الرئيسية > اخبار وتقارير > تقرير دولي: الجماعات المسلحة في اليمن والعراق وسوريا ستستفيد من الفوضى وتنتعش خلال العام 2017

تقرير دولي: الجماعات المسلحة في اليمن والعراق وسوريا ستستفيد من الفوضى وتنتعش خلال العام 2017

في دراسة للمعهد الأوروبي للدراسات الآسيوية حدد فيها الأزمات التي ستتسيد عام 2017 وأهمها أمريكا في ظل الإدارة الجديدة لدونالد ترامب والذي قاد حملته الانتخابية بناء على رؤية «أمريكا أولاً» ودعا فيها لإعادة النظر في قيادة أمريكا العالمية والتركيز على دعم الداخل. 
وأشارت الدراسة إلى أن أمريكا ستكون تحدياً للعام الجديد، ففي الوقت الذي كانت فيه ورقة رابحة لقيادة العالم إلا أنها لن تكون كذلك في عهد الإدارة المقبلة. فبدلاً من استخدام القوة الأمريكية لنشر الديمقراطية والتدخل في النزاعات سيقوم ترامب بالتأكيد على مصالحها الخاصة. 
وسياسة كهذه ستؤثر على علاقة أمريكا مع الحلفاء الأوروبيين وفي الشرق الأوسط. وأشار المعهد إلى تحد ثانٍ ويتعلق بالتغييرات في قيادة الحزب الشيوعي الصيني خريف هذا العام. ومن هنا فستؤثر استفزازات الرئيس الأمريكي للصين على موقع بكين وعلاقتها بملفات عدة تتراوح من ملف كوريا الشمالية النووي إلى التوسع في بحر الصين الجنوبي والشرقي وتايوان واليابان. 
وفي أوروبا، القارة العجوز ستخرج المستشارة الألمانية لو فازت في انتخابات هذا العام ضعيفة بشكل سيحرم أوروبا من قيادة تحتاجها بشكل ماس. وذلك في ظل صعود النزعات الشعبوية وتفكك الاتحاد الأوروبي وأزمة اليونان المالية وأزمة اللاجئين. 
وتوقعت الدراسة نمواً اقتصادياً بطيئاً فالدول الصاعدة مثل المكسيك والهند حققت ما يمكن تحقيقه من نمو العام الماضي، فيما تنشغل فرنسا وألمانيا بعام انتخابات ولا تستطيعان والحالة هذه إجراء إصلاحات اقتصادية. 
أما بريطانيا فمنشغلة بالخروج من الاتحاد الأوروبي. وتواجه جنوب أفريقيا مشاكل نابعة من طريقة حكم جاكوب زوما ولم تثمر خطط طموحة للإصلاح في البرازيل والسعودية بعد. وأضافت الدراسة أن مشاكل الشرق الأوسط ستستمر وسيواصل التقدم التكنولوجي في وسائل التواصل تأثيره على سلطة الأنظمة الديكتاتورية. 
وستواجه المصارف المركزية خاصة الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي معوقات نابعة من تدخل الإدارة الأمريكية وسينسحب الوضع على المصارف المركزية الأوروبية. 
وستظل تركيا التي بدأت عامها بانفجارات وهجمات إرهابية تواجه وضعاً خطيراً، فهي من جهة تواجه نزاعا داخليا وتداعيات الوضع بالمنطقة العربية من جهة أخرى. هذا بالإضافة لطموحات كوريا الشمالية النووية وعلاقة ترامب المتوترة مع التكنولوجيا وتحديدا «سيلكون فالي».

