الرئيسية > محلية > القاعدة في اليمن.. تحرّكات مشبوهة وتوظيف لعمليات الاستهداف

القاعدة في اليمن.. تحرّكات مشبوهة وتوظيف لعمليات الاستهداف

دون تنسيق مسبق مع الحكومة الشرعية في اليمن، نفّذت واشنطن عملية عسكرية، نهاية يناير/كانون الثاني الماضي، ضد تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية بمحافظة البيضاء، في مهمة اعتبرها مسؤول رفيع في وزارة الدفاع اليمنية "الخيار الخاطئ"، و"العملية الفاشلة"، وأن المستفيد الوحيد منها هو تنظيم القاعدة.

واعتبر محللون أن العملية تخدم التنظيم؛ بالنظر إلى الطريقة التي نُفّذت بها وخلّفت ضحايا مدنيين سيلقون مساندة وتعاطف الرأي العام، كما اعتبر البعض موعد تحرّك التنظيم والمناطق التي يتحرّك فيها يرتبط بقوى الانقلاب، التي تواجهها الشرعية في حرب مفتوحة على أكثر من جبهة.

الباحث والمحلل السياسي اليمني، علي الذهب، أشار لـ "الخليج أونلاين" إلى أن سقوط مناطق من محافظة أبين في قبضة تنظيم القاعدة أمر وارد، وليس هناك سبب خفي.

ويضيف الذهب: "محافظة أبين تمثّل المعقل الرئيس للقاعدة وقادتها الميدانيين وعناصرها المقاتلة، ومن ثم فكلما ضعف موقف السلطة وتراجعت قوتها، انقضّ أنصار الشريعة على المدن، ولعل انسحاب قوات الحزام الأمني من بعض المناطق أتاح للقاعدة العودة والسيطرة، ولا يستبعد استفادتها من أي أطراف مناوئة للشرعية"، منوّهاً بـ "ضرورة عدم إغفال أثر العملية الأمريكية على التنظيم في محافظة البيضاء، وكيف أنها حفّزته على الانتقام وتوسيع نشاطه".

ويرى "الذهب" أن التأثير وارد، لكن تقييمه الآن سيكون غير دقيق؛ لأن القاعدة ليست خصماً للشرعية فحسب، بل في المقام الأول للولايات المتحدة، ولذلك فستكون هدفاً مستمرّاً للطائرات دون طيار، وقد تستعيد قوات تابعة للشرعية المناطق التي وقعت في قبضة التنظيم، فيكون تأثيرها غامضاً، ومع ذلك يمكن إدراك بعض الآثار، إذ يفترض أن تكون القوات التي ستواجهها في جبهة من الجبهات التي تواجه قوى الانقلاب.

وأشار الذهب إلى أن تنظيم القاعدة في اليمن له مشروعه الخاص، ولا يستبعد أن يستفيد من أي طرف، سواء من صالح ومليشيا الحوثي، أو أي طرف خارجي، فالتنظيمات الإرهابية لا تختلف عن منظمات الجريمة المنظمة في تقاطع بعض المصالح.

 أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)