الرئيسية > تحقيقات وحوارات > مثقفون وإعلاميون يمنيون: اليمن تحت الاحتلال.. والانقلاب سيقوده إلى حرب أهلية

مثقفون وإعلاميون يمنيون: اليمن تحت الاحتلال.. والانقلاب سيقوده إلى حرب أهلية

مثقفون وإعلاميون يمنيون: اليمن تحت الاحتلال.. والانقلاب سيقوده إلى حرب أهلية

أجرت صحيفة الرياض السعودية حوارات مع العديد من المثقفين والإعلاميين اليمنيين العاملين والمقيمين في دولة الإمارات العربية المتحدة، عن حقيقة الأوضاع في بلدهم وما آلت إليه الظروف السياسية الصعبة التي ترشح لحرب أهلية قادمة، وعن مستقبل اليمن وكيف ينظرون إليه عن بعد، وعن أبعاد اعلان المملكة ودولة الإمارات تعليق اعمال سفارتيهما في اليمن، وعن اغلاق بعض الدول الغربية سفاراتها في صنعاء.


وتفصيلاً، قال الإعلامي والكاتب اليمني صادق ناشر: ان الحوثيين يلعبون دوراً تخريبياً للوضع في اليمن، فمنذ دخولهم العاصمة صنعاء في الحادي والعشرين من سبتمبر من العام الماضي حولوا اليمن إلى ما يشبه إقطاعية نفوذ لإيران، بخاصة في ظل مساعي طهران لإرباك المشهد في الجزيرة العربية والخليج، ورغبتها في تحويل الحوثيين إلى أداة من أدوات المواجهة في المنطقة. وأكد أن تعاظم دور الحوثيين في اليمن وتوسعهم في مختلف مناطق البلاد يرسم صورة قاتمة للمشهد القادم في البلاد؛ فعلى الرغم من أن كثيراً من القوى السياسية كانت ترغب في أن يتحول الحوثيون إلى حركة سياسية تقتنع باللعبة الديمقراطية في بلد ينهج التعددية السياسية، إلا أن الجماعة كانت تختط لنفسها نهجاً مختلفاً يقوم على الاستئثار بالسلطة والحكم بمفردها.

وأشار إلى أن جماعة الحوثي تحولت اليوم إلى قوة باطشة ترهب خصومها السياسيين وتكرس لثقافة الهيمنة، ودورها التخريبي لن يسلم منه اليمن، الذي يعاني من أزمات اقتصادية واجتماعية كبيرة منذ أحداث العام 2011 التي أطاحت الرئيس السابق علي عبدالله صالح وما قبله، ويبدو أن هذا الدور مستمر وسيؤدي إلى مزيد من تفاقم الأوضاع في بلد لا تنقصه الأزمات والمشاكل. وأوضح أنه منذ استيلائهم على السلطة قبل نحو خمسة أشهر، عمل الحوثيون على تعطيل العملية السياسية عبر تعطيل مؤسسات الدولة ابتداء من مؤسسة الرئاسة وانتهاء بمجلس النواب، وهما المؤسسات الوحيدتان الشرعيتان، اللتان حرص الحوثيون على تعطيلهما للانفراد بالسلطة وتجاوز القوى السياسية الفاعلة في البلاد والتحكم بمصير الملايين ممن يختلفون معهم سياسياً وفكرياً ومذهبياً.

وأشار ناشر إلى دور الحوثيين في إذكاء الفتنة، حيث عملوا منذ دخولهم العاصمة على إذكاء الفتنة بين أبناء البلد الواحد وأرادوا التأكيد على أنهم تحولوا إلى قوة رئيسة وحيدة في البلد ورفضوا الجنوح إلى الحلول التوافقية بين القوى السياسية المختلفة ويريدون فرض مشروعهم المرتبط بالخارج.

وأضاف: نفذ الحوثيون انقلاباً على شرعية الرئيس عبدربه منصور هادي وانقضوا على السلطة، كما أنهم يرفضون التجاوب مع أية حلول من شأنها إعادة المسار السياسي في البلاد إلى طريقه الصحيح ويصرون على مواجهة الجميع، وجاء موقف دول مجلس التعاون الخليجي الذي صدر أول أمس في ختام اجتماع وزراء خارجية دول المجلس والذي طالب فيه بضرورة استعادة الشرعية ممثلة بالرئيس عبدربه منصور هادي ليؤكد حقيقة أن الحوثيين تحولوا إلى قوة مغتصبة للسلطة وأن المطلوب يتمثل في استعادة الشرعية واستعادة الدولة المختطفة بكل الطرق والوسائل، حتى لا تتحول اليمن إلى ساحة نفوذ لإيران وغيرها.


وقال الصحفي اليمني ناجي الحرازي، ما يحدث في اليمن خيب كل التوقعات، خصوصاً بعد الإطاحة بالرئيس السابق علي عبد الله صالح، وقد توقعنا ان تضع المبادرة الخليجية اليمن في المسار الصحيح، إلا أنه كما يقال ان الحكمة يمانية لم تعد موجودة الآن، وأبناء اليمن فقدوا الحكمة والبصيرة، حيث أتت مجموعة من أعالي الجبال ليفرضوا علينا مشروعا غير واضح، وسوف تدخل اليمن في نفق مظلم من خلال ما نشاهده من تأجيج وصراعات مذهبية وطائفية واستفزازا للجيران، ونحن أحوج ما نكون إلى دعمهم ومساندتهم والتعاون معهم، الذين بدأوا بالانسحاب من اليمن من خلال اغلاق وتعليق العلم في سفاراتهم.

إن لغة السلاح والقوة ليست هي الحل، وان الفئة التي انقلبت على الشرعية تريد فرض القوة بالسلاح واقصاء الآخرين، وهو ما ينذر بحرب أهلية لا تحمد عقباها.

ومن جانبه، قال الأديب سالم مرضي، إن إغلاق المملكة العربية السعودية لسفارتها في صنعاء، وكذلك تعليق أعمال سفارة الإمارات، يعتبر إجراء صحيحاً وسليماً، حيث يساهم في الكشف عن زيف واقع الحال في اليمن، وبأن ما جرى أخيراً ليس حراكاً شعبياً بل انقلاب على السلطة والشرعية، وهو ما يستوجب العمل من أجل إعادة الشرعية والسلطة لمن يستحقها، وليس الانقلاب عليها، فمثل هذا الانقلاب يعكس توجهات جهة أو أخرى حول تأجيج الصراعات الطائفية والمذهبية، ومثل هذه الصراعات لا داعي لها لأنها تعيق التقدم والتنمية في البلاد، كما انها تنعكس سلباً على عموم المنطقة، التي تحتاج إلى المزيد من الاستقرار وعدم العبث بها. ومثل هذه الانقلابات تنذر بنشوب حرب أهلية لا قدر الله، نحن جميعاً في غنى عنها، كي لا تتحول البلاد إلى بؤرة توتر، كما أن مقدرات البلاد الاقتصادية لا تحتمل مثل هذه الصراعات والحروب والانقلابات، وبالتالي لا بد من العودة إلى الشرعية التي يدعمها مجلس التعاون الخليجي وغالبية دول العالم والأمم المتحدة، وينتظرها الشعب اليمني التواق للحرية والاستقرار والتنمية.

 أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)