الرئيسية > محلية > اليمنيون يترقبون تحولات في مسار السياسة الدولية حيال الحرب في بلادهم مع تسلم ترامب السلطة في الولايات المتحدة

اليمنيون يترقبون تحولات في مسار السياسة الدولية حيال الحرب في بلادهم مع تسلم ترامب السلطة في الولايات المتحدة

يترقب اليمنيون بحالة من التوجس والقلق وعدم وضوح، الرؤية للسياسة الأمريكية تجاه اليمن مع تسلم دونالد ترامب رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية منتصف الشهر الماضي، خاصة وأن اليمن كان الوجهة الاولى للعديد من قراراته، بدءا بالتضييق على سفر اليمنيين إلى الأراضي الأمريكية، مرورا بمكافحة الإرهاب، وليس أخيرا إرسال مدمرة أمريكية إلى قرب المياه الاقليمية اليمنية.
ونتيجة لقرار ترامب تضرر الكثير من اليمنيين الذين كانوا يعتزمون السفر إلى الولايات المتحدة الأمريكية، بسبب فرض إ حظر سفر على مواطني 7 دول إسلامية بينها اليمن، إلى الأراضي الأمريكية، والذي تسبب في ترحيل العشرات من اليمنيين وعرقلة سفر المئات غيرهم فيما أصبح كثيرون عالقون في بعض الدول بسبب فقدانهم الأمل في الحصول على التأشيرات الأمريكية أو السفر تحت أي ظرف كان.
وفي الوقت ذاته لأول مرة تقوم قوات عسكرية أمريكية بعملية إنزال جوي في الأراضي اليمنية وتنفيذ عملية فيها ضد مواطنين يمنيين، مثلما حصل الأسبوع الماضي من عملية أمريكية خاطفة استهدفت عناصر مشتبهين بالانتماء لتنظيم القاعدة في محافظة البيضاء، وسط اليمن، والتي أسفرت عن سقوط الكثير من الضحايا المدنيين بينهم 8 نساء و4 أطفال فيما قتل نحو 14 من عناصر القاعدة، وفقا للرواية الأمريكية، التي تفاوتت المواقف وردود الأفعال بشأنها، يمنيا ودوليا، لما اعتبروه سابقة خطيرة تمس السيادة اليمنية أولا، وتنتهك حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني ثانيا.
السياسة الخارجية المعلنة للإدارة الأمريكية الجديدة تجاه اليمن هي الأخرى مثيرة للجدل وبالذات فيما يتعلق برؤية واشنطن للتحركات الإيرانية في المنطقة ومنها اليمن، حيث أبدت إدارة ترامب تشددا غير مسبوق في التعامل مع إيران على عكس التوجهات التي كانت تسير عليها إدارة الرئيس الامريكي السابق باراك أوباما.
التصريحات التي أطلقتها إدارة ترامب حيال إيران ووصفها بالدولة الراعية للإرهاب والمطالبة بمضاعفة العقوبات عليها، والتنصل من اتفاقات طهران مع الإدارة الأمريكية السابقة، بدت وكأنها تسير على النقيض من توجهات الإدارة السابقة وبالذات ما يتعلق بالملف اليمني إذ حاولت طهران خلال السنوات الماضية الحصول على دعم أمريكي لتوجهاتها في اليمن والحفاظ على المتمردين الحوثيين الموالين لها في واجهة السلطة في البلاد.
وكانت المستجدات العسكرية الأخيرة التي تحدثت عن نشر قوات أمريكية قبالة الشواطئ اليمنية لحماية حركة الملاحة الدولية جنوبي البحر الأحمر وخليج عدن، وأن هذه القوات منحت صلاحيات واسعة بالتعامل مع أي تهديد عسكري من قبل ميليشيا الحوثي والرد الفوري علی مصادر النيران دون انتظار إذن من الرئيس الأمريكي، على عكس الإدارة السابقة التي كانت تهادن المتمردين الحوثيين بمبرر عقد شراكة معهم لمكافحة الإرهاب .
وذكرت مصادر أمريكية الجمعة، أن الولايات المتحدة نشرت مدمرة تابعة للبحرية الأمريكية قبالة الشواطئ اليمنية لحماية الممرات المائية من المسلحين الحوثيين الذين تدعمهم إيران مع تصاعد حدة التوتر بين واشنطن وطهران.
وقالت «إن المدمرة الأمريكية كول وصلت قرب مضيق باب المندب قبالة جنوب غرب اليمن حيث ستنفذ دوريات تشمل مرافقة سفن. وأنه في حين أن سفنا حربية أمريكية نفذت عمليات روتينية في المنطقة في السابق إلا أن هذا التحرك هو جزء من وجود متزايد هناك يستهدف حماية الملاحة البحرية من الحوثيين المتحالفين مع إيران».
وكانت الميليشيا الحوثية هاجمت الأسبوع الماضي فرقاطة سعودية قبالة الساحل الغربي لليمن أسفر عن انفجار فيها ومقتل عسكريين سعوديين اثنين من أفراد طاقمها، بالإضافة إلى أن الميليشيا الحوثية نفذت هجمات صاروخية فاشلة على مدمرة أمريكية أخرى جنوبي البحر الأحمر، في تشرين الأول/أكتوبر الماضي ورد حينها الجيش الأمريكي بضربات صواريخ كروز استهدفت ثلاثة مواقع ساحلية للرادار العسكري تابعة للحوثيين.
كل هذه المعطيات دفعت الشارع اليمني إلى الترقب الحذر والتوجّس المتباين من التوجهات الأمريكية الجديدة التي لم تتضح الرؤية بعد حيالها وخاصة ما يتعلق بمجريات الحرب وموقف إدارة ترامب منها وهل هي مع توجهات واضحة لدعم السلطة الشرعية في اليمن أم ستبقى على الحياد والاكتفاء بدعم دول التحالف العربي بقيادة السعودية التي تعتبر من أكبر حلفائها في المنطقة العربية.
أرهقت الحرب اليمنيين كثيرا في ظل خروج قرار إيقاف الحرب من أيديهم وبالتالي دفعت بالكثير منهم وبالذات السياسيين إلى التشبث بأي بصيص أمل للتنبؤ بواقع جديد أو بمستقبل أفضل، بعد ما دفع اليمنيون ضريبة كبيرة وثمنا باهضا لحالة الاقتتال الراهن، لا يستطيع أحد التنبؤ بتوقيت نهايته ولا بعواقبه التي قد تضر مصالح الجميع في كل الجبهات.

 أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)