الرئيسية > اخبار وتقارير > القارة العجوز هل تفلح بوقف الحرب في اليمن ؟! (تقرير خاص)

القارة العجوز هل تفلح بوقف الحرب في اليمن ؟! (تقرير خاص)

بدأت القارة العجوز تحركاتها الدبلوماسية الهادفة لإنهاء الحرب المستمرة في اليمن منذ ثلاثة أعوام ، ووضع حد لتدهور حقوق الإنسان، وتدمير البنية التحتية للبلد المتهالك، ودشن المبعوث الأممي الجديد الى اليمن مارتن غريفيث لقاءاته بالمسؤولين الحكوميين في الحكومة الشرعية في العاصمة الرياض.


وقالت مصادر دبلوماسية إن تحركات غربية متسارعة لممارسة الضغط على الحوثيين والحكومة لإقناعهم بضرورة وقف الحرب، وعقد جولة جديدة واستثنائية من المفاوضات خلال الأيام القادمة.


وأكدت المصادر لصحيفة "القدس العربي" أن الدول الأوروبية والغربية عموما متفقة على ضرورة وضع حد للحرب الراهنة في اليمن عبر الحوار السياسي وليس عبر فوهات البنادق». موضحا "هناك اتصالات وتواصل أوروبي مكثف مع الحكومة وقيادة جماعة الحوثي لا قناعهم بضرورة الجلوس إلى طاولة المفاوضات في أقرب وقت ممكن، وأن التأخير في ذلك يعقد حل الأزمة كثيرا ولن يكون من مصلحة أي طرف منهما".


تأتي هذه التحركات مع اقتراب الذكرى الثالثة لانطلاق عاصفة الحزم في اليمن، بقيادة السعودية، التي تصادف 26 من الشهر الحالي. 


فلأول مرة منذ ثلاثة اعوام وصل وفد أوروبي الى العاصمة صنعاء التي تسيطر عليها جماعة الحوثي ضم سفراء الاتحاد الاوربي وفرنسا وهولندا في اليمن، ومبعوث وزارة الخارجية السويدية .


وعقد المبعوث الاممي الجديد الى اليمن مارتن غريفيث في العاصمة السعودية الرياض أولى لقاءاته  مع الحكومة الشرعية ، حيث التقى الرئيس عبد ربه منصور هادي ونائبه، ورئيس الحكومة ووزير الخارجية، وأكد أنه سيبذل جهود مضاعفة لإحلال السلام على اساس مبادرة مجلس التعاون الخليجي وآلياتها التنفيذية المزمنة ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني وقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصالة وفِي مقدمتها القرار 2216.


وأكد مارتن في بيان صحفي مساء الاثني أن "أي عملية سياسية ذات مصداقية تتطلب أن يتمتع جميع الأطراف بالمرونة اللازمة، وتقدم تنازلات صعبة، وأن تضع المصلحة الوطنية في الصدارة من أجل الشعب اليمني".


من جانبها قالت رئيسة بعثة الاتحاد الأوروبي أنتونيا كالفو-بيورتا إن الشعب اليمني يعاني بشكل كبير من هذه الحرب المأساوية والتي تسببت بواحدة من أسواء الكوارث الإنسانية، داعية الى سرعة ايقافها.
وأشارت في بيان عقب وصولها صنعاء أن الاتحاد سيبقى ملتزما بدعم اليمن وشعبه، حيث رفع وبشكل متواصل من مساعداته الإنسانية منذ بداية الصراع لتصل إلى 196 مليون يورو.


ويرى مراقبون أن زيارة الوفد الأوروبي الى صنعاء تأتي في سياق رغبة الأوروبيين في استيضاح ما يجري في اليمن، لكنها لن تدفع، لكنها لن تقدم أي تطورات مهمة على صعيد المضي قدماً نحو الحل السياسي.


ويعتقد المحلل السياسي ياسين التميمي أن "زيارة وفد الدبلوماسيين الغربيين إلى صنعاء، تأتي في سياق رغبة الأوروبيين في استيضاح ما يجري في اليمن، والإبقاء على الدور الذي بدأ يتآكل خلال الفترة الأخيرة من عهد ترامب الذي أطلق يد التحالف السعودي الإماراتي في اليمن أكثر من أي وقت مضى".

 

وقال في حديث لـ"مندب برس" هناك ضغوط هائلة تواجهها الحكومات الغربية حيال ما يجري في اليمن في الوقت الذي يشعر الأوروبيون أنهم ابتعدوا كثيراً عن الملف اليمني الذي كانوا جزء من نسج تعقيداته وإيصاله إلى حد الاحتراب والفوضى بعد أن هيمن تصور خاطئ مفاده أن الحوثيين يمكن أن يكونوا شريكاً جيداً في مكافحة الإرهاب استناداً إلى التوتر التقليدي للعلاقة بين القاعدة وميليشا الحوثي".


وأضاف "رئيسة بعثة الاتحاد الأوروبي وهي عضو في الوفد الدبلوماسي ربما أنها تسعى هذه المرة بمساندة السفيرين الفرنسي والهولندي لدفع أكبر عدد من اليمنيين للانخراط في مهمة الحوار الذي تعقد جولاته في بروكسل بين الأطراف اليمنية، ولكنه لم يحقق اختراقاً حتى الآن لجهة التوصل لتصور كامل للحل في اليمن".


وفي ختام حديثه أوضح التميمي "لن تفضي زيارة كهذه لتطورات مهمة على صعيد المضي قدماً نحو الحل السياسي ولكنها بالتأكيد تقدم دعماً سياسياً غير مستحق للحوثيين الذين يسيطرون على صنعاء، ويمكن أن يسردوا العديد من الروايات حول ما يجري خلال هذه الحرب".


بعثت هذه التحركات قليل من الأمل بنفوس المواطنين في ان تنتهي الحرب ويحل السلام، لكنهم يرقبونها بحذر شديد فقد لا تنجح، حيث سبق  وفشلت الجهود الدولية السابقة في وضع حد للحرب ، وحمل المبعوث الأممي السابق اسماعيل ولد الشيخ جماعة الحوثي  في احاطته الأخيرة بمجلس جماعة الحوثي المسؤولية الأكبر في إفشال التوصل إلى حل سياسي في البلاد.

 أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)