الرئيسية > اخبار وتقارير > "الأوامر التنفيذية".. سلاح ترامب ذو الحدين لافتتاح عهده

"الأوامر التنفيذية".. سلاح ترامب ذو الحدين لافتتاح عهده

إذا كان الرئيس الأمريكي الجديد، دونالد ترامب، قد بدأ عهده بمجموعة من "القرارات التنفيذية" التي تناولت عدداً من وعوده الانتخابية، فإن اللافت في أسلوب تنفيذه لهذه الوعود، تشابهه مع الأسلوب الذي اختتم به الرئيس المنتهية ولايته، باراك أوباما.

كلا الرجلين، على اختلاف توجهاتهما السياسية والأحزاب التي ينتميان إليها، أكثرا من استخدام صلاحيات الرئيس في اتخاذ "القرارات التنفيذية"، ما أثار العديد من التساؤلات حول سبب لجوء ترامب، تحديداً، لهذا الأسلوب.

فإذا كان أوباما قد وجد في آخر أيامه من المعارضة في الكونغرس الذي يهيمن عليه الجمهوريون، ما قد يبرر اتخاذه للقرارات بأسلوب "الأوامر التنفيذية"؛ تجنباً لعرضها على الكونغرس ومناكفته فيها، فما الذي دعا الرئيس الجديد، والكونغرس الأمريكي موال له، على اتباع الأسلوب ذاته؟

- ترامب والوعود الانتخابية

أهداف وغايات متنوعة يهدف إليها دونالد ترامب من وراء إصدار العديد من الأوامر التنفيذية خلال مدة وجيزة، لعل من أهمها الظهور بمظهر الرجل الذي يفي بوعوده الانتخابية أمام الشارع الأمريكي، وتحسين شعبيته، وعدم منح "جائزة" إصدار ما يريده من قرارات إلى الكونغرس؛ بسبب حاجته الماسة إليها في الوقت الراهن.

ويحاول الرئيس الجديد الظهور بمظهر "الرئيس الفعّال"، الذي يصر على العمل منذ اليوم الأول، وأن تقدمه في العمر (71عاماً) لم يحُلْ دون مباشرته لمهامه والانهماك بالعمل.

- محاصرة آمال الديمقراطيين

من الأسباب التي يمكن أن تفسر سلوك ترامب باتخاذه هذا العدد الكبير من القرارات التنفيذية من دون الحاجة إلى ذلك، مواجهة أي طموحات وآمال "ربما" تكون قد تعززت في الآونة الأخيرة لدى خصومه الديمقراطيين، لا سيما بعد المظاهرات الحاشدة التي خرجت في يوم تنصيبه رئيساً، وما تلاه من مظاهرات "نسائية" (منافسته في الانتخابات كانت هيلاري كلينتون) بإمكانية مراكمة الغضب الشعبي، ومواصلة التظاهر ضده عبر القيام بإجراءات تنفيذية "سريعة" تحاصر هذا الحراك الشعبي المتزايد، وربما تشغل الشارع الأمريكي بمتابعة ما يصدره من قرارات بدلاً من النزول إلى الشارع والتظاهر ضده.

إلا أن هذه الخطوة سلاح ذو حدين، إذ قد تعزز من زخم المظاهرات الشعبية ضده، وتزيد من الاحتقان ضد قرارات ينظر إليها كثير من المتابعين على أنها "مثيرة للجدل"، وغير محسومة التوجه بالنسبة للمواطن الأمريكي كبناء جدار مع المكسيك، ومنع دخول مواطني عدد من الدول العربية.

- ترامب في مواجهة حزبه

دلالات أخرى يمكن استقراؤها من وراء القرارات التنفيذية الأخيرة أيضاً، فحتى على المستوى السياسي الداخلي (الحزب الجمهوري) لا يتمتع الرئيس الأمريكي بشعبية كبيرة، والجميع يذكر كيف "تنصل" كبار الشخصيات في الحزب الجمهوري من مسألة تأييد ترشيحه للانتخابات الرئاسية في مواجهة كلينتون.

وعليه؛ فإن الرئيس الجديد، ورغم هيمنة حزبه على الكونغرس، لا يزال يواجه "جمراً تحت الرماد" مع قيادات بارزة في حزبه، قد تستغل الموقف السياسي لتسجيل نقاط لمصلحتها، لا سيما في موضوع العلاقة مع المكسيك، والعودة إلى استخدام أساليب تعذيب قديمة؛ "كالإيهام بالغرق"، والعلاقة مع العالم الإسلامي.

دلالات ورسائل في مختلف الاتجاهات يحاول الرئيس الجديد دونالد ترامب إرسالها إلى الموالين والخصوم في آن معاً، من خلال اتباع أسلوب سرعة اتخاذ القرار الذي يتيحه له "الأمر التنفيذي"، فهل سينجح ترامب من خلال ذلك في "تذليل" العقبات؟ التي يبدو أنها أكبر مما كان يتصور، في بداية عهده.

 أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)