عام الصفر

وفي المحصلة يعتبر عام 2017 هو «عام الصفر» يدخل فيه العالم فصلاً خطيراً لم يشهده منذ عقود كما يقول جين ماري غوينو، مدير مجموعة الأزمات الدولية، والدبلوماسي الفرنسي الذي عمل مع الأمين العام للأمم المتحدة في عمليات قوات حفظ السلام. 
ففي مقال نشره موقع مجلة «فورين بوليسي» أشار لعشرة نزاعات يجب مراقبتها في عام 2017. وناقش قائلًا إن تزايد موجات الحروب في السنوات الأخيرة جردت العالم من قدراته على مواجهة تداعياتها «فالفشل الجمعي لحل مشاكل تتراوح من موجة المهاجرين الدولية إلى انتشار الإرهاب أدى لولادة تهديدات وطوارئ جديدة، وحتى في المجتمعات التي تعيش سلاماً تقود سياسات الخوف إلى استقطاب خطير وديماغوجي». وعلى هذه الخلفية تم انتخاب ترامب رئيساً للولايات المتحدة، وهو أهم أحداث العام الماضي الذي سيترك آثاره الجيوسياسية على المستقبل.
ويقول غوينو إن حالة الغموض التي تتسم بها سياسة ترامب المتعلقة بالمواقف الخارجية تعمل على زعزعة الاستقرار خاصة عندما يتعلق الأمر بأهم لاعب على المسرح الدولي. ويشعر حلفاء الولايات المتحدة في أوروبا وفي شرقي آسيا بقلق حول التغريدات التي يطلقها بشكل جعلهم يتساءلون عن خططه لتطبيع العلاقات مع روسيا متجاوزاً قادة أوروبا وفيما إن كان سيمزق الاتفاق النووي الإيراني أو يقترح سباق تسلح. 
ولأن أحداً لا يملك الجواب على هذه التساؤلات فالمشلكة ستظل قائمة. ويضيف الكاتب أن الستين عاماً الماضية نالت حظها من الحروب التي تتراوح من فيتنام إلى رواندا والعراق. ولكن النظام العالمي الذي ظهر بعد الحرب الباردة ودافعت عنه وقادته الولايات المتحدة قام بترتيب العلاقات بين القوى الكبرى. 
ويواجه أزمة حتى قبل انتصار ترامب في الانتخابات. وبدأ التراجع في النظام الدولي، للأحسن والأسوأ، أثناء رئاسة باراك أوباما. 
وحاول الأخير تقوية المؤسسات الدولية وملء الفراغ. في ظل عقيدة ترامب «أمريكا أولاً» لم نعد نعتمد على الولايات المتحدة كي تقدم الدعم للمؤسسات الدولية. وعندما لا ترفق القوة العسكرية الأمريكية بالقوة الناعمة ينظر إليها كتهديد. 
ويقول إن حالة الشك في أوروبا ترافقت مع الفوضى التي تبعت تصويت بريطانيا للخروج من الاتحاد الأوروبي والتي قوت القوى القومية اليمينية والشعبوية في فرنسا وألمانيا وهولندا، وهي القوى نفسها التي ستمثل امتحاناً لصناديق الاقتراع هذا العام. 
ويحذر غوينو من تفكك الاتحاد الأوروبي، الموضوع الذي طغت عليه مشاكل متعددة في العالم قائلاً «لا نستطيع فقدان صوت أوروبا المتوازن في العالم». 
ويقول إن التنافسات الإقليمية تعمل على تغيير المجال السياسي، وهو أمر واضح في التنافس بين إيران ودول الخليج للتأثير بمنطقة الشرق الأوسط. وقاد هذا إلى حروب وكالة دمرت سوريا والعراق واليمن.

