بدأت قوات التحالف العربي والمقاومة الشعبية اليمنية، معركة برية بغطاء جوي، من أجل تطهير مديريتي ميدي وحرض اليمنيتين، الواقعتين قبالة محافظتي الموسّم والطوال التابعتين لمنطقة جازان في السعودية، من ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح، وسط معارك عنيفة تخوضها قوات «الرمح الذهبي»، التي تتصدرها القوات المسلحة الإماراتية، وغارات على جبل النار على أطراف المخا لطرد الانقلابيين منه، بينما قصف الحوثيون مقر الأمم المتحدة في السعودية بالصواريخ.

وانطلقت في ساعة متأخرة من ليل الأحد /‏‏ الاثنين، مدفعيات ودبابات ومركبات عسكرية مصفحة، بغطاء جوي من طيران التحالف، تساندها كتائب عسكرية على الأرض، وفرق راجلة من وحدات المظليين والقوات الخاصة، وتمركز للقناصين في نقاط محددة.

وأوضح شهود أن الحوثيين زرعوا ألغاماً متعددة في مواقع مختلفة على الطرق البرية المؤدية لميدي وحرض، في محاولة لإعاقة قوات التحالف من التقدم. واستطاعت قوات التحالف، من خلال ما تملكه من آليات عسكرية لإبطال تلك الألغام، الوصول إلى أطراف ميدي، في انتظار الخطة الجديدة للتقدم.

واستطاع طيران التحالف تدمير ما لا يقل عن أربع مدفعيات، خبأتها الميليشيات الحوثية أسفل كثبان رملية خلف مديرية ميدي، واستكمل طيران التحالف قصفه، بعد استهدافه مخزناً للذخائر وإمدادات عسكرية تابعة للميليشيات كانت متجهة إلى مديريتي ميدي وحرض.

كما قصفت مروحيات الأباتشي السعودية محاور عدة، خاصة من خلال استهدافها لقناصة الميليشيات، مع استمرار قصف مضادات للطائرات داخل ممرات الأودية، وهي التي حاولت الميليشيات إخفاءها بعيداً عن تقنيات الكشف لدى التحالف.

وذكر مصدر عسكري بالمنطقة العسكرية الخامسة في ميدي أن قوات الجيش الوطني استعادت مواقع في المداحشة قرب حرض، كما تواصل التقدم شمال غربي جبهة حرض باتجاه مدينة ميدي.

وأفاد المصدر بمقتل سبعة من عناصر الميليشيات، وأسر أربعة آخرين، بالإضافة إلى تدمير عربة «بي ام بي» واغتنام أخرى، خلال تلك الاشتباكات.

وأكد المصدر العسكري أن هناك انهيارات في صفوف ميليشيات الحوثي وصالح وفرار جماعي، مخلفين وراءهم عدداً من القتلى والأسرى والمعدات العسكرية.

معارك وغارات

وفي تعز، ذكرت مصادر أمنية أن قتلى وجرحى سقطوا في معارك بين القوات الشرعية المتمردين وغارات لمقاتلات التحالف العربي في الساحل الغربي للمحافظة. وتصاعدت وتيرة المعارك في مناطق شرق وجنوب المخا، بالتوازي مع غارات مكثفة للتحالف العربي استهدفت آليات ومواقع للميليشيات في محيط المخا وجبل النار ومنطقة النجيبات والهاملي في موزع، كما استهدفت تعزيزات على طريق المخا وجسر رسيان بالبرح غربي تعز. وذكرت مصادر ميدانية أن الحوثيين وقوات صالح زرعوا كميات هائلة من الألغام لإعاقة تقدم القوات الشرعية. وسقط أربعة قتلى من المتمردين في مواجهات مع القوات الشرعية، التي أحبطت هجمات للمتمردين على مواقعها جنوب شرقي تعز.

