أطلق مكتب الزراعة والري في محافظة مأرب حملة إلكترونية ترويجية للتعريف بسد مأرب العظيم وتاريخه والتحول الذي أحدثته عملية إعادة بنائه على نفقة المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس دولة الإمارات-طيب الله ثراه- حيث افتتح السد الجديد في 21 ديسمبر 1986.

وأوضح المدير العام لمكتب الزراعة المهندس سيف الولص أن تدشين الحملة الإلكترونية يأتي في إطار تدشين العديد من الفاليات الاحتفائية بمناسبة مرور 30 عاماً على إعادة بناء السد. ويقيم مكتب الزراعة فعاليات عديدة منها صباحية شعرية ومهرجان فني، إضافة إلى إقامة ندوة علمية عن التحول الذي أحدثه إعادة بناء السد وأثره على القطاع الزراعي والسياحي بالمحافظة.

دور الإمارات

وبدعم الإمارات العربية المتحدة والمغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، تم إعادة بناء السد الجديد، حيث تم افتتاحه وتدشينه يوم الأحد 21 ديسمبر 1986، حيث أصبحت مساحة حوض السد الجديد بعد الترميم 30.5 كيلومتراً مربعاً، وسعته التخزينية حوالي 4000 مليون متر مكعب، فيما تعمل بوابة التصريف بطاقة 35 متراً مكعباً في الثانية، في حين يروي السد نحو 16.570 هكتاراً.

ويبلغ عمق القاطع الخرساني في السد بعد الترميم الأخير 60 متراً، ومساحة القاطع الخرساني 24 ألف متر مربع، وطول جسم القاطع الخرساني 763 متراً، وعرض جسم القاطع الخرساني عن مستوى سطح الوادي 337 متراً، فيما يبلغ عرض جسم القاطع الخرساني عند مخرج المياه من بوابة التصريف 1955 متراً.

وبلغ إجمالي حجم الردميات في جسم السد 3 ملايين متر مكعب وتمت إزالة 200 ألف متر مكعب من الصخور من جانبي الموقع وتغطية جسم السد بالصخور التي بلغت 100 ألف متر مكعب، وشارك في إنشاء السد الجديد حوالي 400 مهندس واستشاري وعامل وفني وإداري وغيرهم.

على مراحل

يشار إلى أن سد مأرب القديم تم بناؤه على مراحل كانت بدايتها في الألف الأول قبل الميلاد ثم تطور السد بعد ذلك حتى اتخذ شكله النهائي والكامل بجميع مرافقه ومصارفه في القرن الخامس قبل الميلاد.

وشيد السد على وادي أذنة بين جبلي البلق الشمالي والبلق الوسط. ويبلغ ارتفاعه 18 متراً، وطوله بين الصدفين نحو 700 متر، وكان يروي نحو 10 آلاف هكتار من أراضي الجنتين. ودلت الآثار الحميرية القديمة أن أول من بنى السد هو علي ينوف وابنه تبع آمر وذلك في العام 700 قبل الميلاد.

وأعيد ترميم السد أربع مرات نتيجة الفيضانات الكبيرة، وقام بالترميم الرابع أبرهة الحبشي في العام 557 بعد الميلاد، حيث بلغ ارتفاع السد القديم 18 متراً، وطوله 600 متر، ومساحة بحيرة السد قديماً 8 كيلومترات، في حين السعة الإجمالية لحوض التخزين يصل إلى 55 مليون متر مكعب. أما حجم الطمي النازل سنوياً إلى داخل بحيرة السد فتبلغ حوالي مليونين ونصف المليون متر مكعب، ويبلغ متوسط قوة اندفاع السيول في السد لمدة عامين حوالي 950 متراً مكعباً في الثانية.

وتقدر قدرة طاقة القناتين الرئيستين معاً بحوالي 600 متراً مكعباً في الثانية، أما مساحة الأراضي التي كان يسقيها السد قديماً فحوالي 10 آلاف هكتار، ومساحة الأراضي الواقعة على يمين الوادي (الجنة اليمنى) أكبر من مساحة الأراضي الواقعة على يسار الوادي (الجنة اليسرى)، وكانت الأراضي المزروعة آنذاك تكفي لإطعام من 30 ألفاً إلى 50 ألف نسمة.

4 ترميمات

شهد سد مأرب ترميمات عديدة قبل الترميم الأخير، أبرزها الترميم الأول في المئة الأولى قبل الميلاد في عهد الملك ياسر يهنعم ملك سبأ وذو ريدان وحضرموت ويمنات، والترميم الثاني سنة 300 ميلادية. أما الترميم الثالث فكان سنة 457 م ، والترميم الأخير في عهد أبرهة الأشرم في 557م.