الوهم

ويناقش غوينو ما يدعو له الكثير من قادة العالم وهو الاتحاد حول هدف مشترك لقتال الإرهاب مشيراً إلى أنه «وهم» لأن الإرهاب عبارة عن تكتيك وعليه فمحاربة تكتيك لا يحدد استراتيجية. فالجماعات الجهادية تنتعش على الفوضى وتقوم باستغلال الحروب وانهيار الدول كي تعزز من قوتها. 
ولهذا فما يحتاجه العالم هو استراتيجية لمنع النزاعات تقوي وبطريقة شاملة الدول. وما يحتاجه النظام الدولي أكثر من التظاهر بوجود عدو مشترك. وبصعود ترامب إلى السلطة فإن دبلوماسية العقود التي كانت بارزة ستزداد. فقد حلت المقايضات التكتيكية محل الاستراتيجيات البعيدة المدى. 
ومن هنا فالتقارب بين روسيا وتركيا يحمل وعوداً لتقليل مستوى العنف في سوريا. ويجب على موسكو وأنقرة المساعدة فيما بعد على تشكيل حكم يشمل الجميع وإلا ظلتا متورطتين في المستنقع السوري. 
ويرى الكاتب أن الشرق الأوسط لن يعيش استقراراً طالما ظلت الأنظمة الشمولية تعزز قوتها وتتجاهل مطالب غالبية السكان. ويقول إن الاتحاد الأوروبي ـ المدافع عن الدبلوماسية القائمة عن القيم، عقد مقايضات مع تركيا وأفغانستان ودول أفريقيا للحد من تدفق اللاجئين. وربما استفادت أوروبا من عودة العلاقات الطبيعية بين الولايات المتحدة وروسيا للحد من التسلح. 
ويقول إن مدخل بكين الواقعي في علاقاتها مع دول آسيا وأفريقيا ودول أمريكا اللاتينية يظهر كيف تكون العلاقات عندما تغيب عنها الولايات المتحدة. 
ويرى الكاتب أن الترتيبات التعاقدية العابرة للدول قد تكون بمثابة إحياء للسياسة الواقعية. ولكن نظاماً دولياً يقوم على صفقات تعاقدية قصيرة الأمد لن يقود إلى عالم مستقر. 
وبدون نظام يمكن التكهن به وقواعد مقبولة من الجميع ومؤسسات قوية فإن الخسارة قوية. فقد أصبح العالم مائعاً بدرجة كبيرة ومتعدد الأقطاب تتجاذبه قوى متعددة ومتباينة من الدول واللاعبين غير الدول وجماعات مجتمع مدني ومسلحة أيضاً. 
ففي عالم ـ من الأسفل إلى الأعلى ـ لا يمكن للقوى العظمى أن تقوم وحدها باحتواء والسيطرة على النزاعات، ولكنها تستطيع التلاعب بها أو التورط فيها- ومن هنا فقد تكون النزاعات المحلية سبباً في اشتعال نزاع أكبر. 
ويعتقد الكاتب أن العولمة أصبحت حقيقة، فنحن مرتبطون معاً. فقد فجرت الحرب السورية أزمة لاجئين أسهمت في تصويت البريطانيين بنعم للخروج من الاتحاد الأوروبي ـ بريكسيت – والتي ستظل تداعياتها الاقتصادية والسياسية واضحة. 
ويعلق غوينو أن هناك بعض الدول قد ترغب بالاهتمام بنفسها إلا أن السلام والاستقرار لن يتحققا بدون إدارة تعاونية في شؤون العالم. وبناء على هذا يقرأ غوينو أهم عشر مشاكل وتحديات ستواجه العالم في عام 2017.

سوريا والعراق

هذان الملفان يقول غوينو إن الأحداث الأخيرة فيهما تظهر استمراراً لبشار الأسد في السلطة رغم الضحايا والدمار المادي الذي أصاب البلاد وتهجير نصف سكان سوريا البالغ عددهم 22 مليون نسمة. 
إلا أن داعمي النظام لا يستطيعون إنهاء الحرب لصالحه كما بدا في احداث تدمر الأخيرة وعودة تنظيم الدولة لها بعد تسعة اشهر من حملة عسكرية دعمها الطيران الروسي. ويقول إن استراتيجية الأسد لشل الجماعات المسلحة غير الجهادية أدت لتقوية الجهاديين مثل تنظيم «الدولة» و»جبهة فتح الشام». 
وأضعفت المعارضة المعتدلة من جديد بعد خسارتها حلب الشرقية في كانون الأول/ديسمبر والتي علم سقوطها نقطة تحول في مسار المنطقة. ورغم تعبير الدبلوماسيين الغربيين عن غضبهم إلا أنهم لم يقوموا بعمل شيء يمنع خسارة المعارضة معقلها الأخير في الشمال. 
وفي تعليقه على التطورات التي تبعت حلب من وقف إطلاق النار وجهود الترويكا ـ روسيا وتركيا وإيران والتحديات الكبيرة تظل جهود الدول أحسن ما هو موجود لتخفيف العنف في سوريا. 
ومن المتوقع استمرار الحرب ضد تنظيم «الدولة» ويجب منعه من إثارة عنف جديد. وتتنافس تركيا مع قوات حماية الشعب في حرب تنظيم الدولة وكلاهما لقي دعماً من الولايات المتحدة. ومن هنا فيجب على الرئيس الأمريكي المقبل أن يجعل من تخفيف النزاع بين تركيا وأكراد سوريا أولوية تتفوق على استعادة مناطق من تنظيم «الدولة» الذي سيكون المستفيد الأول من أي عنف بين الطرفين. 
ويناقش أن هزيمة الجهاديين الذين خسروا مناطق واسعة في العراق وسوريا لا تعني نهاية تنظيمهم، فستظهر حركة جديدة لمواصلة الحرب طالما لم يتم حل المشاكل الرئيسية التي قادت لظهورهم. فقد ظهر تنظيم «الدولة» من ركام الفشل في العراق وتوسع ونشر آيديولوجيته العالمية بعيداً عنه. 
وتأثرت قدرة العراق نفسه على الحكم بسبب الدمار الشامل لمناطق فيه وعسكرة الشباب والمجتمع العراقي المصدوم. ونتيجة لهذا فقد تفكك العراق إلى شيعة وسنة وأكراد وأحزاب سياسية وميليشيات تتنافس فيما بينها وبدعم من القوى الإقليمية على مصادر البلاد وثرواته. ومن هنا فهناك حاجة لتعاون الشيعة الذين يحكمون في بغداد والأكراد في كردستان شمال العراق للحد من سطوة الميليشيات. 
وعن معركة استعادة الموصل، يقول الكاتب إن اساءة التعامل مع النصر قد تحوله لفشل وستفتح المجال أمام القوى المحلية والإقليمية مواصلة التنافس فيما بينها.