اشتباكات وقصف

وشهد شرقي تعز اشتباكات وتبادل للقصف، حيث قصف المتمردون المنطقة بالدبابات والمدفعية، فيما أحرقت الشرعية آلية عسكرية للمتمردين أمام بوابة القصر الجمهوري.

كما شهدت مواقع مختلفة في مديرية مقبنة، غربي تعز، مواجهات إثر هجمات للمتمردين، وتعرضت قرى جبل لقصف من قبل ميليشيات الحوثي وصالح.

ونقذت مقاتلات التحالف سلسلة غارات على مواقع وتجمعات وآليات للانقلابيين في رأس عيسى بالصليف والخوخة ومناطق أخرى على الشريط الساحلي بمحافظة الحديدة، وأسفرت الغارات عن سقوط عدد من القتلى والجرحى وتدمير آليات عسكرية.

على أطراف صنعاء، شنت مقاتلات التحالف ثلاث غارات على أهداف للمتمردين في قرى نهم شرقي العاصمة، حيث تبادلت القوات الشرعية والمتمردين قصفاً مدفعياً خلال ساعات الليل.

وقصف الطيران التحالف تعزيزات للحوثيين وقوات صالح في المخدرة في مأرب، فيما شن الجيش الوطني قصفاً على مواقع المتمردين في نفس المنطقة.

الأمم المتحدة

إلى ذلك، استهدفت الميليشيات الحوثية بالصواريخ مقر الأمم المتحدة في منطقة ظهران الجنوب على حدود السعودية. وتسببت قذائف الحوثيين في تهشيم زجاج واجهة مبنى الأمم المتحدة، وتخريب بعض معدات مكتب الاستقبال، فضلاً عن إصابة جدران المبنى نفسه بشظايا.

وادان المبعوث الدولي الخاص باليمن بشدة قصف للانقلابين مقر لجنة التهدئة والتنسيق في ظهران. ‏وقال اسماعيل ولد الشيخ أحمد في بيان: "انه لأمر مأساوي أن تأتي هذه الحادثة في وقت نطالب فيه الأطراف باعادة الالتزام بوقف الأعمال القتالية، هذه الحادثة لا تعكس نوايا حسنة".

خطف وترهيب

ونفذت ميليشيات الحوثي وصالح، عملية خطف واسعة استهدفت أهالي محافظة الحديدة على خلفية رفضهم التجنيد القسري. وذكرت مصادر محلية، أن عملية الخطف تمت في منطقة بيت الفقيه وباجل والخوخة وأحياء سكنية في وسط المدينة التي تعد مركز المحافظة.

2

قتل عنصران في تنظيم القاعدة، أمس، في ضربة جوية نفذتها طائرة أميركية من دون طيار، بعد يوم من مقتل عشرات من مسلحي التنظيم ومدنيين وجندي أميركي في هجوم شنته قوات النخبة الأميركية.

وقال مسؤول أمني يمني: «قتل عضوان في القاعدة، في غارة جوية نفذتها طائرة أميركية من دون طيار، واستهدفت مركبة لعناصر القاعدة في بيحان بمحافظة شبوة». وأكد المسؤول أن الغارة «استهدفت المركبة أثناء سيرها ما أدى إلى مقتل شخصين كانا على متنها». وأفادت مصادر قبلية بأن «هناك حالة استنفار كبرى وسط مسلحي القاعدة في ثلاث محافظات هي البيضاء شبوة ومأرب بعد عملية البيضاء»

أمير قطر وهادي

بحث أمير دولة قطر تميم بن حمد آل ثاني والرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، مستجدات الأوضاع على الساحة اليمنية والجهود الدولية الداعمة للشرعية في اليمن، إضافة إلى استعراض عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. ونقلت وكالة الأنباء القطرية عن الأمير تميم بن حمد، تأكيده موقف بلاده الداعم لوحدة اليمن وأمنه واستقراره. وكان الرئيس هادي والوفد المرافق له، وصل إلى الدوحة، أمس، في زيارة عمل إلى قطر.