الرئيسية > اخبار وتقارير > الهدنة: خيارات السلام والحرب تتجه نحو المجهول

الهدنة: خيارات السلام والحرب تتجه نحو المجهول

بدأت ظهر أمس السبت هدنة دعا إليها التحالف العربي لمدة 48 ساعة قابلة للتمديد تلقائيا في حال التزم الطرف الانقلابي الحوثي وحلفاؤه من قوات صالح بوقف إطلاق النار، في خطوة مفاجأة دفعت بخيارات استعادة السلطة الشرعية لليمن نحو المجهول في ظل عدم مراوحة الحرب والسلام مكانهما في اليمن.
وذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) ان التحالف العربي الذي تقوده السعودية، أعلن صباح امس السبت، عن وقف لإطلاق النار في اليمن، لمدة 48 ساعة، قابلة للتمديد تلقائيا في حال التزم الحوثيون بذلك.
وقال التحالف في بيان رسمي «إنه تقرر أن يبدأ وقف إطلاق النار اعتباراً من الساعة 12 ظهرا بتوقيت اليمن ( 9 بتوقيت غرينيتش) من يوم السبت 19 صفر 1438هـ الموافق 19نوفمبر2016م ولمدة 48 ساعة». 
وأوضح البيان أن الهدنة التي اعلنت من طرف التحالف «تتمدد تلقائياً في حال التزام ميليشيات الحوثي والقوات الموالية لها بهذه الهدنة والسماح بدخول المساعدات الإنسانية للمناطق المحاصرة وفِي مقدمتها مدينة تعز ورفع الحصار عنها وحضور ممثلي الطرف الانقلابي في لجنة التهدئة والتنسيق إلى ظهران الجنوب».
وذكر البيان، أن إعلان الهدنة «جاء وفقاً للرسالة التي تلقاها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود من الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية اليمنية المتضمنة أن ذلك قد تقرر تجاوباً مع جهود الأمم المتحدة والجهود الدولية لإحلال السلام في اليمن وبذل الجهد لإدخال وتوزيع أكبر قدر من المساعدات الإنسانية والطبية للشعب اليمني».
وأكد أن قوات التحالف «ستلتزم بوقف إطلاق النار وفقاً لما تضمنته رسالة الرئيس اليمني من انه في حال استمرار الميليشيات الحوثية والقوات الموالية لها بأي أعمال أو تحركات عسكرية في أي منطقة فسوف يتم التصدي لها من قبل قوات التحالف مع استمرار الحظر والتفتيش الجوي والبحري والاستطلاع الجوي لأي تحركات لميليشيات الحوثي والقوات الموالية لها».
وقال مراقبون لـ»القدس العربي» ان «هذا القرار وإن كان يصب في خانة الاختبار لمدى جدية الانقلابيين الحوثيين وصالح في الالتزام بوقف إطلاق النار فإنه يدفع بخيارات استعادة السلطة الشرعية لليمن نحو المجهول في ظل عدم مراوحة الحرب مكانها وانسداد الأفق أمام مبادارت السلام في اليمن».
وقالوا «ان المبادرة الأمريكية وقبلها خريطة الطريق التي تبنتها الأمم المتحدة خلال الأسابيع الماضية لحل الأزمة في اليمن وكذا الضغوط الغربية على دول التحالف تدفع جميعا باتجاه محاولة إنجاز أي اتفاق سلام في اليمن بأي ثمن قبيل مغادرة أوباما للبيت الأبيض، للإبقاء على منجزاتهم في اليمن وفقا للمشروع الأمريكي في المنطقة».
وأضافوا أن الإدارة الأمريكية الحالية ربما حاولت الضغط على دول التحالف وعلى الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي من أجل القبول بهذه المبادرة وبخريطة طريق الأمم المتحدة، قبل أن تضيع الفرصة المتاحة في الوقت الراهن، قبل رحيل إدارة أوباما، لأن الإدارة الأمريكية الجديدة التي ستتسلم السلطة مطلع العام المقبل قد لا تعير القضية اليمنية أي اهتمام، بل وقد تلعب دورا سلبيا في ظل التقارب المتوقع بين الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب وبين الرئيس الروسي فيلاديمير بوتين الذي يسير في فلك واحد مع السياسة الإيرانية.
ويرى سياسيون أن القضية اليمنية تدخل هذه الأيام منعطفا خطيرا، في ظل عدم قدرة أي من الطرفين المتصارعين (الحكومة والانقلابيين) حسم الحرب لصالحه، بعد أكثر من عام ونصف من الاقتتال والمواجهات الشرسة التي سقط خلالها آلاف القتلى وعشرات الجرحى ودمّرت الكثير من البنى التحتية وتسببت في انهيار الاقتصاد اليمني إلى الحضيض وتدمير كافة مقومات الدولة.
وأكدوا أن استمرار الحرب اليمنية بهذه الطريقة التي ليس فيها أي منتصر أصبحت أيضا مكلفة ومرهقة لقوات التحالف العربي، فإن أي فرصة للسلام في الوقت الراهن ينبغي أن تؤخذ بعين الإعتبار وأن تتحمل الأطراف المتحاربة المسؤولية الأخلاقية والسياسية والإنسانية لتجنيب الشعب اليمني المزيد من الويلات والعذابات والدمار الذي لَحِق بكل شيء جميل في البلد.

 أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)