تركيا

يرى غوينو أن هجوم السنة الميلادية الجديدة في اسطنبول قد يكون نذيراً لهجمات جديدة من تنظيم الدولة الذي أعلن المسؤولية ويبدو أنه يستهدف الدولة التركية. وتواجه هذه عنفاً آخر من حزب العمال الكردستاني والجماعات الآخرى المرتبطة به. ويعتقد الكاتب أن تركيا التي تعيش استقطاباً سياسياً وتئن من المشاكل الإقتصادية مرشحة لمزيد من الإضطرابات. 
ويقدم هنا صورة عن العلاقات المتوترة بين تركيا- عضو الناتو- ودول الاتحاد الأوروبي وكذا العلاقات الباردة مع واشنطن بسبب رفض الأخيرة ترحيل رجل الدين المتهم بانقلاب تموز/يوليو 2016 الفاشل بالإضافة للدعم الذي تقدمه للأكراد في سوريا. 
كل هذا دعا تركيا للبحث عن تحالفات جديدة مع روسيا وإيران. ولكن تركيا وإيران تظلان في مسار خطير نظراً لخلافهما الجوهري في العراق وسوريا.

اليمن

وخلقت الحرب في هذا البلد أزمة إنسانية اخرى ودمرت البلاد التي تعتبر من أفقر دول العالم العربي. وهناك ملايين من السكان يعيشون على حافة الجوع بشكل يجعل من التوصل لوقف شامل لإطلاق النار وتسوية سياسية أمراً عاجلاً وملحاً. 
وعانى اليمن من الحصار والهجمات الجوية كما يقول. ويشير إلى أن كل أطراف النزاع متهمة بارتكاب جرائم حرب ضد المدنيين. ويقول إن السعودية دخلت الحرب عام 2015 لطرد الحوثيين من العاصمة صنعاء وإعادة الحكومة الشرعية. وتتهم السعودية إيران بدعم المتمردين، ويقول الكاتب إن من مصلحة إيران بقاء السعودية متورطة بحرب طويلة في اليمن. 
ورغم فشل الجهود الدبلوماسية فهناك إمكانية لإقناع الأطراف المتنازعة بالقبول بخريطة طريقة تنهي الحرب. ويقول إن الكثير يعتمد على السعودية والداعمين الدوليين لها خاصة الولايات المتحدة وبريطانيا للقبول بتسوية. ومن هنا فاستمرار الحرب لن يفيد إلا الجماعات الجهادية بما فيها تنظيم القاعدة التي انتعشت وسط فوضى اليمن.

منطقة الساحل والصحراء وبحيرة تشاد العظمى

أسهمت النزاعات المتداخلة في هذه المناطق إلى معاناة إنسانية عظيمة وتشريد 4.2 مليون نسمة. وتنازعت فيها العصابات الإجرامية والجماعات الجهادية التي استفادت من الحدود المنبسطة وعدم قدرة الحكومات السيطرة على جبهاتها الحدودية. 
واستطاعت الجماعات الجهادية شن هجمات من معاقلها الآمنة هذه ضد بوركينا فاسو والنيجر وساحل العاج. ولا تزال القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وحركة «المرابطون» ناشطة في هذه المناطق. ومن المتوقع مواصلة نشاطاتهما هذا العام. 
وربما واجهت مالي مخاطر جديدة بعد انهيار الاتفاق مع حركة أزواد الانفصالية. ومن هنا يجب على القوى الإقليمية استخدام القمة الافريقية نهاية الشهر الحالي وإحياء محادثات السلام. ويجب أن تلعب الجزائر دور الوسيط الرئيسي خاصة أنها تقوم بدور مهم لتحقيق الإستقرار في المنطقة. أما في منطقة بحيرة تشاد، فقد شاركت الحكومة التشادية في الحرب ضد جماعة بوكو حرام. 
وكان الرئيس النيجيري قد أعلن نهاية العام الماضي سحق آخر ملجأ لبوكو حرام في غابات سامبيسا، إلا أن الحركة لا تزال ناشطة. ومع أنها انقسمت على نفسها بسب صراع السلطة إلا أنها لا تزال مصممة. 
ويرى غوينو أن تمرد بوكو حرام والرد العسكري القاسي عليها وغياب الدعم للمدنيين الذين وجدوا أنفسهم وسط النزاع تهدد كلها بخلق دائرة لانهائية من العنف واليأس.

