ومصر، خاصة مع تهديدات الحوثيين لمضيق باب المندب.

الأوضاع السياسية والأمنية غير المستقرة في اليمن، طرحت العديد من التساؤلات حول ماهية الدور الذي تلعبه قوى إقليمية في الدفع بتلك الأزمة؛ ومنها إيران "الفائز الوحيد من الأزمة وفقاً لما يراه عدد من الخبراء العسكريين" ، في الوقت الذي يبدي فيه الكثيرون تخوفاتهم بشأن تفاقم تلك الأزمة، مطالبين بتضافر الجهود العربية والدولية؛ لمكافحة الإرهاب في اليمن، والدفع بحلحلة سلمية للأزمة.

وقال مستشار إدارة الشؤون المعنوية بالقوات المسلحة المصرية اللواء عبد المنعم كاطو: «إن الأزمة اليمنية تمثل تهديدا مُباشرا على أمن المنطقة العربية، لاسيّما دول الخليج ومصر، وذلك نتيجة تهديد المجرى الملاحي في مضيق باب المندب»، مؤكدا في تصريحات خاصة لـ«البيان»، أن «سيطرة الحوثيين سيكون لها تداعيات كبيرة على المنطقة، من الناحية الاجتماعية وليس السياسية فقط ».

السيطرة على باب المندب

أما عن التهديدات غير المباشرة، فرأى المدير الأسبق لمركز الدراسات الإستراتيجية بالقوات المسلحة المصرية اللواء علاء عز الدين محمود في تصريحات خاصة لـ«البيان»، أن سيطرة الحوثيين الكاملة في اليمن تعني سيطرة إيران على باب المندب ومضيق هرمز، وهو الأمر الذي يعني تحكمها في حركة البترول من دول الخليج للدول الغربية والولايات المتحدة الأميركية، وهو ما يؤكد عدم سماح الولايات المتحدة والعديد من الدول بمثل هذا السيناريو، حيث ان الولايات المتحدة تراقب الوضع الآن عن كسب، ومع استشعارها بالخطر سيكون الحل أمامها التدخل العسكري للقضاء عل سيناريو تحكم إيران في مسار النفط، وفق تصريحاته.

ورغم الإنكار الإيراني لصلة طهران بالحوثيين ودعمها لهم، إلا أن ذلك الرابط الطائفي الذي يربط بين كل من الجماعة وإيران هو ما يدفع بتأكيد التمويل الإيراني لما يحدث في اليمن، وبحسب تصريحات عز الدين، فإن انصباب ما يحدث مع مصالح إيران.

استبعاد التدخل العسكري

بينما تحاول الدول العربية التي تشعر هي الأخرى بالخطر المباشر، أن تلعب دورا مباشرا، لاسيما مصر التي ستكون أحد أبرز المتضررين في حال سيطرة الحوثيين على باب المندب، حيث إن باب المندب يعد الصمام والمدخل الجنوبي لقناة السويس، وأي تطورات في باب المندب تؤثر سواء على القناة، ورغم ذلك الخطر إلا أن عز الدين أكد أن التدخل العسكري المصري في اليمن يعد أمرا مستبعدا، مؤكدا أن مصر ستحاول التعاون مع اليمن من أجل الوصول لحل سياسي سلمي.

فيما يرى مراقبون أن ما يحدث في اليمن من تطورات هو نتاج طبيعي لحالة الفوضى التي تسيطر على البلاد، في ظل وجود عدد من القبائل المسلحة التي تبحث عن مصالحها السياسية الخاصة في إدارة شؤون البلاد، مع عدم تواجد سلطة متماسكة في البلاد، وهو الأمر الذي ينبئ بوقوع اليمن في حالة انهيار كاملة، والوصول لمرحلة اشتعال الحرب الأهلية بين هذه القبائل، تجعل التدخل العسكري الدولي أمرا متوقعا.

وفي هذا الصدد، أوضح المستشار العسكري بمركز الدراسات السياسية والإستراتيجية بالأهرام اللواء محمد قدري سعيد في تصريحات خاصة لـ«البيان»، أن «الأوضاع في اليمن سيئة للغاية وأن الأطراف اليمنية غير قادرة على الوصول لوضع أفضل، وعلى الدول العربية أن يكون لها دور في الفترة المقبلة؛ حتى لا يصل اليمن إلى حالة الانهيار الكامل، التي ستؤدي إلى أمور لا يحمد عقباها، من آثار ستشمل كافة دول المنطقة دون استثناء».