تحديات متعددة

ويضيف الكاتب إلى مجمل التحديات التي يواجهها العالم هذا العام النزاع على السلطة في جمهورية الكونغو الديمقراطية. 
فرغم موافقة جوزيف كابيلا على التنحي عن السلطة بنهاية 2017 إلا ان التحدي الأكبر هو التحضير للانتخابات من أجل نقل سلمي للسلطة. وكان تصميم كابيلا الاستمرار بالسلطة بعد نهاية ولايته الثانية في خرق واضح للدستور مدعاة لتظاهرات واحتجاجات في البلاد. 
ويقول غوينو إن استشراء الفساد وخوف حاشية كابيلا من الخسارة يعني أنهم لن يتركوا السلطة بسهولة. ويقول إن التوتر في كينشاسا أسهم في زيادة العنف بجيوب نزاع أخرى في البلاد. 
وهناك جنوب السودان، فهذه الدول الناشئة لا تزال تعاني من عنف عرقي وقبلي شرد أكثر من 1.8 مليون نسمة وأجبر 1.2 مليون نسمة على ترك البلاد. وتدور الأزمة حول الرئيس سلفاكير ونائبه رياك مشار الذي عاد إلى البلاد بناء على اتفاق ليغادرها من جديد. وكذا أفغانستان التي تمثل تهديداً خطيراً للسلام والأمن العالميين. 
فبعد أكثر من 15 عاماً على الحملة التي قادتها الولايات المتحدة ضد طالبان تعود الأخيرة وتبني قواعد جديدة. وتعتبر الحرب في أفغانستان من اطول حروب أمريكا إلا أنها لم تذكر في الحملات الإنتخابية. ويعتقد الكاتب أن التوجه الاستراتيجي يجب أن يركز على تسوية تتضمن أفغانستان بمشاركة روسيا والباكستان والصين. 
وأعلنت الدول هذه عن تحالف ثلاثي ضد الإرهاب. وهناك ميانمار، التي تقود فيها الحائزة على نوبل للسلام حكومة أنغ سو تشي ووعدت بمصالحة وطنية. ولا يزال مصير الروهينغا، الأقلية المسلمة في إقليم راكين غير معروف. وعانى المسلمون من اضطهاد وتشريد وسياسة الأرض المحروقة التي مارستها الجماعات البوذية المتشددة والقوات الامنية. 
وقدرت الأمم المتحدة عدد من فر بسبب العنف إلى بنغلاديش بحوالي 27.000 شخص. وكتب عدد من الحائزين على جائزة نوبل رسالة مفتوحة للأمم المتحدة انتقدوا فيها الزعيمة الميانمارية سو تشي وفشلها بالتحدث عن الإنتهاكات ضد الروهينغا. 
ولعل ملف أوكرانيا من الملفات التي ستتأثر من سياسة ترامب تجاه روسيا، فبعد مقتل أكثر من 10.000 بسبب التدخل الروسي، تعيش أوكرانيا انقساماً، وهناك حالة من خيبة الأمل بين السكان من قادتهم الذين جاؤوا بعد ثورة ميدان في كييف عام 2014 والذين لا يختلفون عن الديكتاتور الذي أطيح به. 
وأخيراً ستحظى المكسيك باهتمام وتمثل تحدياً من تحديات هذا العام نظراً للتوتر بينها وبين الولايات المتحدة. فقد وعد الرئيس المنتخب ببناء جدار على طول الحدود بين البلدين وترحيل المهاجرين غير الشرعيين ووقف معاهدة التجارة الحر «نافتا». 
ولا يمكن للرئيس المكسيكي إنريك بينا نيتو أن يجعل من أقوى دولة عدوا له. ولهذا تحاول النخبة السياسية والإقتصادية إقناع مستشاري ترامب تعديل مواقفه لأنه لو مضى في سياساته فسيؤدي إلى كارثة لاجئين كبيرة ستترك تداعياتها على الوضع في المكسيك.

 أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)